صدق شاعرنا الكبير الراحل احمد رامي حين قال في رائعته (صوت الوطن)عيشوا كراما تحت ظل العلم تحيا لنا عزيزة في الأمم ،أحبها لظلها الظليل بين المروج الخضر والنخيل ، …. مبروك للعزيزة مصر بالخطوة الجريئة التي أقدمت عليها قيادة الجيش المصري لحل الأزمة السياسية في البلاد
حين لبت نداء الجماهير الثائرة وعملت على تحقيق رغبتها في طوي عذابات عام كامل من حكم حركة الإخوان المسلمين ،عام من الوعود الكاذبة والنفاق المتقن ، عام تدهورت فيه الحياة السياسية والاقتصادية ، وزاد فيه الفقير فقراً وارتفعت فيه أعداد الشهداء وغابت العدالة وأهينت سلطة الدولة وغاب القانون ومازال الفاعل في كل جرائم القتل ، مجهول للشعب ومعلوم لدى حركة الإخوان المسلمين !
فكل التحية والتقدير لاسود أكتوبر، بواسل العبور المجيد والنصر الفريد، الرجال المنخرطين أبداً وعلى الدوام في أحلام شعبهم والمؤيدين لحقه في الديمقراطية والعيش بحرية وكرامة، نعم أنها بحق لخطوة جريئة ما كان ليفعلها إلا خير أجناد الأرض ، فهنيئاً لشعب مصر لخلاصه من حكام مخادعين منافقين ، هنيئا لشعب فيه شباب أذكياء مثل شباب حركة تمرد ، شباب يجيد الحراك الثوري في كافة الميادين ، هنيئا لهم استعادة مصر بعد ان سرقها قوم لا يجيدون إلا تدبير المكائد في دهاليز الظلام !
أنها لخطوة أعادت الدولة المصرية للمسار الصحيح ، الدولة الوطنية وليست الدينية ، دولة الحضارة التي تؤمن بالحداثة والتغيير ، وليست محراب للعنف والتخلف ، دولة للجميع وليست دولة للتمكين المزعوم ، دولة لا تفرق بين السنة والشيعة ولا المسلم والمسيحي أو بين معارض ومؤيد ، أو بين غني وفقير ….
لقد فعلها الشعب المصري العظيم بقيادة شباب حلموا واجتهدوا فتمردوا وأزاحوا عن كاهل شعبهم فئة المتآسلمين دعاة العنف والقتل وعاد العلم بألوانه الرائعة ليرفرف خفاقٍ فوق ربوع مدون وقرى مصر حراً طليق بعد ان حبسه الإخوان الدوليين تحت فكرهم المريض !
الان تعود مصر لوضعها الطبيعي قائدة للوطن العربي لتحتضن كل قضايا الأمة بفكر جمال عبد الناصر وتاريخ رجل الحرب والسلام الراحل أنور السادات …. فما أروع هذا الشعب حين جدد خصاله الطيبة فخرج للتخلص من الطغيان فازاح الإخوان ولم يحمل في يده لا عصي ولا سيوف ولا بنادق بل خرج بالأهازيج والأغاني، تلك هي سمة الشعوب الراقية حين تعبر عن ذاتها ….
وجدير بنا ان نشكر كثيراً حركة الإخوان المسلمون وهم راحلون لان لهم الفضل بغير قصد في جمع شتات الشعب المصري وإعادة توحيد صفوفه على طريق الحق والعدالة ، ولكننا نحذر ونحن نساند ونبارك هذا النصر العظيم من عودة أسلوب الإقصاء والخصومة وبث روح الكراهية بين تيارات الشعب
فعلى جميع الفرقاء ان يبادرون سريعاً بالحوار الجدي والتسامح الفطري والعمل بيد واحدة لإعادة بناء مصر القوية والعزيزة كما عرفها العالم بآسره على مر التاريخ ،ولتكن الثورة المصرية في 30 يونيو هي الربيع الحقيقي للأمة العربية كلها ، الثورة التي جعلتنا نوقن ان الشعب هو مصدر الإلهام والمعلم الجدير بالاحترام وليفهم ساستنا العرب في مشارق الأرض ومغاربها ان الشعوب العربية لم تعد كسابق عهدها وان جميعهم تحت مجهر دقيق الفحص !
عاشت ثورة 25 يناير التي منحت حركة الإخوان المسلمين الفرصة التاريخية لحكم دولة كبرى وعظيمة مثل العزيزة مصر وفشلوا لأنهم وللأسف لم يستوعبوا قيمة هذا الانجاز وعاش الامتداد الطبيعي لهذه الثورة في 30 يونيو ليصحح البوصلة ولتعود مسار مصر البهية كما اعتدنا رؤيتها .