آخر الأخبار
  الشوبكي: تخفيض ملموس متوقع على أسعار الديزل وبنزين 95 في الأردن   قرار صادر عن "وزير الصحة" لتسريع حل المشاكل الفنية والطبية في المستشفيات الاردنية   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي بوفاة العضايلة   "البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية لتوريد البوتاس للأسواق العالمية   مكافآت وحوافز من أمانة عمّان- تفاصيل   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة   بيان صادر عن عشائر النعيمات بخصوص اللاعب يزن النعيمات   إصابة 4 بحالات إختناق في الاغوار الشمالية .. مصدر طبي يكشف عن حالتهم الصحية!   هل سيسلم بشار الاسد للسلطات السورية الجديدة؟ السفير الروسي في بغداد يجيب ..   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   أكثر مدن العالم اكتظاظاً بالسكان في 2025   سوريا تسعى لاستعادة بريقها السياحي   حسان وابوالسمن يتفقدان بدء أعمال البنية التحتية في عمرة   تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار   البلبيسي لامناء عامي الوزارات: هكذا نقدم أفضل الخدمات للمواطنين   الحكومة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع أميركا   أمانة عمان تباشر أعمال تعبيد بمساحة 500 ألف متر مربع   الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة   الحكم السويدي لم يعتذر وصفحة المنشور لا تمت له بصلة   رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة

عندما تشيخ القلوب

{clean_title}
لا أظن أن عضوا تشريحياً قد نال نصيبه بالتردد في أدبيات التراث العالمي كما القلب، فهو الذي طالما تغنى به الشعراء والأُدباء ونظمت من أجله القوافي محملينهُ عبء المسؤولية عن المشاعر البشرية المختلفة، من حب وعشق وكراهية وشجاعة وجبن، رغم أن هذه العضلة لا تعدو كونها السجل الذي ندون عليه خيباتنا ومعاركنا الخاسرة ولا تملك إلا أن تعاني من مشاكل لم تكن سبباً في حصولها، ثم نعود فنلقي باللائمة عليها في حال خذلانها لنا.
تبقى هذه العضلة تقاوم الظروف المحيطة بها، وتستخدم كل ما لديها من وسائل لضمان تدفق شريان الحياة، تصدر التحذير تلو الآخر لكنها لا تقابل إلا بالتجاهل وبالمزيد من الانغماس في كل محظور. 
دراسة لافتة تم نشرها مؤخراً في المملكة المتحدة من خلال دراسة عمر قلوب البشر ومقارنتها بتلك التي يحملونها في وثائق الميلاد، حيث تبيِن أن 78 % من البريطانيين الذين خضعوا للتقييم يملكون قلوباً بأعمار أكبر من أعمارهم الحقيقية واضعاً 80 % من هؤلاء في منطقة الخطر من الموت المبكر نتيجة السكتات القلبية والدماغية. 
إذا كانت شيخوخة الجسم ظاهرة ويصعب إخفاؤها فإن شيخوخة القلب نادراً ما تعلن عن نفسها بوضوح إلا بعد أن يكون الوقت قد أصبح متأخرا لأي تدخل للتعامل معها أو إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فكم تخفي هذه الأجساد البادية القوة قلوبا مهلهلة وآيلة للسقوط.
عوامل كثيرة وواسعة الانتشار تعمل أنيابها نهشا في هذه العضلة المسكينة وتتكاتف عليها مثل ارتفاع ضغط الدم والخمول البدني والبدانة والأكل غير الصحي والتوتر الناجم عن ضغوطات الحياة وارتفاع الكوليسترول ناهيك عن التدخين الذي يودي سنويا بملايين القلوب علما أن معظم هذه الاسباب يمكن السيطرة عليها إن وجدت الإرادة.نعم هنالك بعض أسباب الخطورة التي لا يمكننا التحكم فيها مثل تركيبتنا الجينية وتاريخنا العائلي وكون الرجال أكثرعرضة للإصابة بأمراض القلب لكن معظم العوامل الأخرى في متناول اليد إن وجدت الإرادة للتغيير.
لقد أشبع الشعراء القلب من قوافيهم لكنهم غفلوا عن حقيقة مهمة في أن هذه العضلة المسكينة قد لا تكون أكثر من سلة المهملات التي نلقي فيها فضلات استهتارنا، والمصفاة التي يعلق بين مساماتها عجاج السنين وأن قدرها في أن تحمل العبء الأكبر لإساءة استخدامنا لأجسادنا ولسوء إدارتنا لحياتنا وللعادات السيئة التي لا نملك الإرادة للتخلص منها. 
إذا كان هذا حال قلوب أصدقائنا "الانجليز" بما عرف عنهم من نظام صارم ورعاية صحية أولية متطورة فلك أن تتصور حال قلوبنا المهملة وما تخفيه أجسادنا من قلوب ضعيفة وواهنة تئن بصمت ولا من مجيب.
"توقف القلب" هو السبب الأكثر ترددا في شهادات الوفاة لكننا ندرك أنه ليس إلا نتيجة لتاريخ طويل من الإهمال وسوء الاستخدام نمارسه جميعا مع سبق الإصرار فهل سيأتي اليوم الذي يحتل فيه عمر القلوب مكانا في بطاقاتنا الشخصية.