آخر الأخبار
  عطلة رسمية في 25 أيار بمناسبة عيد الاستقلال   أسعار الذهب تنخفض في الاردن   الجيش يعلن تأجيل أقساط "السلف والقروض الحسنة" من صندوقي التعاون والادخار عن شهر أيار   مذكرات تبليغ وقرارات إمهال مطلوبين للقضاء .. أسماء   انخفاض تدريجي على الحرارة وطقس معتدل اليوم و غدًا   إعلام عبري: ترمب صفع نتنياهو بالاتفاق المباشر ومنح حماس شرعية وانتصارًا لا مثيل لهما   بعد اتصالات مع واشنطن .. إعلان هام صادر عن حماس   ترامب: سأعلن بعد قليل عن الخبر الأهم والأكثر تأثيرا على الإطلاق   الحياري يكشف سبب ارتفاع اسعار الخضار والفواكه في الأردن   مديرية مكافحة التهريب في الجمارك تباشر عملها من الموقع الجديد في مركز جمرك عمان ( الماضونة )   هذا ما ستشهده أسعار الليمون خلال أيام في المملكة!   أحمد علوش يكشف عن عدد الاجهزة الخلوية التي استوردتها المملكة خلال الثلث الاول من عام 2025   وزير الأشغال العامة والإسكان ماهر أبو السمن يحذر المعتدين على الطرق   وزير الشباب يكشف عما يعيق حصول الشباب على حقوقهم!   الرسوب بإنتظار هؤلاء الطلبة في المدارس الاردنية   مجموعة البنك الأردني الكويتي تعلن عن نتائج الربع الأول لعام 2025   وزير الزراعة: الأردن حقق نسبا عالية من الاكتفاء الذاتي للعديد من السلع الغذائية مثل الخضار والفواكه واللحوم والدواجن والبيض وزيت الزيتون والحليب   شركة الاتصالات الأردنية ستبدأ بتوزيع أرباح العام 2024   الهيئة الخيرية الهاشمية تواصل تكية الإطعام وتشغيل مخبز يومي في غزة   حسّان يوعز بتوسعة أقسام بمستشفى الأميرة راية والإسراع بأعمال مستشفى الأميرة بسمة

كيف تحولت مكرمة "سكن كريم لعيش كريم" لملف فساد؟

{clean_title}

كيف تحولت مكرمة "سكن كريم لعيش كريم" لملف فساد؟!

أتت المكرمة الملكية السامية "سكن كريم لعيش كريم" لتثلج قلوب الأردنيين من ذوي الدخل المحدود الذين وجدوا في هذه المكرمة السامية إنهاءً لجزء من معانتهم وترجمة حرفية لتسميتها، لا سيما أن هذه الجزئية تتعلق بتوفير السقف الآمن الذي يمثل أهم متطلبات الحياة.

للأسف، لم يترك الفساد للأقل حظاً أملهم بعيش كريم بل نخر كالسوس في صلب هذا الملف، فتعالت الأصوات وبتنا نسمع الكثير من علامات الإستفهام من أكثر من جهة لتحديد نقاط الفساد وماهيته دون الوصول إلى إجابات شافية أو حقائق مؤكدة، ويبقى وجود الفساد هو الحقيقة الوحيدة المتفق عليها.

لا بد من سرد الوقائع و النظر في تسلسل سير المشروع وحيثياته لنتمكَن من تحديد المواضع التي تحوم حولها شبهات الفساد.

للوقوف عند بداية الحكاية، تم طرح العطاء بصورة ضبابية ولم يتم وضع أية معايير لإختيار مواقع المشروع فلم يؤخذ بعين الإعتبار عدم توافر البنية التحتية لهذه المواقع وتم التغاضي عن قرب أو بعد المواقع عن المناطق المخدومة والحيوية، بل تم النظر في طرفين فقط من أطراف معادلة الوصول إلى سعر بيع معتدل، أولهما يتمثل في الأراضي المجانية وثانيهما سعر بناء مرتفع جدا، هذه المعادلة تمثل جذر الشبهة في الملف، فقد تمت إحالة العطاء بسعر 365 دينار للمتر المربع ("تسليم مفتاح" حسب لغة السوق) من قبل الوزير المختص على إحدى الشركات الكبرى، علماً بأن هذا السعر مجهول الأساس وغير مدروس!!

إعترض النواب انذاك على طريقة طرح العطاء وسعر المتر المبالغ فيه بطريقة فاضحة كما طرحوا خيار إحالة المشروع على جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان وتم بالفعل إعادة إيكال المهمة للجمعية والتي قامت بدورها بتوزيع حمل المشروع على 10 أو 12 شركة اسكان وبسعر 265 دينار للمتر المربع!

بالرغم من فرق السعر فإن هامش الربح كان لا يزال مرتفعاً ومثَل فرصة ذهبية لأصحاب الشركات، وبناءً عليه تم توقيع العقود وملحقاتها المتعلقة بالمواصفات والشروط الجزائية وآلية التنفيذ و طرق الرقابة التي تتضمن إشراف دقيق من الجمعية الملكية والمؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري،

ولأن العقد شريعة المتعاقدين قامت شركات الإسكان المعنية بتمويل تنفيذ المشاريع وتسليمها، ألا أن المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري خصمت 28 دينار من سعر المتر بدل نقصان قيمة الحديد والألمنيوم ولم تدفع لشركات الأسكان كامل مستحقاتها تحت مسميات ومبررات عديدة.

لكل الباحثين عن الحقيقة ولكل من يرفع صوته متسائلاً ولكل من يشير بأصابع إتهام نقول ، غالباً ما ننظر إلى الأوراق والأغصان ونغمض أعيننا عن الجذور ونتناسى أن قوة الساق وحلاوة الثمرتكمن في الجذور وقوة الجذور في عمقها ومتانتها والأهم من هذا وذاك فإن قوة الجذور في إختفائها وانعدام رؤيتها، لكل هؤلاء نكرر: إبحثوا بالجذور المختبئة.