آخر الأخبار
  تصريح رسمي حول انتشار الانفلونزا في الأردن   سوريا .. تصفية شجاع العلي المشتبه بتورطه في جرائم مسلحة   خطة أمنية شاملة خلال فترة امتحانات الثانوية العامة   مهم من وزارة العمل حول أخر يوم للإجراءات التنظيمية للعمالة الوافدة   مراكز الإصلاح تُمكّن أحد نزلائها من اجتياز متطلبات الماجستير   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الشوابكة   "جمعية البنوك الاردنية" تبشر الاردنيين بخصوص أسعار الفائدة للعام القادم   أمطار قادمة للمملكة في هذا الموعد!   الأردن يرفض اقتحام وزير أمن الاحتلال للمسجد الاقصى   النائب عطية يسأل الحكومة عن هرب 13 ألف عاملة منزل   الضريبة تدعو الأردنيين لتقديم طلبات التسوية.. وتعلن السبت دوام رسمي   التعليم العالي: لا مخالفات علينا في تقرير ديوان المحاسبة 2023   وزير الداخلية ينعى المساعدة   الاردن .. كم لاجئاً سوريا عاد إلى بلاده منذ سقوط الأسد ؟   وفاة موظف في وزارة التربية .. والوزير ينعاه   الأوقاف تدعو المواطنين لأداء صلاة الاستسقاء   بشرى سارة للمقترضين في الأردن   هذا ما ستشهده سماء المملكة في الفترة من 28 كانون أول/ ديسمبر إلى 12 يناير   محاضرة توعوية في عمان الأهلية حول العنف الأسري   وفد طلابي من عمان الأهلية يزور اللجنة البارالمبية الأردنية

- الشقيقتان " الدوحة و عمان " ، ود سياسي و نموذج أخوي

{clean_title}
قرابة العقد والسياسة تعصف بالمنطقة العربية بين مد و جزر ، الى أن عبثت بالدول والشعوب و قررت لها مصيرا مبكيا ، و تركت إرثا ثقيلا على كاهل القادة والأجيال القادمة لإصلاح تلك الأزمات و الإنقسامات التي جعلت " بلاد العرب " وطنا للويل و أرضا للدمار ، و شعوبا فرقتها السياسات ، و يمكن لنا أن نعمم ذلك على المنطقة العربية بأكملها ، ولكن قبلها نضع استثناء للقاعدة و بالأحمر العريض فالسياسة لا يمكن لها أن تدُك عمق الأخوة و متانة العلاقات الأردنية القطرية ، فهي لم تبنى على مصالح و لم تستسلما ليد العبث بسياساتهما و توجهاتهما ، فــَ بعد انحسار مؤقت أستدعتها مصلحة كافة الجوانب الى إنفراج حقيقي و عودة الى عباءة الأخوية و المواقف المنسجمة .
الشقيقتان " الدوحة و عمان " لم يكونا ضمن طروحات العداء أوالفرقة السياسية فيما يجمع البلدين والشعوب والقادة أهم بكثير من الطروحات العشوائية السياسية التي غرقت في وحلها بعض الدول ، لتكافيء قطر بالقطيعة والعداء ، أو الأردن بموجة من وقف الدعم او محاولة الضغط عليه لتبني سياسات لا تنسجم و توجهات القيادة الهاشمية و ثوابتها.
حالة الجفاء العربي أظهرت الحقائق على العلن فما كان من قطر و الأردن الا مزيدا من الإصرار على ثبات مواقفهم العربية تجاه المنطقة بشكل عام و فلسطين خاصة و تجاه ثنائية العلاقات و التي توجت مؤخرا بنخوة قطرية لم تحتاج الى اجتماعات قمة طارئة و مؤتمرات تباحث لما سيؤول اليه الوضع في الأردن ، و كانت فزعة من القلب الى القلب من أمير قطر عندما أعلن عن تقديم دعم مالي مباشر و كذلك إعادة استقطاب الكوادر الأردنية و غيرها من الأمتيازات والتي بدأت بتغريدة تميم الخير " الأردن و قطر نبض واحد " ، و دعواته للأردن والشعب الأردني أن يتجاوز الظرف الصعب والعقبة التي قصمت قوة الشعوب العربية ، فالأردن تلقى الحب و صدق الدعاء و التقط الكم الهائل من اشعارات الخوف على الأردن من تغريدة اجتاحت منصات التواصل للعالم أجمع ، استمع و أنصت مؤمنا بقيادته و مؤمنا كذلك بأن قطر ستبادر ولن تبقى مكتوفة ، نعم بادرت فيرسالة للعالم أجمع لا يمكن للتؤآمة الأردنية القطرية أو إن جاز لنا التعبير الحالة العربية أن تنتكس أو تصاب بالفتور .
الهدوء التدريجي الذي انتاب العلاقات الأردنية القطرية فيما سبق لم يكن الإ هدوء ما قبل العاصفة ، و عودة الى علاقة أكثر متانة سياسية و أقتصادية و توافق في المواقف والتطلعات .
نعم " قطر" هي التهمة التي لفقت لدول الخليج ، مما استدعى على الفور ضرورة تحييدها و تجنيبها كل ما يتعلق في شؤون المنطقة العربية او الخليجية ، الإ أن الأردن و ضمن الأطر و التوجهات الملكية منفردا غرد خارج السرب الخليجي و رأى في قطر ما عجز العالم عن رؤيته ، " قطر " الشقيقة و الدولة الحرة العربية التي رفضت يوما أن تكون في تيار يتضارب والمصالح العربية ، قطر التي وقفت الى جانب الأشقاء في حماس و فلسطين ، و كذلك كان لها دور في الأزمة السورية و غيرها من القضايا ، فكانت بلسما لجراح العروبة .
قطر و الأردن توآمة لا يمكن التفرقة في مساعيهما للسلام و الوحدة و الإخاء العربي لذلك نجد أن معطيات الواقع ربما فرضت واستدعت فرض حالة من الدبلوماسية المبتورة لفترة وجيزة و لكن بمرور عامل الوقت حققت قفزة نوعية و نموذجية في تأطير هذه العلاقة و زيادة مساحتها .
إن الأردن و منذ اللحظة الأولى كان في صف العروبة داعيا لسياسات الوحدة لا التفريق ، لاهثا وراء كل ما يجمع دول المنطقة ، لم يكن ضد سياسة قطر يوما ما و لم يتزعم حركات الردود السلبية والمقاطعة العلنية .
يحق للأردن أن تغازل قطر سياسيا و أجتماعيا و انسانيا فما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما ، ربما لعنة السياسة طاردت الخطى السياسية و أربكتها و لكن نبض الأخوة ما زال قائما و ساعيا نحو علاقات عربية نموذجية مثلى .
عبدالله و تميم قائدان بحجم العروبة ، لنا الحق أن نفخر بهما ، و نشد على أيديهما في مساعيهما .
قائدان برؤى شابة لواقع عروبي أكثر سلاما ، لعالم عربي يرفض الخنوع و الاستسلام لآلة الحرب والموت و الدمار ، و للغة الفروض الجاهزة و الأوامر السياسية والتوجيهات للقوى الغربية التي ما انفكت يوما بالبحث عن خلق الفوضى في المنطقة .