آخر الأخبار
  الملك وبايدن يبحثان هاتفيا المستجدات الخطيرة في غزة   مسؤول إسرائيلي ينتقد هاريس حول تصريحاتها عن غزة: "فوجئنا بتغير نبرتها"   أسيرة إسرائيلية سابقة نادمة لأنها لم تقتل نتنياهو   لازريني: اكتشاف فيروس شلل الأطفال في غزة تطور خطير في رحلة البؤس التي لا تنتهي   أمسية مميزة بصوت هبة طوجي والموسيقار أسامة الرحباني على الساحة الرئيسية في جرش   جوقة سراج والفرقة الجورجية يبهران جمهور جرش في الساحة الرئيسية   وزيرة الثقافة الأردنية تفتتح جناح السفارات في مهرجان جرش الثقافي 2024 وتشيد بجناح المملكة العربية السعودية   مهرجان جرش يفتتح برنامجه الثقافي باستعادة إرث محمود درويش   افتتاح البرنامج الثقافي لاتحاد الكتاب والادباء الاردنيين في مهرجان جرش"38".   كم يبلغ عدد متقاعدي الضمان الاجتماعي في الأردن؟   إدارج موقع أم الجمال الأثري على لائحة التراث العالمي   "الأمانة" تطرح عطاء مشروع عمان مدينة ذكية الحزمة الأولى   قطر تسلم الأردن 7 مقطورات لإرسالها إلى غزة   أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وحارة نسبيا غدا   النجار تشيد بمشاركة سفارات الدول العربية في مهرجان جرش   انطلاق فعاليات بشاير جرش للمواهب الشابة بنسخته 11   حضور جماهيري قوي يعزز فعاليات مهرجان جرش في يومه الثاني..صور   ترامب: إذا اغتالتني إيران .. يجب محوها عن وجه الأرض   "الاحتلال" يكشف تفاصيل تحريره لخمس جثث من مواطنيه بخانيونس   ترمب يُطالب بإنهاء الحرب على غزة بسرعة

حرب أخرى قادمة على لبنان

{clean_title}
باشر حزب الله هجماته المساندة لغزة في الثامن من أكتوبر على شكل هجمات متعددة أخذت في الغالب طبيعة ما دون الحرب وما فوق الهدوء، غايتها كما قال مسؤولو حزب الله سحب جزء من قوات دولة الاحتلال لتخفيف الضغط عن غزة، لكن خلال الفترة الأخيرة بدأنا نشهد ضراوة في الضربات بين الطرفين فقد واصلت قوات الاحتلال اغتيال قيادات مهمة من حزب الله حتى تجاوز العدد أكثر من 400 عنصر وقيادي من حزب الله ووصلت هجماتها إلى حدود البقاع بل واغتالت واحدا من أهم القيادات الفلسطينية في قلب الضاحية الجنوبية، وبالمثل واصل حزب الله هجماته الصاروخية على شمال فلسطين وأدّت هذه الهجمات إلى هجرة ما يصل إلى 80 ألف مستوطن، لكن كل ذلك لم يتجاوز عتبة قواعد اشتباك متغيرة وديناميكية بين الطرفين تحكمها تفاعل الدولي والإقليمي والداخلي اللبناني، بحيث تتصدر إيران والولايات المتحدة المشهد، فإيران تضبط سلوك حزب الله وتخضعه لتوازناتها ومصالحها الاستراتيجية والتي لا يبدو المواجهة الكبرى قد حانت بعد، أما الولايات المتحدة فهي ما تزال ترفض تماماً انخراط إسرائيل في حرب إقليمية واسعة، فهي منشغلة بما هو اهم من ذلك وأخطر.
ومع تصاعد الهجمات كشف حزب الله عن أسلحة متطورة جداً حاز عليها من حليفته إيران، وهذا خطير بحد ذاته لكن الأخطر بالنسبة لإسرائيل هو الهجوم الأخير بالمسيرات على قوة للاحتياط كانت منتشرة في منطقة مفتوحة قرب قرية حرفيش الدرزية وكانت تلك أو ربما القشة التي قد تقصم ظهر البعير وتنهي كل الألعاب على حافة الهاوية بل ستذهب بنا إلى الهاوية، ورغم كل التصريحات التي ما تزال تتعالى بأن الحرب الشاملة غير مرغوبة، إلا أن استعدادات كل من الطرفين تشير إلى أن الأخطر قادم، وما يدلل على أن أسرائيل تنوي شن حرب شاملة أنها زادت من حصة تجنيد الاحتياط بخمسين ألف جندي، بالإضافة إلى قيامها اخيراً بمناورات تحاكي حرباً عسكرية مع لبنان، صحيح أنها تفتقد الشرعية للقيام بهذه الحرب لكنها ابداً لن تعدم الحيلة فالأمر لا يحتاج إلا إلى إصابة عدد من المدنيين وتكون الذريعة جاهزة، وبرغم علمها انها ستفتقد في هذه الحرب الدعم الحماسي من الولايات المتحدة لكن هذا ستتكفل فية القوى الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، وصحيح أن جيشها منهك إلا أنها على ما يبدو ادخرت جزءا من قوتها لمثل هذه المواجهة وتدربت عليها، أما بالنسبة لحزب الله فقد اعلن دوماً انه مستعد لكل الاحتمالات.
تصبح الاحتمالات السابقة موضوعية إذا ما عرفنا ان الطاولة فارغة إلا من خطة على مراحل تشمل تطبيق القرار 1701 وهذه تشمل انسحاب حزب الله مسافة 10-15 كم شمال الليطاني وإشغال الجيش اللبناني لهذه المسافة طبعاً مع رفض إسرائيلي لانسحاب مماثل في شمال فلسطين وهذا ما يرفضه حزب الله، ورغم كل مآسي الحرب فإنها تمثل بالنسبة للطرفين فرصة للحصول على مكاسب سياسية ونتنياهو سيد من يلعبها، أما بالنسبة لحزب الله فهذه المواجهة تمثل فرصة ثمينة تمكنه من إجبار القوى السياسية اللبنانية على الموافقة على تعيين مرشحه للرئاسة السيد سليمان فرنجية أو دون ذلك الفراغ واستمرار الشغور، مما يدخل بشكل مباشر المصالح السياسية الداخلية مع التقاطعات الخارجية على مأساويتها، بالتالي فإن حصول مواجهة شاملة سيكون بمثابة كارثة أو قنبلة موقوتة تطيح بالباقي من فرص الحل في المنطقة على ضآلتها ومحدودية تأثيرها وجدواها.
ويبقى السؤال المؤلم هل ثمة متسع في ضمير المنطقة وعقلها يستوعب مزيداً من الجثث والأشلاء ورائحة الموت وعدد غير محدود من البيوت والشوارع المدمرة، هل ما يزال لديها متسعاً لاستيعاب هذا الحقد الإسرائيلي والذي يصبه نيراناً من الضغينة على رؤوس الكبار والصغار؟