آخر الأخبار
  الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة الأحد   أمانة عمان: 4600 موظف و200 ورشة جاهزة للتعامل مع الحالة الجوية   مهرجان الزيتون يعلن إعادة الرسوم لأصحاب الأفران والمخابز   المصري: مديونية البلديات تجاوزت 630 مليون دينار   الاردن 6.4 مليار دينار حجم التداول العقاري خلال 11 شهرا   الهيئة البحرية تحذر: امواج واضطرابات قد تؤثر على حركة الملاحة   تنظيم الطاقة توجه بإدامة تزويد الكهرباء والغاز   الأمانة تنشر فرق الطوارئ بجميع مناطق العاصمة   المدافئ .. إهمال صغير يقود إلى حوادث قاتلة   ولي العهد يهنئ الأمير عمر بن فيصل   الإدارة المحلية تدعو للابتعاد عن مجاري الأودية   ظاهرة نادرة في البترا تؤكّد دقّة التوجيه الفلكي بالعمارة النبطية   مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها   رئيس وزراء قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة   الاشغال: 110 فرق و135 آلية و20 كاسحة ثلوج للتعامل مع الحالة الجوية   النشامى بعد قرعة المونديال .. مستعدون للتحدي ومتفائلون   الأردن يلتقي الكويت في كأس العرب السبت   زخات متفرقة من المطر السبت   الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة الذي يمدّد ولاية (أونروا)   تحذير "عالي الخطورة" من الأرصاد للعقبة ومعان والأغوار والبحر الميت

ربع قرن من العطاء في حوزتي ؟؟!!

{clean_title}

اذكر منذ عقدين ونصف من الزمن ...كنت فتاة يافعة يمتلأ قلبي بخيوط من أشعة الشمس الذهبية، وتكتحل عيناي بأمل مشرق وغد ممتد لا أعرف له نهاية ... أذكر أول مرة ذهبت لاتمام مقابلة للحصول على وظيفة كان يملؤني الامل ويتغلغل في أوصالي دم وعنفوان الشباب، وكانت تموج في مخيلتي طموح الغد البسام .عندما طلبوني للمقابلة دخلت بهدوء وثقة تعوز شباب اليوم ويفتقدونها .

اتممت المقابلة وخرجت منها وأنا أشعر بفخر يملؤني وتحد في مستقبل كنت أراه بعيون الشباب مشرق وكنت أكيدة أنني سأحظى بتلك الوظيفة لا لشي الا لأني كنت واثقة باني أستحقها والغريب في هذه اللحظة انني الوحيدة التي كنت متيقنة بفوزي بتلك الوظيفة كما حصل فعلا............

أعوام مضت وباتت الان في طي الذاكرة ......خمسة وعشرون عاما مضت على تلك القصة التي بدأت حينها من طموح صبية لم تبلغ العشرين من عمرها في ذلك الوقت،عملت كمعلمة؛ إلى جانب كوني أديبة وكاتبة، وكنت من المعلمات المقربات من الطالبات اللواتي هن أمل الغد وجيل المستقبل، وهن بأمس الحاجة الى معلمة وأخت وأم في نفس الوقت أحيانا كل حسب حاجته.

كنت قريبة من الطالبات معلمة ومرشده لهن،أساعد في كل ما أوتيت من سلطة ومسؤولية، الى جانب حبي الكبير لمبحث اللغة العربية الذي نقلته الى كل طالباتي من خلال عملية التأثير الايجابي فيهن نحو هذه اللغه الرائعة والعريقة والتي تستحق ان تثمن بالذهب لانها أولا وأخيرا لغتنا الام ولغة القران الكريم.

اليوم هو أول أيامي في الحياة الحرة الخالية من الوظيفة الرسمية .حياة التقاعد حتى وان كان المبكر ولكن التقاعد الذي طالما سعيت له ليس كرها بوظيفتي وانما تعبا وكدا واجهادا مستمر فالمعلم في وطني ـ ليس تحيزا لاني كنت معلمة ـ

انسان يعطي أكثر مما يأخذ ، عمله لا يقتصر على المدرسة انما يحمل أعباءه الى البيت أيضا يعمل ويعمل وقد يتقاضى راتبه في نهاية الشهر ولكنه راتب لا يضاهي الجهد الذي يبذله ،ولكنه يحتسب عند ربه تقديم التربية والعلم والثقافة سبيلا لايجاد مجتمع متعلم واع وراق يقف بوجه الظلم اذا ما ادلهم الخطب وانعكست بوجوهنا يوما الحياة.

من هنا ومن خلف قلمي واوراقي أردد للجميع ان هذه ليست نهاية طريقي ولكنها بداية أتمنى أن تكون زاخرة بالعطاء الأدبي الذي اتمنى ان أكرس له وقتا أكثر فهو أيضا منشودي ومبتغاي فهو الذي يمثلني وأشعر أني أقوم به تعبيرا عن نفسي بمشاركة الاخرين، أما آن لهذا القلم أن ينبض بالعطاء لاجله ولو مرة واحدة.

فلطالما جاد هذا القلم بما لديه للطلبة وللتعليم،طوبي لمن امتلك قلما ينبض لنهوض الأجيال وينبض لصحوتها من الظلم والظلام ،طوبى له والف طوبى للمعلم وللكاتب فهو انسان معلم وفنان.