آخر الأخبار
  ارتفاع جنوني للذهب بالأردن الأربعاء   عمان الأهلية تستضيف وفداً صينياً لتعزيز التعاون المهني والثقافي   الأرصاد: أمطار رعدية ستشهدها المملكة اليوم في بعض المناطق ونحذر من تشكل السيول   بسبب حالة عدم الاستقرار الجوية .. أمانة عمان تعلن الطوارئ المتوسطة   تحذير امني بخصوص الحالة الجوية المتوقعة خلال الساعات القادمة   بعد الهجوم على قوات اليونيفيل .. الاردن يدين الهجوم ويعبر عن تضامنه وتعاطفه مع حكومة وشعب النمسا   الحكومة تقر 3 أنظمة للمحامين: التدريب وصندوق التكافل والمساعدة القانونية   الملك: ضرورة ترويج الصادرات الغذائية في الأسواق العالمية   اعمال قشط وتعبيد وترقيعات لـ23 طريقاً في الكرك بقيمة 1.3 مليون دينار - تعرف على هذه الطرق   57% من وفيات الأردن العام الماضي من الذكور   24 اردنيا أعمارهم فوق 85 عاما تزوجوا العام الماضي   بسبب الحالة الجوية المتوقعة خلال الفترة القادمة .. قرار صادر عن "وزارة التربية" ساري المفعول من يوم غداً   تفاصيل حالة الطقس حتى الجمعة .. وتحذيرات هامة للأردنيين!   الاردن: دعم حكومي نقدي لمواطنيين سيتم إختيارهم عشوائياً   ما سبب ارتفاع فواتير المياه على الأردنيين؟   نقيب الباصات: لجنة مشتركة لبحث تعديل أجور النقل   "الانجليزية والرشادية".. تعرف على سعر ليرة الذهب في الأردن   تحذير من التوجه نحو إقرار إغلاق المحال التجارية في تمام التاسعة   منصّة زين تعقد برنامجاً تدريبياً لتصميم واجهة المستخدم باستخدام “Figma”   المعونة توضح حول موعد صرف مستحقات المنتفعين للشهر الحالي

في مصر لا مفر من الصبر

{clean_title}

كان الله في عون مصر وفي عون الفقراء الغلابى من أبناء شعبها الصابر على محنتها وأزمتها ، فالحالة التي وصلت إليها الأوضاع ينطبق عليها قول الخليفة علي كرم الله وجهه وهو يخاطب الصبر إذ يقول :" سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ، وأصبر حتى يحكم الله في أمري ، وأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمّر من الصبر " .

 

نقول ذلك ونحن ندرك تماما مقدار الصعوبات والتحديات التي تعصف بربيع مصر وبثورة ميادينها من ناحية ، وما أنتجه ذلك من تداخل مؤلم بات يسيطر ويفرض نفسه على العلاقات القائمة بين مختلف قوى نسيجها السياسي والوطني ، وعلى الأخص بين تلك القوى التي لا يستطيع أحد أن يشكك في إنتمائها لمصر وحرصها عليها وعلى أمنها ومستقبلها من ناحية أخرى .

 

لسنا بحاجة إلى المزيد من التحاليل والأقوال ، فالحالة المصرية التي تلت ثورتها وما حققته من تغيير لا تزال تحاول أن تتلمس طريقها نحو المستقبل الأفضل والواعد ، وهذا يحتاج إلى أفعال وإنجازات على أرض الواقع وبحيث تنعكس إيجابا على مختلف الشرائح المسحوقة من شعبها الذي عانى وصبر على ما هو أكثر مرارة من العلقم والحنظل ، صحيح أن المسافة المقطوعة لا تزال دون المأمول ، وصحيح أيضا أن التلكؤ والتباطؤ يسيطران على المشهد العام ، ولكن الأهم يكمن في دوام بقاء البوصلة مشيرة نحو الشمال المصري ، هذا هو التحدي التكتيكي والإستراتيجي المطلوب للمحافظة على الثورة ، وهذا ما يجب أن يصبر لأجله شعب مصر .

 

في الرسالة الأسبوعية للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر السيد محمد بديع نجد أنه لا يزال يتهم الأيدي الخفية بالتخطيط لهدم الدولة المصرية ، وبمحاولة أجهاض الثورة ، وإتلاف ثمارها وتشويه صورتها ، وبما يدفع الناس إلى الكفر بها والندم عليها ، ولتحقيق ذلك فالمرشد يؤكد أن أموالاً تُدفع ، ومؤامرات تُدبر ، وخطط خبيثة يتم التخطيط لها لعودة الأمور مرة أخرى إلى عصر الظلم والفساد ، ويتهم المرشد سدنة النظام البائد والمنتفعين منه بالمسؤولية المباشرة عن تنفيذ ذلك ، وأن أعداد الخارج والدخلاء منهم الذين يكرهون عزة وقوة مصر هم الذين يساندونهم على القيام بهذه الأفعال الإجرامية ، بهدف تقويض الداخل المصري وهدمه وحرمانه من الإستقرار المطلوب للمضي قدما بأهداف الثورة الفعلية في العيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية .

