طلبت من «قزّيز» محترف ان يضع لي بروازاً لائقاً لصورة الفاضلة انجلينا جولي،مهما كانت تكلفته لأعلّقه منذ اليوم في صدر بيتي.
تدهشني هذه المرأة ببساطتها وإنسانيتها وقلبها الرقيق، فلا تترك كارثة طبيعية او سياسية الا وتذهب لتخفف عن ضحاياها حتى قبل ان تصل فرق الصليب الأحمر، كما تصر ان تطمئن بنفسها على المصابين وتواسيهم .
جولي عارضة الازياء الشهيرة .. في السنوات العشر الاخيرة لبست رثّ ثيابها و لم تترك يتيماً في افريقيا الا ومسحت دمعته وطردت الذباب عن فتحتي انفه، كما لم تدع عجوزاً وحيدة في افغانستان الا و»قرمزت» قبالتها وسمعت حكايتها بعينين حزينتين...
هذه المخلوقة الرائعة...تبرّعت الاسبوع الماضي بمئة الف دولار للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مساهمة منها للتخفيف من الاوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون السوريون..بينما لم يتقدم أي من «بلاد العرب أوطاني» بفلس أحمر لمساعدة عشرات آلاف اللاجئين في الأردن وتركيا...
حتماً سيتبدد الاندهاش ، اذا ما عرفنا ان هذه المساهمة ليست الأولى من جولي للاجئين..فقد منحت مليون دولار قبل سنوات لمعسكرات اللجوء الافغاني في باكستان، ومليون دولار لمنظمة اطباء بلا حدود، ومليونا ثالثا لمنظمة الطفل العالمي،و مليون دولار رابع لمنظمة جلوبل ايدز اليانس، ومليون دولار لمنكوبي دارفور، 5ملايين دولار لأطفال كمبوديا..100 الف لمؤسسة دانيال بيرل، واكثر من 5 ملايين لمئات آلاف اللاجئين العراقيين عدا الاطعمة والادوية..كما أنشأت مؤخراً عيادة طبية لمكافحة الايدز في اثيوبيا... وغيرها الكثير الكثير...
في ظل احتراق المواطنين جوعاً وحنقا كما يموت الفراش حول سراج النار...وبعد فوز بلادنا العربية بالمرتبة الأولى في انتاج اليتم ..وتصدير اللاجئين والمشردين والمفقودين والمعتقلين... أدعو الله أن يحفظ لأنجلينا جولي وحيدتها «شايلوه»..وثانياً ؛أن يمنح البعض قلباً رؤوفاً كقلبها...
يا رب لا نريد منهم الكثير، فقط أن يملكوا قلوباً كقلبها.. أما باقي الصفات مثلها و«زيادة»!!!