آخر الأخبار
  الأمن يحذر: ابتعدوا عن السيول ولا تتركوا المدافئ مشتعلة   محادثات أردنية صينية موسعة في عمّان   الأمانة تعلن الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض   عمان الأهلية تُوقّع اتفاقية تعاون مع شركة (Codemint) لتطوير مخرجات التعلم   الأميرة سمية بنت الحسن تكرّم عمّان الأهلية لتميّزها في دعم الريادة والابتكار   الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة 20 دينارا للأسرة   مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة   إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم   نظام معدل للأبنية والمدن: تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف   الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار   ارتفاع أسعار الذهب محليا   منخفض جوي مساء اليوم وطقس بارد وماطر   فيضانات مفاجئة في آسفي المغربية تخلف 7 قتلى و20 مصابا   المواصفات والمقاييس: المدافئ المرتبطة بحوادث الاختناق مخصصة للاستعمال الخارجي فقط   الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا

وسقطنا في أول اختبار !

{clean_title}

يبدو ان ما تعيشه البلاد من توتر وتجييش وخلق أجواء احتقان وتبادل اتهامات بين الدولة ومن يساندها ،وبين الجماعة الإسلامية ومن يساندها في تنظيم مسيرة ظهر يوم الجمعة القادمة ، يدرك بلا شك جملة من الحقائق التي "تفضح الطابق " كما يقال ، وتكشف عن هوان وضعف وهزالة الحالة التي تعيشها مجمل أطراف العملية السياسية ، سواء أكان النظام نفسه او الأحزاب والفعاليات الوطنية والحزبية ،والتي بدأت ضعيفة لا حول لها ولا قوة في مواجهة أزمة عابرة ، ولا تعد أزمة أصلا لدى الدول التي تشهد حراكا ومسيرات تطالب بالإصلاح ،ولكنها في بلادنا بدأت زلزالا يخشاه الجميع هنا .

 

 

 

ويمكن إيجاز تلك الحقائق في النقاط التالية ،لم تكن الأجواء المشحونة التي ترافق التحضير للمسيرة من صناعة منظمي المسيرة ، فقد أكدوا حرصهم على سلمية المسيرة وعدم اللجوء للاعتصام المفتوح حتى لو بلغ العدد 100 الف مشارك ، أي أنها مسيرة عادية كما هي بقية المسيرات التي اجتاحت البلاد منذ أكثر من 20 شهرا .

 

 

 

لكن منفذي تلك الحملات المضادة لهذه المسيرة ، اقنعوا أنفسهم وبعض الأتباع من خطورة تلك المسيرة على الأمن والوحدة والاستقرار ، فتعاملوا معها على ما اعتقدوه وبثوه للناس من أكاذيب ،فبدأت تشعل الأجواء حرارة ، تارة بالحديث عن فوضى كبيرة قد تحصل ، وتارة بتحضير مسيرة موالاة لاهدف لها سوى إثارة الفوضى والمصادمة وتحميل منظمي المسيرة المسئولية .

 

 

 

واتهام منظمي المسيرة أنهم يريدونها " بدرا " جديدة و مسيرة دم وزحف مقدس وغيرها مما أطلقها المعادون للوطن ، وتارة بالإعلان عن غياب رجال الأمن والدرك وترك الساحة دون حضور أمني بحجج واهية لايمكن قبولها ، ويخرجون علينا كل ليلة بخبر أن هناك فتن ستجري ن وان هناك عناصر خارجية " تسللت "إلينا " و ستفتعل الفوضى والمصادمة .

 

 

 

وإذا ما حدث شيء من هذا القبيل ،فأنه لابد ان يكون من صناعة وطنية وليس مستوردا ، فعملت على خلق أجواء ما قبل الحرب ، واضعة البلاد في صورة شعب انقسم على نظامه بالتساوي ،مع أفضلية للمعارضة! فهل ما جرى ويجري من تخبط وتهويش يخدم النظام !!

 

 

 

ثانيا : الأخطر من كل هذا ، ما كشفته هذه الفعالية من ضعف ومهانة لم نعهدها في نظامنا منذ عقود ، فالمسيرة سلمية ، عالية التنظيم وحضارية الشعارات يقودها أبناء وطن وحراك شعبي من مختلف المحافظات، حريصون كل الحرص على أمن البلاد ورفعتها واستقرارها أكثر من غالبية من حكموا البلاد وافسدوا فيها ، حالة كشفت ضعف حكوماتنا في إدارة أزمة بسيطة ، فالمؤشرات تقول أننا قد نسقط في أول اختبار لو تعرضت بلادنا لاسمح الله لنوائب كما هي بقية الدول المجاورة ، فأي ضعف هذا الذي ينتاب نظام لمجرد أن يخرج 20 أو 30 ألفا في مسيرة إصلاحية تنتهي بعد أقل من ساعتين بكل يسر وسلامة،وما هو مبرر احتلال ساحة النخيل قبل الجمعة ! ولماذا لاتزاحم الإسلاميين في برامجهم السياسية وعفتهم وأمانتهم في إدارة مؤسسات مالية وطبية وتعليمية لم تشهد فيها حالة فساد واحده !

 

 

 

ثالثا : دفعت تلك السلوكات الرسمية والتجييش والحرب الكلامية والتهديدات والاتهامات الباطلة التي رافقت التحضير للفعالية غالبية كبيرة من الناس للمشاركة في المسيرة ، غير عابئين بكل ما قد يجري أو يخطط له ، لأن الأحداث والتطورات كشفت عن غياب أي رغبة للنظام بإجراء الإصلاح ، وأن ما يعيشه المواطن من ضعف وفقر وبطالة وتجويع ورفع أسعار وممارسات الحكومات في التعيينات المخصصة لأبناء الذوات فقط ، سيدفعهم للخروج والمطالبة بالإصلاح لعل وعسى أن يكون الصوت العالي والحشد الكبير رسالة تصل لمن يهمه أمر الرعية والوطن . .

 

 

 

رابعا : كشفت هذه المسيرة أو الفعالية ضعف بنى بعض الأحزاب والحراكات التي تشكلت منذ زمن بعيد وكان لها امتدادات قومية ويسارية عميقة الجذور ، او تلك التي تشكلت مع بداية الربيع وتحمل أسماء وطنية وحتى أرقام عدد منتسبيها ، والتي خشيت على نفسها " التورط " في عمل عام يخدم الوطن ، فخرجت ببيانات تندد فيه بالمسيرة ، وتردح كما تردح الأجهزة باتهامات باطلة بحق القائمين على المسيرة ، ولم تكن أصلا مبادرة حيال أي قضية وطنية ، صوتها حاضر في الإعلام وفعلها غائب في الشارع ، تتهم الجماعة وحراك المسيرة بالتفرد والاستبداد وإشاعة الفوضى وغيرها من التهم بعد أن كانوا يعتبرونها جزءا مهما من المعادلة السياسية والوطنية الأردنية !! فكان أن طبّلت مع المطبلين على دف أجوف ، فغرقت في شبر ماء !