 

الدكتورعبد الحليم قنديل وهوالمنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " ذات الإتجاه القومي ، له رؤية أخرى عبر عنها في مقاله الأخير الذي نشرته صحيفة " القدس العربي " تحت عنوان" إدانة الثورة " ،حيث يقول : تتوالى هذه الأيام عمليات إخلاء سبيل لعدد كبير من أعوان الرئيس المخلوع مبارك أمثال فتحي سرور وصفوت الشريف وزكريا عزمي وبقرارات قضائية ، وربما يجري الإفراج عن حسني مبارك نفسه ، وهذه القرارات يتم أخذها بموجب قوانين وتشريعات وضعها النظام المخلوع لحماية سياساته

 

 ثم جاءت الثورة ولم تتغير القوانين ، وعليه فمن الطبيعي أن تنتهي المحاكمات ببراءة الجميع من جرائم المال أو الدم ، وفي ذلك إدانة للثورة التي سيصبح شهدائها مجرمين وخارجين على القانون بينما يتحصن القاتلين بموجب قوانين نظام يفترض نظريا أنه سقط .

 

ويضيف السيد قنديل أن ذلك سيجعل من الثورة وكأنها قصة عبث في عبث ، وسوف يساهم في ذلك من رفض المحاكمات الثورية ، ورفض المصادرة الفورية للأموال المنهوبة ، وهنا يتهم السيد قنديل مجلس طنطاوي وعنان الذي استلم الحكم من مبارك ويتهم كذلك جماعة الإخوان التي استلمت الحكم من المجلس العسكري ، وهذا ما عبر عنه بالخروج الآمن لجماعة المجلس ، و الدخول الآمن لجماعة الإخوان ، وبموجب تعهدات ضمنية ستنتهي إلى إخراج جماعة مبارك من السجون في أقرب وقت

 

 وعلى قواعد " تصالح المصالح " مع رجال الأعمال من رموز النظام المخلوع والتي تتم وتجر عبر مساومات الكواليس،وهذا إذا ما كان صحيحا فسوف ينتهي إلى سحق ودهس مصالح ومطامح أفقر شعب في المنطقة ، فسواد المصريين لا يزالون وبعد عامين من خلع مبارك تحت خطوط الفقر والبطالة والعنوسة والجهل والمرض ، وهذا إذا ما كان صحيحا فسيعني أيضا إبقاء مصر من جهة في وضع المستعمرة الأمريكية بإمتياز وبإبقاء الإقتصاد تحت الوصاية الدولية وسيطرة رأسمالية المحاسيب .

 

إذا ما غصنا في التفاصيل التي تختفي وراء الأقوال ، فسنجد أن المسافة لا تزال بعيدة بين طرح المرشد بديع والمنسق قنديل ، فكيف يمكن قطعها لمصلحة مصر وشعبها ؟ وكيف يمكن تجاوز الألغام المزروعة على جنباتها ؟ وكيف يمكن توحيد طاقات وإمكانيات كل القوى الغيورة والحريصة والمنتمية للثورة وأهدافها ؟ الأسئلة كثيرة ، ولكن ، أين يمكن العثورعلى الإجابات التي يريدها شعب مصر والتي يمكن أن تنقذ الثورة مما يحاك لها في عتم الليل الحالك ؟.

 

وهل يتحقق ذلك بمواصلة الإعتصامات في الميادين ؟ أو بإعلان العصيان في هذه المحافظة أو تلك ، لا أعتقد ، فمائدة الحوار المشترك من قبل كل الوطنيين المصريين ، وعلى قواعد المشاركة والتكاتف والعمل الوحدوي ، قد تكون هي المخرج الآمن الذي سيدفع بالثورة إلى الأمام وينقذها من كل المؤامرات الداخلية والخارجية ، وبغض النظر عن كل التصريحات ، فالمؤكد أن قرار مواصلة الثورة سيبقى في يد شعب مصر والذي لا مفر له الآن من ضرورة الصبر على الألم والوجع ، فجمع الثمار التي بشرت بها الثورة لا يزال بعيدا بعض الش