آخر الأخبار
  لـ 6 ساعات.. فصل للتيار الكهربائي عن مناطق جنوب المملكة (أسماء)   الجيش في بيان جديد: مقتل شخص والقبض على 6 آخرين   تعديل أوقات عمل جــسر الملك حسين   الزيود: نطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 500 دينار   الحكومة: لا تمديد لقرار إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة   الأمانة: توجه لإنشاء مواقف لمركبات مستخدمي الباص السريع   الصفدي: حادثة الاعتداء على رجال الأمن العام بالرابية عمل إرهابي جبان   وقف ضخ المياه من الديسي 3 أيام مطلع الشهر المقبل   إزالة 15 اعتداء على مصادر المياه في قناة الملك عبدالله   رئيس الوزراء جعفر حسان يزور منتسبي الأمن العام المصابين بإطلاق النار في الرابية   بدء التسجيل لموسم الحج الجديد 26 الشهر الجاري إلكترونيا (رابط)   العيسوي يعود مصابي الأمن بحادثة الرابية   ترجيح تخفيض سعر البنزين 7 فلسات ورفع الديزل 5 الشهر المقبل   إرشادات أمنية تزامناً مع المنخفض الجوي   عمان الأهلية الثانية محلياً على الجامعات الاردنية بتصنيف التايمز لجودة البحوث العلمية متعددة التخصصات 2025   الحكومة: إطلاق النار في منطقة الرابية اعتداء إرهابي على قوات الأمن   الأمن : مقتل شخص أطلق النار على الأمن في الرابية   إغلاقات وتحويلات للسير لصيانة 5 جسور في العاصمة   هطول مطري بعد ظهر الأحد وتحذير من الانزلاق   مصدر عسكري مسؤول: القبض على شخص في المنطقة العسكرية الشرقية حاول التسلل إلى المملكة

عندما تشيخ القلوب

{clean_title}
لا أظن أن عضوا تشريحياً قد نال نصيبه بالتردد في أدبيات التراث العالمي كما القلب، فهو الذي طالما تغنى به الشعراء والأُدباء ونظمت من أجله القوافي محملينهُ عبء المسؤولية عن المشاعر البشرية المختلفة، من حب وعشق وكراهية وشجاعة وجبن، رغم أن هذه العضلة لا تعدو كونها السجل الذي ندون عليه خيباتنا ومعاركنا الخاسرة ولا تملك إلا أن تعاني من مشاكل لم تكن سبباً في حصولها، ثم نعود فنلقي باللائمة عليها في حال خذلانها لنا.
تبقى هذه العضلة تقاوم الظروف المحيطة بها، وتستخدم كل ما لديها من وسائل لضمان تدفق شريان الحياة، تصدر التحذير تلو الآخر لكنها لا تقابل إلا بالتجاهل وبالمزيد من الانغماس في كل محظور. 
دراسة لافتة تم نشرها مؤخراً في المملكة المتحدة من خلال دراسة عمر قلوب البشر ومقارنتها بتلك التي يحملونها في وثائق الميلاد، حيث تبيِن أن 78 % من البريطانيين الذين خضعوا للتقييم يملكون قلوباً بأعمار أكبر من أعمارهم الحقيقية واضعاً 80 % من هؤلاء في منطقة الخطر من الموت المبكر نتيجة السكتات القلبية والدماغية. 
إذا كانت شيخوخة الجسم ظاهرة ويصعب إخفاؤها فإن شيخوخة القلب نادراً ما تعلن عن نفسها بوضوح إلا بعد أن يكون الوقت قد أصبح متأخرا لأي تدخل للتعامل معها أو إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فكم تخفي هذه الأجساد البادية القوة قلوبا مهلهلة وآيلة للسقوط.
عوامل كثيرة وواسعة الانتشار تعمل أنيابها نهشا في هذه العضلة المسكينة وتتكاتف عليها مثل ارتفاع ضغط الدم والخمول البدني والبدانة والأكل غير الصحي والتوتر الناجم عن ضغوطات الحياة وارتفاع الكوليسترول ناهيك عن التدخين الذي يودي سنويا بملايين القلوب علما أن معظم هذه الاسباب يمكن السيطرة عليها إن وجدت الإرادة.نعم هنالك بعض أسباب الخطورة التي لا يمكننا التحكم فيها مثل تركيبتنا الجينية وتاريخنا العائلي وكون الرجال أكثرعرضة للإصابة بأمراض القلب لكن معظم العوامل الأخرى في متناول اليد إن وجدت الإرادة للتغيير.
لقد أشبع الشعراء القلب من قوافيهم لكنهم غفلوا عن حقيقة مهمة في أن هذه العضلة المسكينة قد لا تكون أكثر من سلة المهملات التي نلقي فيها فضلات استهتارنا، والمصفاة التي يعلق بين مساماتها عجاج السنين وأن قدرها في أن تحمل العبء الأكبر لإساءة استخدامنا لأجسادنا ولسوء إدارتنا لحياتنا وللعادات السيئة التي لا نملك الإرادة للتخلص منها. 
إذا كان هذا حال قلوب أصدقائنا "الانجليز" بما عرف عنهم من نظام صارم ورعاية صحية أولية متطورة فلك أن تتصور حال قلوبنا المهملة وما تخفيه أجسادنا من قلوب ضعيفة وواهنة تئن بصمت ولا من مجيب.
"توقف القلب" هو السبب الأكثر ترددا في شهادات الوفاة لكننا ندرك أنه ليس إلا نتيجة لتاريخ طويل من الإهمال وسوء الاستخدام نمارسه جميعا مع سبق الإصرار فهل سيأتي اليوم الذي يحتل فيه عمر القلوب مكانا في بطاقاتنا الشخصية.