آخر الأخبار
  بسبب حالة عدم الاستقرار الجوية .. أمانة عمان تعلن الطوارئ المتوسطة   تحذير امني بخصوص الحالة الجوية المتوقعة خلال الساعات القادمة   بعد الهجوم على قوات اليونيفيل .. الاردن يدين الهجوم ويعبر عن تضامنه وتعاطفه مع حكومة وشعب النمسا   الحكومة تقر 3 أنظمة للمحامين: التدريب وصندوق التكافل والمساعدة القانونية   الملك: ضرورة ترويج الصادرات الغذائية في الأسواق العالمية   اعمال قشط وتعبيد وترقيعات لـ23 طريقاً في الكرك بقيمة 1.3 مليون دينار - تعرف على هذه الطرق   57% من وفيات الأردن العام الماضي من الذكور   24 اردنيا أعمارهم فوق 85 عاما تزوجوا العام الماضي   بسبب الحالة الجوية المتوقعة خلال الفترة القادمة .. قرار صادر عن "وزارة التربية" ساري المفعول من يوم غداً   تفاصيل حالة الطقس حتى الجمعة .. وتحذيرات هامة للأردنيين!   الاردن: دعم حكومي نقدي لمواطنيين سيتم إختيارهم عشوائياً   ما سبب ارتفاع فواتير المياه على الأردنيين؟   نقيب الباصات: لجنة مشتركة لبحث تعديل أجور النقل   "الانجليزية والرشادية".. تعرف على سعر ليرة الذهب في الأردن   تحذير من التوجه نحو إقرار إغلاق المحال التجارية في تمام التاسعة   منصّة زين تعقد برنامجاً تدريبياً لتصميم واجهة المستخدم باستخدام “Figma”   المعونة توضح حول موعد صرف مستحقات المنتفعين للشهر الحالي   الداخلية: الإفراج عن 382 موقوفا إداريا   بيان صادر عن وزارة المياه   تحذير صادر عن البنك المركزي الأردني

وقع حربٌ في بغداد ..!

{clean_title}

 في سبعينيات القرن المنصرم ... كانت جمالية الحياة الاجتماية ببساطتها واريحيتها رغم بعض الصعوبات بعيدة عن تعقيدات وكسل وترهل التكنلوجيا الحديثة ... التي جعلت من الفتية والفتيات في عصرنا هذا مجرد مستهلكين لمنتجات التكنلوجيا الحديثة في مجال العاب التسلية الاكترونية عن طريق برامج تسلية جلها بعيدة كل البعد عن ثقافتنا وعاداتنا واعرافنا والبعض منها يرسخ لدى النشىء عادات سيئة سواء في ترسيخ ثقافة العنف او الانحلال الخلقي والاجتماعي .

في عقد السبعينات ومطلع الثمانين كانت الالعاب التي يتسلى بها الفتية والفتيات تنتج محليا وبايدي الصبايا والصبية سواء في تصميمها او تصنيعها او الغاية منها او دلالاتها الاجتماعية والثقافية وكثير منها كانت العاباً جماعية شكلت عقلا جمعيا ثقافيا معبرا عن علاقة وتفاعل ابناء المجتمع انذاك مع ما يدور حولهم من احداث .

اذكر لعبة كانت منتشرة وذائعة الصيت تلك الايام كثيرا ما كنا نمارسها فتية واحيانا فتيات ايضا وكان يطلق عليها اسم ...( وقع حربٌ في ... ) وبعد حرف الجر كان يذكر اسم عاصمة او دولة عربية كان نقول ... وقع حرب في تونس او السودان او ليبيا او بيروت او دمشق ... كثيرة هي الاسماء .

كان (خريوش) ذلك الفتى الجهم منفوش الشعر ضخم الجثة عريض المنكبين جهوري الصوت باختصار.. ( اله وهرة ) ...يقوم برسم دائرة على الارض بواسطة مسمار او قطعة خشب ثم يقسمها الى قطاعات على عدد اللاعبين المتوفرين ويكتب داخل كل قطاع اسم دولة او مدينة عربية وكل لاعب يقف في قطاع ...

اما خريوش فيقف بعيدا خارج الدائرة تمهيدا لاطلاق صرخة البداية ... عند استكمال الاستعدادات يصرخ بصوته الجهوري : وقع حربٌ في بغداد ...فترى الصبية يركضون هنا وهناك مبتعدين عن الدائرة باستثناء ذلك الواقف في القطاع المخصص لبغداد الذي يتسمر في مكانه ريثما يقوم خريوش باطلاق صرخة التوقف وعندها يبدأ ذلك الواقف داخل الدائرة بالتوجه لكل لاعب قائلا له اصلك بعشرين او عشرة او ثلاثين خطوة حسب واقع الحال ويبدأ بالمشي تجاه اللاعب وعد الخطى .... ثم يقوم خريوش باعادة اللعبة مرة اخرى ... وقع حرب في تونس ...

في طرابلس ...في مصر ... في صنعاء ... في دمشق ... وهكذا ... حتى يمضي الوقت المخصص للعبة او حتى يمل اللاعبون . اذكر لعبة جماعية اخرى كانت تسمى ... حاكم ... جلاد .. وفيها يقوم كل لاعب بسحب ورقة كتب داخلها اسم او صفة مثل .. حاكم ... جلاد ... مفتش ...لص وعند فتح الاوراق يقوم الذي حصل على لقب الجلاد مناديا ... اين المفتش ... فيجيب ... المفتش ... حضرتي ... فيقول له : اخرج لصك ... وعندها على المفتش ان (يحزر ) من هو اللص فاذا عرفه نال اللص العقوبة التي يحكم بها الحاكم على يد الجلاد وبخلاف ذلك يتلقى المفتش العقوبة من الجلاد وبحكم الحاكم عن تقصيره باكتشاف اللص .

انقرضت مثل هذه الالعاب وانحسرت امام البرمجيات والحواسيب والهواتف النقالة ولكن ما اشبه اليوم بالبارحة ... ما زلنا رغم عزو الشيب لرؤوسنا نذكرها ... هي من صنع ايدينا ومن بنات افكارنا ومن واقعنا سواء اكان حلوا او مرا ،المنتج المحلي سواء اكان ثقافي ام اجتماعي او سياسي او (فلكلوري ) ...على الاغلب يشكل عقلا جمعيا للامة ويورث لانه يبقى مخزون في الذاكرة البشرية وهي ابقى واقوى من ذاكرة الحواسيب والاقراص المدمجة .

بالمناسبة ... الموضوع ذكرني بمقولة للفنان العربي ... نهاد قلعي كان يرددها في المسلسل الدرامي المعروف (صح النوم ..) ....( اذا اردنا ان نعرف ماذا في ايطاليا يجب علينا ان نعرف ماذا في البرازيل ... واذا اردنا ان نعرف ماذا في البرازيل يجب ان نعرف ماذا في ايطاليا )...نعم الموضوع متعلق بالارادة ... اعتقد انه اذا اردنا ان نعرف ... فانه يجب ان نعرف ..

صالح ابراهيم القلاب [email protected]