ضجّ الشارع التركي بجريمةٍ قتل مروّعة بعد العثور على جثة امرأة مدفونة في حديقةٍ منزلية وسط العاصمة أنقرة بعد اختفائها لمدّة شهرٍ ونصف، وقد أعادت هذه الجريمة مشكلة قتل النساء في البلاد إلى الواجهة مرةً أخرى لاسيما وأن 280 امرأة قُتِلت في تركيا خلال عام 2021 الماضي، وسُجِّلت 217 حالة وفاة مشبوهة تعود لنساءٍ فارقن الحياة في ظروفٍ غامضة في العام نفسه.
وفي التفاصيل، توارت السيدة دورسون تشول عن الأنظار منذ مطلع شهر يوليو الماضي، ولم يُعرف عنها شيء منذ ذلك الحين، لكن كلباً تعود ملكيته لشركة عقارية حلّ هذا اللغز، بعدما تركته الشركة لحراسة المنزل الذي كانت تعود ملكيته لزوج الضحية تشول قبل أن يتمكن من بيعه قبل أسابيع.
وروى رجل يعمل في تنسيق الحدائق مع الشركة العقارية أنه لاحظ أن الكلب الذي يحرس المنزل يحفر في التربة في مكانٍ محدد، وهو ما لم يلفت انتباهه لأي أمرٍ غريب في بداية الأمر، لكنه لاحقاً بدأ يشمُّ روائح كريهة من المكان الذي تركه الكلب، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلامٍ محلّية.
وقام منسّق الحدائق بالاتصال بالشرطة وأخبرهم أنه يشمّ روائح كريهة في حديقة منزلٍ يعمل فيه بشكلٍ مؤقت، لتأتي الشرطة وتكتشف وجود جثّةٍ مدفونة تعود لامرأة هي زوجة صاحب المنزل الذي تمّ بيعه مؤخراً.
وذكرت مصادر من جمعياتٍ نسائية تعمل في العاصمة التركية أنقرة لـ"العربية.نت" أن "الزوجة قُتِلت باستخدام آلةٍ حادّة بعد خلافاتٍ مالية مع زوجها حول ممتلكاتهما ومدخراتهما".
وتنطبق رواية الجمعيات النسائية مع رواية الشرطة والطب الشرعي، فقد صدر عن كليهما بيان أشار إلى أن زوج الضحية قتل زوجته باستخدام مطرقة ومن ثم قام بدفنها في حديقة المنزل بعدما فارقت الحياة، ليقوم لاحقاً ببيع المنزل والتواري عن الأنظار.
وتمكنت الشرطة التركية من احتجاز القاتل زوج الضحية، والذي اعترف بجريمته خلال استجوابه في فرعٍ أمني في أنقرة.
وكان زوج الضحية قد أخبر جيرانه أنه انفصل عن زوجته وبأنها غادرت إلى بيت أسرتها لتبرير غيابها، قبل أن يتوارى عن الأنظار بعدما تمكّن من بيع المنزل بسرعة لإخفاء جريمته.
وبات مقتل النساء في تركيا أمرا اعتياديا، إذ ارتفعت معدلات قتل النساء بشكلٍ متزايد منذ انسحاب تركيا العام الماضي من "اتفاقية اسطنبول" التي تحمي التركيات من العنف الأسري.
ورغم مطالبة جمعياتٍ نسائية دولية وأخرى تركيّة بينها منصّة "أوقفوا قتل النساء"، الحكومة بالعودة إلى تطبيق "معاهدة اسطنبول"، إلا أن أنقرة لم تفعل ذلك حتى الآن رغم الانتقادات التي تعرّضت لها من حلفائها الغربيين.
وفي العام الماضي قُتِلت 280 امرأة في تركيا، في حين سُجِّلت 217 حالة وفاة مشبّوهة تعود لنساءٍ فارقن الحياة في ظروفٍ غامضة، وهي إحصائية أعلى بقليل من حوادث قتل النساء التي شهدتها تركيا في العام 2020، حيث قُتِلت 300 امرأة وسُجِلت 171 حالة وفاة مشبوهة.