آخر الأخبار
  "التوثيق الملكي" يعرض وثيقة فتوى شرعية حول قانون الضمان الاجتماعي   ولي العهد يفتتح مجمع العقبة الوطني للتدريب المهني   مقر لحلف الناتو في الأردن لاستضافة مكتب ارتباط دبلوماسي   توضيح امني حول فيديو جرى تداوله وظهر خلاله ما جرى بين عدد من الأشخاص داخل محل اثاث مستعمل في عمان   بعد تحطم طائرة في مطار مدينة أحمد آباد .. "الخارجية الاردنية" تعزي الهند والمملكة المتحدة وكندا والبرتغال   تعميم صادر عن وزارة التربية والتعليم بشأن "المنصات التعليمية"   الأردن يعزي جنوب أفريقيا بضحايا العواصف الثلجية والأمطار   تقرير: عبء نزوح السوريين يشكل ضغطا على الأردن   مسؤول أذري يؤكد عمق العلاقات مع الأردن   الحكومة تتخذ إجراءات صارمة بشأن "جمعية الهلال الأخضر"! بيان   فاقدون لوظائفهم في وزارة التربية والتعليم .. أسماء   تعرف على موعد الانقلاب الصيفي   اكتشاف 97 طفلا عاملا حتى أيار   ايقاف معاملات الاحوال المدنية في مراكز الخدمات الحكومية   اجتماع حكومي لضمان توريد الاسفلت بالأردن   الخيرية الهاشمية : توزيع 616 أضحية على أكثر من 2400 أسرة   تسجيل 30 براءة اختراع في أول خمسة أشهر من العام الحالي   الأردنيون انفقوا 804 مليون دولار على السياحة في الخارج خلال 2025   الإفراج عن فتاة أوقفت بعد إساءتها لفريق رياضي لدولة مجاورة   الأردن.. الصبيحي يحذر من التقاعد القسري

لحظات كائن مطحون في دولة المؤسسات والقانون

{clean_title}
بداية أود التنويه إلى أن ما سأسرده على مسامعكم لا يمت بأي صلة لما يحدث على أرض الواقع في أي دولة في العالم.
يقال أن هناك كائناً يدعى بالمواطن في دولة تَدّعي دوما أنها دولة المؤسسات والقانون ، وأنا هنا لا أملك حق نزع مسمى أو صفة مواطن عن هذا الكائن ولا أيضا حق نفي صفة دولة المؤسسات والقانون عن هذه الدولة، ولكن سأحدثكم عن بعض اللحظات في حياة هذا الكائن وبعدها أترك لكم قرار الحكم عليه ووصفه وتسميته كما تشاءون ، ولكم أيضا قرار الحكم على هذه الدولة وهل هي فعلاً دولةُ مؤسساتٍ وقانون كما تَدّعي .
لحظة كذب :
هذه اللحظة كانت الافتتاحية الصباحية للحظاتِ هذا الكائن في هذا اليوم ، حيث أضطر للحصول على إجازة طارئة من عمله ، ولكن ولكثرة حالات الطوارئ التي مرت عليه كان رصيده من الإجازات قد نفذ ، وبلهفة الْمُضْطَر اقتحمت ذاكرته مقولة ( الصدق منجاة لصاحبه ) ، وفعلا لم يكذبها وقام بالذهاب إلى طبيب المركز الصحي حاملا ورقة للعلاج ودخل وكله ثقة وأمل إلى العيادة ، وبادر الطبيب بالسلام متابعا سيدي : بكل صدق أنا لست مريضا لكنني مضطر ليوم إجازة ولم أجد ملجأ للحصول عليها إلا بهذه الطريقة وكلي أمل بك فالأمر ضروري وطارئ جدا ، وهنا كانت صدمة اللحظة الأولى في هذا اليوم حيث انتفض الطبيب قائما من مقعده وكأن هذا الكائن رمى في وجهه قنبلة ، ولم يترك هذا الطبيب كلمة تتعلق بالمهنية والأمانة والمصداقية والأخلاق إلا والقي محاضرة حولها لهذا الكائن الذي ظن لوهلة أن مصيره السجن بعد فعلته المنكرة هذه ، ولكن يبدو أن هذا الطبيب عاد لرشده قليلا وانتبه إلى أن إلقاء محاضرات بهذه العناوين لم يكن يوما من الأيام من أدبياته أو على أجنداته وهدأ قليلا ، وكان الهدوء فرصة ليجد هذا الكائن لحظة للاعتذار عما فعل وغادر العيادة مسرعا محبطا كافرا بكل مفردات الصدق والمصداقية التي طالما تغنى بها فيما مضى من حياته .
اللحظة السابقة لم تنته أعزائي بعد ، حيث أنه وبعد مغادرة هذا الكائن لعيادة الطبيب قرر مداهمة صديق له في مكان عمله بزيارة خاطفة ، لعله يحظى بلحظة صدق تنسيه لحظات الكفر بالصدق والمصداقية التي مر بها قبل الزيارة ، وكان له ذلك ، ولكن وخلال الحديث بينهما تطرق صديقه إلى سبب الزيارة في هذا اليوم بالذات خاصة أن هذا الكائن يقطن في مدينة أخرى ، فما كان منه إلا أن حدث صديقه عن السبب ، وروى له ما حدث في عيادة الطبيب ، وهنا انفجر صديقه بنوبة ضحك كادت أن تكون القاضية لولا وجود زملاء آخرين له في القاعة ، حيث تدارك نفسه واخذ نفسا عميقا وصمت ، ولكن صدى ضحكاته ما زال ظاهرة على محياه ، وبعد لحظات وجه الصديق حديثه للكائن قائلا يبدو انك لم ولن تتعلم كيف تسير هذه الحياة أو يبدو أنك من كوكب آخر كما كنت أقول لك دوما !
لحظة صدق :
تابع الصديق الآن قم وعد إلى عيادة الطبيب ولا تتحدث معه بشيء فقط ادخل وهو سيحدثك ، ورغم الخوف مما قد يحدث له لاحقا ، إلا أن هذا الكائن جازف بنفسه وبخطى مترددة عاد لعيادة الطبيب لعله يقضي أمره الطارئ الذي جاء من أجله ، وما إن دخل العيادة إلا وقام الطبيب من مقعده ولكن بصورة مخالفة للمرة السابقة تماما حيث رحب به بطريقة لا توصف حتى ظن هذا الكائن بأن الطبيب سيعتذر له عما حدث منه سابقا ، وخلال لحظات كانت الإجازة موقعة ومختومة من الطبيب والذي صرف معها ابتسامات وقفشات ونكات كانت كافية لنسيان هذا الكائن ما حدث معه في المرة السابقة ، بل لم يكتف الطبيب بذلك فقد أرسل موظفا لتشييع هذا الكائن حتى خروجه من مبنى العيادة .
لحظات وسأوافيكم بلحظة جديدة من حياة هذا الكائن المطحون .