الجيش السوري يمهد لتحرير دير الزور بدحر داعش من وادي الفرات

مهّد الجيش السوري لمعركة تحرير مدينة دير الزور بدحر تنظيم "داعش" من وادي الفرات، التي شهدت معركة قتل فيها نحو 800 عنصر من التنظيم، على ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس.
واوضحت الوزارة ان الجيش السوري، مدعوما بسلاح الجو الروسي، تمكن، أمس، من القضاء على مجموعة كبيرة من مسلحي تنظيم "داعش" قرب قرية غانم علي في ريف الرقة الشرقي.
وأضافت في بيان، أن القوات السورية استطاعت تصفية أكثر من 800 إرهابي، وتدمير 13 دبابة و39 سيارة مزودة بالرشاشات الثقيلة و9 مدافع هاون.
وأكد البيان أن هذه العملية توجت بتدمير أقوى مجموعة لـ"داعش" في المنطقة، لا سيما من حيث التسليح، مضيفا أن القوات السورية، بقيادة العميد سهيل حسن، تواصل بوتائر عالية تقدمها على طول ضفة نهر الفرات الشرقية لرفع الحصار عن مدينة دير الزور.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة دير الزور تبقى أكبر معاقل تنظيم "داعش" في سورية، وأطلقت القيادة السورية حملة لتحريرها، بعد إنجاز القوات الحكومية نجاحات كبيرة في محافظتي حمص والرقة، ولا سيما استعادة مدينة السخنة، آخر معاقل الإرهابيين في محافظة حمص.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد شددت أكثر من مرة على أهمية معركة دير الزور، موضحة أن تحرير المحافظة سوف يعني دحر تنظيم "داعش" في سورية.
وبذا، يحقق الجيش السوري تقدما في معركته الرامية لطرد تنظيم داعش من محافظة دير الزور في شرق البلاد بعدما تمكن من التوغل فيها من جهة البادية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "تقدمت قوات النظام عشرات الكيلومترات من محور مدينة السخنة وسط البادية السورية، وتمكنت من التوغل مسافة 13 كيلومترا في ريف دير الزور الجنوبي الغربي".
وهذه هي المرة الأولى، وفق قوله، التي يدخل فيها الجيش السوري محافظة دير الزور من جهة البادية في وسط البلاد.
ويهدف الجيش السوري الى استعادة محافظة دير الزور من داعش عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، ووسط البادية، فضلا عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الشرقية لمحافظة دير الزور.
وتمكن الجيش السوري في اواخر حزيران (يونيو) من دخول محافظة دير الزور في المنطقة الحدودية مع العراق وفي اوائل آب(اغسطس) من جهة الرقة، الا انه لم يتوغل سوى بضعة كيلومترات في عمق المحافظة.
ويسيطر تنظيم داعش منذ صيف العام 2014 على معظم محافظة دير الزور باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري.
وتشكل محافظة دير الزور ايضا هدفا لقوات سورية الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن وتخوض منذ أكثر من شهرين معارك في مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الابرز في سورية.
وأعلن مجلس دير الزور العسكري المنضوي في قوات سورية الديموقراطية الجمعة عن اقتراب معركة دير الزور، مشيرا إلى أن حملته ستقتصر على الريف وليس المدينة.
وبالتوازي مع التقدم باتجاه دير الزور، يواصل الجيش السوري تقدمه ضد داعش في البادية السورية وتمكن أول من أمس من طرد التنظيم من مناطق واسعة في ريف حمص الشمالي الشرقي، وفق المرصد.
كما فرض الجيش السوري قبل ايام حصارا على تنظيم داعش في وسط البادية، ويواصل تضييق الخناق على التنظيم في هذه المنطقة التي تستهدفها الطائرات الحربية السورية والروسية بعشرات الغارات.
وافاد المرصد الاحد عن اشتباكات عنيفة في هذه المنطقة المحاصرة بين محافظتي حمص وحماة (وسط)، مشيرا إلى أن الطائرات الحربية نفذت مساء أول من أمس أكثر من 50 غارة على بلدة عقيربات وقرى اخرى في ريف حماة الشرقي.
ويخوض الجيش السوري بدعم روسي منذ أيار(مايو) الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية التي تمتد على مساحة 90 ألف كلم مربع وتربط وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية.