آخر الأخبار
  القريني: إصابة يزن النعيمات ستُبعده شهرين عن الملاعب   الأردن ودول عربية وإسلامية: الاقتحام الإسرائيلي لمقر أونروا تصعيد غير مقبول   النشامى يلتقي نظيره السعودي في كأس العرب الإثنين   النشامى يهزمون العراق ويتأهلون لنصف نهائي كأس العرب   المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل لشخص على إحدى واجهاتها   حادثة جديدة .. وفاة 5 اشخاص نتيجة تسرب غاز مدفاة بهاشمية الزرقاء   الإدارة المحلية: التعامل مع 90 ملاحظة خلال المنخفض ورفع الجاهزية للتعامل مع أي طارئ   توقف عمل تلفريك عجلون اليوم بسبب الظروف الجوية   المنتخب الوطني يلتقي نظيره العراقي اليوم في ربع نهائي كأس العرب   تراجع فاعلية المنخفض الجمعة وارتفاع طفيف في الحرارة السبت   كأس العرب.. السعودية تهزم فلسطين وتبلغ نصف النهائي   وفاة اربعة اشخاص من عائلة واحدة في الزرقاء بتسرب غاز مدفأة   الأرصاد: أمطار غزيرة قادمة من فلسطين ترفع خطر السيول بالأغوار والبحر الميت وتحذير من الضباب   الأرصاد: الأمطار تتركز الليلة على المناطق الوسطى والجنوبية   المغرب تتخطى سوريا وتصعد إلى نصف نهائي كأس العرب   رئيس الوزراء: لا مجال للتباطؤ أو التلكُّؤ أمام الحكومة   أمانة عمّان تصادق على اتفاقيات استراتيجية للمدن الذكية   ولي العهد للنشامى: كلنا معكم وواثقين فيكم خلال المرحلة القادمة   تحذير صادر عن "الهلال الأحمر الأردني" للمواطنين   العميد رائد العساف يوضح حول حملة الشتاء للتفتيش على المركبات

العبرة في التفاصيل

{clean_title}

بقلم د طالب الرفاعي

في مقال سابق أكدت على الإنجاز الكبير الذي حققته هذه الحكومة التي نجحت في تحويل الازمة الكبيرة ، أزمة الكورونا ، الى فرصة و ذلك باعادة جسر الثقة بين الشعب و الحكومة ، و هو إنجاز كبير جعلني كما جعل الكثير من الأردنيين يشعر بالفخر بكوننا اردنيين . في اليومين الماضيين كان العالم بأجمعه يتحدث عن الأردن ، عن هذه الدولة الصغيرة التي استطاعت ان ترتفع الى مقام الكبار في وقت لم يستطع من اعتقدنا انهم كبار ان يكونوا في مستوى الحدث ، في التعامل مع كورونا

استطاع الأردن ليس فقط ان يكسب ثقة و احترام شعبه ، بل اكتسب أيضا احترام و تقدير العالم بأجمعه . لقد تلقيت في اليومين الماضيين اتصالات كثيرة جدا لم اكن أتوقعها من أصدقاء و مسوءولين من خارج الأردن ، يستفسرون عن كيفية استطاعة الأردن ان يرتفع الى هذا المستوى . و كانت إجابتي تماما كما اسلفت في مقالي السابق ،

" عندما ترمم جسور الثقة بين الشعب و الحكم تولد علاقة خاصة قادرة على ان ترتفع بالدولة الى مستويات غير مسبوقة "

و أرجو هنا ان أكون واضحًا وصريحًا ، فانا اتحدث اليوم من حرصي على استمرار هذه الحالة الصحيةو لكي لا نغرق و ان تجعلنا التفاصيل نخسر كل ما كسبناه . و هنا أيضا يجب ان أكون واضحًا فانا لست معنيا بسمعة الأردن العالمية ، على أهميتها ، بقدر حرصي على ان لا نخسر ، لا سمح الله ، رصيد الثقة الذي ارتفع في الأيام القليلة الماضية . فارتفاع رصيد الثقة بين الشعب و الحكومة ،اهم بكثير من الأرصدة المالية الأخرى ، فلا معنى إطلاقًا لارتفاع الأرصدة المالية او النمو الاقتصادي إذا انخفض رصيد الثقة مع الشعب لان ذلك لن يحقق أي نمو او تقدم مستدام و التجربة التاريخية تثبت ذلك .

