آخر الأخبار
  سيدة ثلاثينية تقتل على يد "عمها" في منطقة كريمة   إعلان صادر عن القيادة العامة للقوات المُسلّحة الأردنية – الجيش العربي   قطع المياه عن مناطق واسعة في المملكة لـ72 ساعة بسبب أعمال "صيانة" - أسماء المناطق   مهم من التربية لطلبة تكميلي التوجيهي   تصريح حكومي حول ارتـفـاع أسـعـار المشـتقات النفطـيـة   ولي العهد : اللهم صيبا نافها   فيصل الفايز: سجل الجيش الأردني العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية حافل بالبطولات ومسطر بالتضحيات   هل يشمل قرار إعفاء المركبات المنتهي ترخيصها مركبات العمومي؟ هيئة تنظيم النقل البري تجيب ..   حماية المستهلك عن أجور الأطباء الجديدة: كرم على حساب المواطن   وزير الداخلية الأسبق الحباشنة: إسرائيل تريد الأردن وفلسطين وسورية ولبنان وحتى المدينة المنورة   تصريح حكومي بخصوص دوام طلبة المدارس خلال المنخفض الجوي الحالي   هيئة تنشيط السياحة تختتم مشاركتها في معرض IBTM Barcelona 2024   لـ 6 ساعات.. فصل للتيار الكهربائي عن مناطق جنوب المملكة (أسماء)   الجيش في بيان جديد: مقتل شخص والقبض على 6 آخرين   تعديل أوقات عمل جــسر الملك حسين   الزيود: نطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 500 دينار   الحكومة: لا تمديد لقرار إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة   الأمانة: توجه لإنشاء مواقف لمركبات مستخدمي الباص السريع   الصفدي: حادثة الاعتداء على رجال الأمن العام بالرابية عمل إرهابي جبان   وقف ضخ المياه من الديسي 3 أيام مطلع الشهر المقبل

سأشكو أمرهم للملك كي يحاسبهم..! *

{clean_title}

ما أن هبطت طائرة الملك على أرض عمّان أمس الأول حتى توجّه على الفور إلى طيبة الكرك، لحل مشكلة المياه العالقة فيها منذ بدايات الصيف، والتي عانى أهلها معاناة مريرة من انقطاعها الطويل المتكرر دون أن تحاول وزارة المياه ووزيرها العتيد حلّ هذه المشكلة، فيما تغرق البلدة الصغيرة بمشكلات كثيرة أخرى ناجمة عن تقصير إدارات حكومية مختلفة وتقاعسها عن القيام بواجباتها..!!

دائماً يقرأ الملك تقارير صحافية عن واقع بائس يعيشه مواطنون على بقعة من هذا الوطن، فيهبّ غاضباً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والأسباب هو تقاعس المسؤولين وعدم متابعتهم لشؤون إداراتهم وعدم قيامهم بما تمليه عليهم مسؤولياتهم في خدمة الوطن والمواطن.. ويأتي هذا التقاعس ويتكرر بصورة تدعو إلى الشك بما أقسموا عليه أمام الملك.. ما يفيد بأنهم لم يكونوا صادقين وبأنهم حنثوا بالقسم وخانوا الوعد والعهد..!

أنا ممن كتبوا كثيراً عن تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان تمت على مرأى ومسمع من مسؤولين كبار، لا بل إن بعضها ارتُكب بفعل هؤلاء المسؤولين ونتيجة تقاعسهم وإهمالهم وأحياناً ضعفهم وجبنهم وجهلهم وترددهم، وعندما علموا لم يحركوا ساكناً، وإذا تحرك أحدهم تحرك على استحياء ورفعاً للعتب ليس إلاّ، وهؤلاء أسهموا بصورة مباشرة في خلق هوة بين النظام والشعب لأنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية، ولم يستوعبوا فلسفة العقد الاجتماعي القائم بين الشعب والنظام، لا بل لقد أدّى إهمالهم وتقاعسهم وقزميتهم إلى الإخلال بهذه العلاقة التاريخية، حتى رأينا ذلك ينعكس في الشارع على صور من النزق الاجتماعي والغضب السياسي والضغط الاقتصادي الناجم عن القهر والشعور بالظلم والتمييز وغياب العدالة الاجتماعية بين الناس..!!

قلت بأنني كتبت كثيراً عن حالات من الظلم والقهر ارتكبت بعلم وزراء ومسؤولين كبار في الدولة، وَوَضعْت أمامهم الحقائق فاستمعوا لكنهم “طنّشوا” ووعدوا لكنهم لم يوفوا، وبعضهم غضب لأنني كتبت لكنهم لم يفعلوا شيئاً لرفع الظلم عمن ظُلموا أو ظلموهم.. فماذا بعد..!؟ تابعت بعض هذه القضايا منذ أكثر من عام كامل، وحتى هذه اللحظة لم يُنصف الكثير من المظلومين، ولم يتحرك المسؤولون تحركاً حقيقياً ضمن حدود مسؤولياتهم لرفع الظلم وإنصاف المظلومين الضعفاء.

وسوف لن أسمح لليأس بأن يتسرب إلى نفسي، بل سأظل أدافع عن المظلومين وأكتب وأتكلم وأتابع وليغضب منْ يغضب، فلن أعير غضبهم أي اهتمام، لا بل سأكشف عن المزيد من ضعفهم وتقاعسهم وليعتبروا هذه المقالة تهديداً مباشراً لهم إذا لم يقوموا بواجباتهم حق قيام، ولن أخشى غضبتهم أو انتقامهم، فها هو الملك يضرب لنا المثل والأنموذج في متابعة قضايا الناس من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، من أصغر قرية إلى أصغر حارة، مجموعات وأفراداً، فماذا يعني أن يسمع المسؤول عن حالات الظلم والانتهاك ثم يسكت ويقبع في مكتبه صامتاً دون حراك..!!؟.

لست ممن يفهمون المسؤولية على أنها “برستيج” وترفّع عن قضايا الناس، وانعزال عن مشكلاتهم، المسؤولية يا أصحاب المعالي والعطوفة إنجاز وخدمة ومتابعة ميدانية حثيثة لقضايا الناس، التي أنتم مؤتمنون عليها.. ولعل جولة بسيطة في شارع أو حارة شعبية كفيلة بأن تخرج برؤية وانطباع واضحين عن مدى إهمال المسؤولين ومدى انعزالهم عن الناس وتقوقعهم في مكاتبهم الوثيرة..!! 

سأطلب من الملك أن لا يكتفي بعزل مسؤولين كبار ووزراء من مناصبهم، بل سأطالب بمحاسبتهم ومعاقبتهم على تقصيرهم وتقاعسهم وخيانتهم لأمانة المسؤولية، وحنثهم بالقسم العظيم.. وفي مقالات قادمة سأشير إلى بعضهم بالاسم ما لم يسارعوا إلى تصحيح مساراتهم والانتصار للإنسان برفع الظلم عنه وإحقاق الحق والعدل.. وبخاصة الحقوق العمالية التي تشهد انتهاكات صارخة ، وكثير منها في دوائر الدولة الرسمية وبعلم المسؤولين والوزراء المعنيين أنفسهم.. وليغضب من يغضب فغضبهم لا يعنيني ولن يهمني..!!