آخر الأخبار
  فيضانات مفاجئة في آسفي المغربية تخلف 7 قتلى و20 مصابا   المواصفات والمقاييس: المدافئ المرتبطة بحوادث الاختناق مخصصة للاستعمال الخارجي فقط   الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة   الملك يطلع على خطة تطوير "عمرة" .. وهذا ما شدد عليه   بعد هجوم سيدني .. "الخارجية الاردنية" تصدر بياناً وهذا ما جاء فيه!   ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات   قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن   الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال   مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط   عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة   فيتش سوليوشنز: توقعات بتواصل خفض الفائدة في الأردن خلال 2026   أبو غلوس إخوان يطلقون حملة عروض خاصة بمناسبة نهاية العام في جميع الفروع   النائب أبوهنية المحاسبة ستطال أي جهة كانت في حادثة المدافئ

ساندي و كاندي !

{clean_title}


لا نكتب من باب التشفي أو الشماتة فذلك ليس من أخلاقنا و لا من شيمنا ، فنحن بشر ونحب الخير لعموم الناس ، ولكن ، حين تتعلق الأمور بالطبيعة والهجمات المباغتة التي قد تقوم بها هنا أو هناك ، فليس في وسع الإنسان إلا أن يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، لأنه وبالرغم من كل التقدم الذي وصلت إليه البشرية ، إلا أنها لا تزال تقف عاجزة عن مواجهة بعض الأخطار التي قد تنجم عن الزلازل ، والبراكين ، والأعاصير وما يمكن أن تتركه خلفها من كوارث وأضرار ودمار .


ثمانية ولايات أمريكية تواجه في هذه الأوقات الهجمات التي يشنها عليها وعلى سواحلها وشواطئها الإعصار " ساندي " والذي أطلقوا عليه إسم " العاصفة الوحش " ، وإذا كانت الأرقام لا تعني شيئا أمام شدة وقوة هذا الإعصار وما سينجم عنه من خسائر مادية وبشرية ، إلا أن بعضها يحمل معاني ودلالات كثيرة وعميقة وعلى الأخص حين يتعلق الأمر بالولايات المتحدة ، ومجتمعاتها ، وما وصل إليه مواطنيها من مستوى متقدم للحياة والعيش .


أكثر من خمسين مليون أمريكي سوف يعيشون ولو لبضعة أيام بلا كهرباء ، وبلا مواصلات و اتصالات ، وبدون شبكة عنكبوتية ، لأنهم بطبيعة الحال سيكونون في ملاجىء الحماية ، أوسيفرون إلى مناطق بعيدة عن ساحة المعركة التي فرضتها عليهم العاصفة المتوحشة " ساندي " ، و إلى جانب ذلك فإن " وول ستريت " سوف تضطر إلى إغلاق أبوابها ، الأمر الذي لم يحدث منذ قرابة الثلاثون عاما ، والحملة الإنتخابية الرئاسية ستتوقف مؤقتا لأن الرئيس " المرشح " أوباما سيكون منشغلاً بمتابعة تطورات الأوضاع و مستجداتها ، ناهيك عن التقديرات الإقتصادية للخسائر المادية و التي قد تتجاوز العشرين مليار دولار .


العدو هذه المرة ليس الإرهاب ، وليسوا العرب أو المسلمين ، وليست القاعدة والتنظيمات الأصولية المتطرفة كما يحلو لهم تسميتها ، لأن اللذان يقودان الحملة و الهجوم على ولايات الساحل الشرقي هما الهواء والماء ، فالإضطراب في العلاقة الطبيعية الداخلية فيما بينهما يؤدي إلى تكون ظاهرة الإعصار أو " التسونامي " الذي قد يدمر كل ما يعترض طريقه إذا ما ثار و انفلت من عقاله .


الإعصار " ساندي " هو " الكاندي " الذي قررت الطبيعة تقديمه لسكان الولايات الواقعة ضمن جبهة الإشتباك ، والكاندي باللغة الأجنبية هي أصناف من السكاكر والحلويات التي غالباً ما تعطى للأطفال الصغار الذين اعتادوا الإستسلام أمام لذتها ومذاقها الحلو ، بالمقابل ، فها هي القوة الأمريكية التي أرعبت العالم تستسلم هي الأخرى أمام " كاندي " الطبيعة ، بل وتقف عاجزة تماماً عن المواجهة بهدف الدفاع عن ولاياتها وسواحلها وعن من يسكن فيها .


الشلل هو العنصر المسيطر على كل لقطات المشهد ، وكل الأسلحة التقليدية وغير التقليدية التي تتباهى بإمتلاكها أمريكا هاهى تتحول أمام غضب الطبيعة إلى دمى وألعاب صغيرة لا تقوى على فعل شيء ، وجنود المارينز الذين لا يقهرون يتحولون إلى معبئين لأكياس الرمل لإستخدامها كسواتر للحماية على أمل أن تساعد في الحد من ضربات " ساندي " التي لا ترحم .


في الماضي القريب وعلى زمن الراحل بوش الصغير تأخرت الأمطار في السقوط على العاصمة واشنطن ، وعملا بالغطرسة والعنجهية والكبرياء الأمريكي الفارغ ، فقد أرسل بوش الصغير رسالة تهديد إلى السماء محذراً إياها من خطورة ما سيحدث لها إن هي حبست الأمطار عن سماء العاصمة ، وأبدى إستعداده لشن الحرب عليها وقصفها بشتى أنواع الصواريخ ، ما هو الطريق الذي سيسلكه أوباما الذي قد يرحل عن كرسي الرئاسة تاركاً اياه لمنافسه المرشح رومني ؟ وإلى أين سوف تتجه أبصاره ؟ نرجو له أن يكون متواضعا وأقل حماقة من سلفه المجنون الذي رحل !.


لكننا و بقلوب مؤمنة بكل قرارات السماء العادلة و التي لا تهبط على الأرض جزافاً ، ندعو ونبتهل إلى الله في علاه أن يلطف بالولايات المنكوبة وبسكانها ، وأن يهون عليهم غضب الطبيعة التي لا تتحرك و لا تثور إلا بموجب أوامره ونواهيه ، وبالكلام " المكتوم " في الصدور ، والصمت " الناطق " على رؤوس الألسن ، نسأل الله أن يساعد شعب الولايات لكى يستلهم من هذه المصائب والكوارث العبر والدروس .


ونتأمل أيضا من هذا الشعب أن يستوعب ويدرك أن حكومات بلاده الحالية والسابقة ارتكبت و ترتكب من خلال سياساتها الظالمة و اللاإنسانية ما هو أكثر فضاعةً وأشد إجراماً بحق العديد من شعوب ودول العالم ، كما إن عليه أن يعي بأن حكومات بلاده المتعاقبة قد أزهقت وقضت على أرواح الملايين من أبرياء و بسطاء هذا العالم والذين لهم كامل الحق في الحياة ، والشواهد على ذلك هي أكثر من أن تعد أو تحصى ، نقول ذلك و نحن نرجو أن يكون " كاندي " الطبيعة للولايات المتحدة أقل ضرراً في المرات القادمة ، و على أمل أن تكون وحشية أمريكيا على الأرض قد رحلت مع رياح " ساندي " !.