آخر الأخبار
  الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة   الملك يطلع على خطة تطوير "عمرة" .. وهذا ما شدد عليه   بعد هجوم سيدني .. "الخارجية الاردنية" تصدر بياناً وهذا ما جاء فيه!   ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات   قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن   الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال   مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط   عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة   فيتش سوليوشنز: توقعات بتواصل خفض الفائدة في الأردن خلال 2026   أبو غلوس إخوان يطلقون حملة عروض خاصة بمناسبة نهاية العام في جميع الفروع   النائب أبوهنية المحاسبة ستطال أي جهة كانت في حادثة المدافئ   السلامي: المنتخب السعودي خصم قوي ومكتمل الصفوف   أجواء باردة وأمطار في مناطق عديدة من الأردن منتصف الأسبوع

أيها العربي .. أما آن الأوان كي تنهض؟

{clean_title}
بعد إعلان ترامب المشؤوم القدس عاصمة لما يسمى "إسرائيل"، السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يشكل هذا الإعلان أرضية جيدة لكي ننهض فلسطينياً وعربياً، أم أن مسألة النهوض باتت حلماً تجاوز سقف الواقع؟.

لم يفطن العقل العربي إلى الخطر وما زال يُكابر منذ قرن من الزمان، من اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م وتقسيم الوطن العربي، مروراً بوعد بلفور واحتلال فلسطين، والتقسيم الثاني للوطن العربي الذي جرى ويجري اليوم في سورية، واليمن، والعراق، وليبيا وغيرها، وحتى إعلان ترامب الأخير.
في المقابل- قامت الدنيا ولم تقعد- في الولايات المتحدة الأمريكية، حينما سبقها الاتحاد السوفيتي بإطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء عام 1957م، وتم إعداد الخطط والبرامج في سبيل سد الفجوة التي سببها تخلف الأميركيين في العلوم والرياضيات، وتمت مراجعة أوضاع التعليم في البلاد، وأُصدر تقرير أميركي شهير بعنوان "أمة في خطر".
هذا يدل على أن الأزمة ليست في تقاعس الحكام والزعماء، وإنما في خمول الشعوب وغفلتهم، وقد يخالفني بعضهم في الرأي ويتخذ من الاستبداد "الشماعة" التي تحد من تأثير الشعوب. ولكن برأيي لا يمكن أن يُستبد بأي شعب إلا إذا كان يمتلك مقومات الاستبداد به. الشعوب هي الأساس، هي التي تغير، وتقرر في نهاية المطاف.
في مسألة إعلان ترامب والأزمة التي تلت هذه الأزمة، تأكد من جديد اتساع الفجوة بين الحكام والشعوب. ففي الوقت الذي خرج علينا زعماء العالم العربي والإسلامي بترديد نفس عبارات الشجب والاستنكار الرنانة، خرجت الشعوب في مختلف عواصم البلدان العربية والإسلامية، والجاليات الفلسطينية والعربية في البلدان الغربية، في مسيرات غضب حاشدة رافضة لإعلان ترامب وناصرة للقدس وفلسطين وشعبها البطل الذي يقدم كل يوم شهيداً تلو الشهيد وجريحاً تلو الجريح وأسيراً تلو الأسير.

كانت المشاهد تُثلج الصدور، كما يقال، ولكن لم تستمر بما يتلاءم مع حجم الحدث، فكيف يمكن استثمار هذه المشاهد وجعلها دائمة ومستمرة لإبقاء قضية القدس مشتعلة ومركزية؟

الأنظمة العربية التي تكتفي بالشجب والاستنكار لا يمكن التعويل عليها، والأنظمة التي لا تشير بوصلتها إلى القدس هي أنظمة مشبوهة، والأنظمة التي ترى في القضية الفلسطينية قضية جانبية لا يجب أن تعادي أمريكا بسببها هي أنظمة عميلة.
القيادة الفلسطينية مارست دوراً مهماً وقوياً في ما يتعلق بالدبلوماسية الدولية، فهي حسنت الملف الحقوقي الفلسطيني في الأمم المتحدة، ولكن في ظل الإدارة الأمريكية الحالية، والتي بالمناسبة تمثل الوجه الحقيقي لأميركا، لم تفدنا هذه الدبلوماسية على أرض الواقع، فأميركا انسحبت من اليونسكو التي أقرت بالحق التاريخي للفلسطينيين في القدس، وأدارت ظهرها لمجلس حقوق الإنسان وقلصت ميزانيتها في الأمم المتحدة، بالرغم من الاعتراف الأممي بحقوق الشعب الفلسطيني.
لا بد للقيادة الفلسطينية من التركيز على الدبلوماسية الشعبية اليوم قبل الغد، وذلك عبر دوائر منظمة التحرير الفلسطينية- التي هي من اختصاصها. لا بد من تركيز كل الجهود على هذه الدبلوماسية الشعبية التي تستهدف الأحزاب العربية الوطنية، الجامعات العربية بهيئاتها الإدارية والطلابية، النقابات والاتحادات العربية، مؤسسات المجتمع المدني وغيرها. دبلوماسية شعبية يكون هدفها مأسسة حراك عربي وإسلامي شعبي واسع ينصر القدس والقضية الفلسطينية.

لا يمكن مأسسة حراك كهذا دون مأسسة عقل المواطن العربي؛ مأسسة على قاعدة العمل بروح الأمة الواحدة، الشعور بالخطر، كسر حواجز سايكس بيكو النفسية قبل الجغرافية، وأيضاً على قاعدة الوازع الديني ( المتعلق بمكانة القدس الدينية بعيداً عن المحاذير والغايات التي ممكن أن تُستثمر لصالح جهات متطرفة أو حتى استعمارية). حيث أن الوازع الديني في معركة البوابات الالكترونية كان من أهم أسباب الانتصار فيها كون الوازع الوطني يخلق تجاذبات كبيرة بفعل الانقسام الأيدلوجي.

نؤكد على الدبلوماسية الشعبية وعلى أهميتها كون الأنظمة العربية لم تعد في وضع يمكن فيه التعويل عليها، فمن لم يهتز لأجل القدس تجرّد من عروبته ولا يمكن أن يهتز لأي شيء. الشعوب العربية والإسلامية هي رهان المرحلة القادمة، وهي بيدها أن تؤثر لما فيه مصلحة القدس والقضية الفلسطينية وحتى أي قضية عربية عادلة.

القدس أيها العربي عروس عروبتك .. أما آن الأوان كي تنهض ؟!