جراءة نيوز - الاستاذ جهاد أبو عادي يكتب ..
لا شك أن ما يمر به العالم ونحن جزء منه حالة استثنائية لم نشهد لها مثيلا وعليه فإن الواقع الاستثنائي يتطلب منا إجراءات غير مألوفة وهذا ما نسميه ب( ادارة الأزمات ) ويظن البعض مخطئا بأن هذه مسوؤلية لحكومات فقط ولهذا السبب نقع في كل أزمة في مآزق كثيرة .
ان ادارة الأزمة مسوؤلية مجتمعية لا يُعفى منها أحدا ويتشارك نجاحها كل أحد ولكن بكل مرارة وحزن متبوعا بأسف وأنا أعيد شريط الأزمات التي حلت بنا أننا كنا إلا من رحم ربي سببا في تأججها لا في حلها!! وكأني أرى أناسا يستمتعون ويتندرون فيما حل بنا ويبدأون مع الأزمات اطلاق الشائعات دونما وازع ديني أو وطني أو حتى أخلاقي.
ونظرة موضوعية على هامش الأزمات أجد أننا نفتقد لمهارة هي الأساس في ادارة الأزمة ألا وهي مهارة اتخاذ القرار ففي الأزمة كم من قرار نتخذ في اليوم الواحد يُناقض بعضه بعضا ولعل هذا يتيح الفرصة لمروجي الشائعات أن يبثوا سمومهم ويخترقوا خصوصيات الغير وينتهكوا حرمات الوطن التي حرم الله .
ولعل الحكيم في مثل هذه الظروف الصعبة يُعمل تفكيره فيما يقرأ ويُحكِّم عقله فيما يسمع ويحترم ذاته فيما ينقل وعندها سيرتد مَنْ لم يحترم خصوصية الأخرين ومروجو الاشاعات.
والسؤال الذي يطرح نفسه في الملمات والتي يزداد بها ظهور العيوب والسوءات أين قادة الفكر أين التربوين أين الدعاة والوعاظ ...
ما دور المؤسسات الاجتماعية والتعليمية ..
ألم يأن الآوان بعد سلسلة الأزمات التي مرت وتمر بنا أن نتعلم من الدرس ..
ألم يأن الأوان أن تعتمد المهارات الاجتماعية مساقاً يُدرس في مدارسنا وجامعاتنا ..
ألم يأن الأوان أن تتفرغ وسائل الاعلام عندنا لتخصيص برامج تربوية ومهاراتية أسوة بدول العالم المتحضر .
ختاما نقول بحكمة الحكماء والترفع عن السفهاء أننا نستطيع أن نصنع من الليمون الحامض شرابا حلوا وعسى أن يكون قريباً.
المدير العام لمدرسة زهرة الأشرفية