آخر الأخبار
  بدء مشروع توسعة وتنظيم مدخل مدينة الأزرق   السير: خطة مرورية للتعامل مع عودة الدوام   الأعلى للسكان: اللاجئون في الأردن يتزايدون بسبب الإنجاب المرتفع   مستقلة الانتخاب تنشر قرارات الاعتراض على الغير في جداول الناخبين   توضيح عاجل من وزارة المياه حول ضخ مياه الديسي   البنك الأردني الكويتي الراعي الذهبي لبطولة "تحدي كرة القدم مع اللاعب الإسباني ميشيل سالغادو"   أسعار الذهب في الاردن اليوم   وزير الاوقاف : تكلفة الحج الأردني من الأقل في العالم   الأردنيون يبحثون عن الدجاج في الاسواق   الأعلى للسكان: اللاجئون في الأردن يتزايدون بسبب الإنجاب المرتفع   تنويه امني بشأن احداث ماركا الجنوبية   ارتفاع سعر الخيار في السوق المركزي .. الكيلو يصل إلى 40 قرشا   حدود المدورة تستقبل أكثر من 20 ألف حاج أردني وفلسطيني   الأردنيون يعودون لوظائفهم بعد انتهاء عطلة طويلة   الأجهزة الأمنية تتعامل مع مواد متفجرة خزنها أشخاص في ماركا الجنوبية   بيان أمني بخصوص ما حدث بماركا الجنوبية   انحسار الأجواء الحارة عن الاردن   إعلام عبري: حكومة نتنياهو تستعد للإعلان عن هزيمة كتائب القسام   هنية: منفتحين مع أي مبادرة تؤمن أسس موقفنا في مفاوضات وقف إطلاق النار   أول تعليق رسمي سعودي على عدد الحجاج المتوفين

الأحزاب في دائرة الفناء ونكسة التفكك

{clean_title}
جراءة نيوز - بقلم يحيى الحموري 

إن الأحزاب اليوم تقف على حافة الهاوية. في الزمن الذي تُبشر فيه بوعودٍ براقة وبرامج تغييرية، نجدها لا تلبث أن تنفرط عُراها وتبدأ بالتهاوي بمجرد تشكيل أول قائمة انتخابية. إنه مشهد دراماتيكي ،  حيث تبدأ المشاكل بالظهور، والانقسامات بالتفاقم، والتشكيك ينهش كل عضو وكل قرار .

لقد أصبحت الأحزاب كالبنيان الذي أُسِّس على شفا هاوية ، ما إن تُعلن عن أول قائمة حتى يتداعى البناء بأكمله. هذا التفسخ الذي سيضرب في عمق الأحزاب يعكس هشاشة البنية التنظيمية والهيكلية. فالتباين في الرؤى، والاختلاف في الأهداف الشخصية، والولاءات المتعددة، كلها عوامل تساهم في نسف وحدة الصف وتفكيك اللحمة الحزبية.

ومع تصاعد الخلافات، تتحول الأحزاب إلى ساحة معركة داخلية. يُلقي كل طرف الاتهامات على الآخر بالتقصير أو بالخيانة، وتتزايد حدة التشكيك لتطال كل عضو، مهما كان موقعه. وتبدأ الانشقاقات، ويتوالى الانفكاك، حتى يغدو الحزب مجرد أطلالٍ لا حياة فيها.

إن انعكاسات هذا التفكك لا تقف عند حدود الأحزاب نفسها، بل تمتد لتضرب في عمق المشهد السياسي برمته. تفقد الساحة السياسية بذلك فاعليتها وقوتها، ويتبدد الأمل في التغيير الحقيقي. يصبح المواطن ضحية للوعود الكاذبة والشعارات الجوفاء، ويزداد فقدان الثقة بالمؤسسات السياسية.
لكن، ورغم كل هذه التحديات، يظل الأمل قائماً في أن تجد الأحزاب طريقها إلى التماسك والنهضة. يتطلب ذلك إرادة حقيقية للإصلاح، ووضوحاً في الرؤية، ونزاهة في الأداء. يجب أن تكون الأحزاب على قدر المسؤولية، وأن تتخطى المصالح الشخصية لتعمل من أجل المصلحة العامة.

في الختام، إن الأحزاب بحاجة إلى إعادة النظر في بنيتها، وإلى تأسيس قواعد صلبة تقوم على الشفافية والمشاركة الفاعلة. عليها أن تستعيد ثقة الناس، وأن تتجنب الوقوع في دوامة الانفصال والتفكك التي طالما عانت منها. فالمستقبل لا يرحم المترددين، ولا ينتظر المتخاذلين.