افكر في الغد ، في المستقبل و حديثي اليوم هو ، حول ما يقلقني من ترجمة المكاسب التي تحققت من خلال السياسات الصحيحة ، الى إنجازات على الارض . قلقي على التفاصيل . يقال بالإنجليزية ان "الشيطان في التفاصيل " " The devil is in the details " و هنا تأتي تجربة اليومين الماضيين في توزيع الخبز و الماء و ما رافق ذلك من إحباطات عند الكثيرين . فلا يمكن لنا ان نبقي نلوم الناس و الشعب عاى عدم الالتزام او نضع اللوم على ثقافة و تصرفات هذا الشعب ،فانا من الذين لا يقبلون هذا التفسير ، الشعب شعبنا و ان اخطا فهي مسوءوليتنا و هو لم يخطا و إنما وجد نفسه في ظرف ، نحن نحمل جزء كبير من مسوءوليته ، جعله يتصرف بطريقة معينة، أنا اعلم ان هذا الطرح لا يرضي الكثيرين و لكنني بصدق مؤمن به ، فالناس ناس و الشعوب شعوب لا فرق بينها الا بالظروف التي نضعهم فيها ، بل أقول اكثر ، شعبنا بالذات ، شعب ذكي و واعي و مخلص لوطنه و لقيادة وطنه فهو يدرك أهمية حماية الوطن و العرش و لا يمكننا المزاودة على ذلك
ماذا حدث إذًا اليومين الماضيين ، ببساطة ان الحكومة لم تتقن بعد الاهتمام بالتفاصيل التي تمكنا من ترجمة هذه الثقة المتجددة الى التفاف اكبر و لحمة اكبر بين الشعب و الحكومة

فالقيادة يجب ان تعرف متى يأتي الوقت الذي نشمر فيه عن إذرعتنا و ندخل في التفاصيل و أين يكون ذلك ، من إذًا يوزع الخبز و الماء و الوقود و الدواء و كيف يكون ذلك ؟

و لا اريد هنا ان ارتكب اخطاء إضافية باقتراحات محددة لم يجري بعد مناقشتها بالدرجة الكافية المطلوبة فبلا شك ان الظروف التي نمر بها حالياً غير مسبوقة، والتعامل معها يتطلب الموائمة بين تقديم الخدمات والاحتياجات الأساسية للمواطنين وبين تطبيق قواعد الحماية الطبية لهم، وعليه فان اَي خطة او آلية يتم تطبيقها تأتي نتيجة اجتهاد اساسه الاستفادة من اصحاب الاختصاص والاسترشاد بتجارب الدول الأخرى التي حققت نجاح نسبي في مواجهة هذا الوباء وبطبيعة الحال مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل دولة

لماذا مثلا لا تتشارك الحكومة مع القطاع الخاص وهو الأدرى و الأعلم بهذه الآليات من حيث تصميم هذه الآليات و الإشراف على تنفيذها
كما ان جيشنا العربي ،جيش ذو كفاءة عالية و يملك واحترام الجميع و قد اصبح اليوم يعيش بيننا و يتولى تنفيذ التعليمات بكفاءة و جدارة فلماذا لا نشركه في تنفيذ هذه المهمة .

ختمًا فإنني ككل اردني ، لسنا معنيين باستمرار التزويد بالاحتياجات المعيشية ، الزيت و الزعتر يكفينا. ، همنا الاساسي هو صحتنا و صحة هذا الوطن و الاهم ان نخرج من هذه التجربة القاسية أقوى و اكثر قدرة على رسم مستقبل واعد عماده ثقة كبيرة بين الشعب و الحكومة

حمى الله الأردن و شعب الأردن و عرش الأردن