جمعتني الصدفة لشرف الانضمام الى جلسة خاصة صريحة , ضمت رئيس جامعة حكومية ديناميكي واثنين من اهل الرأي والخبرة الطويلة في مجال التعليم العالي , اضافة للعبد الفقير لله كمدير لدائرة في احدى الجامعات لمدة تجاوزت الخمس سنوات , حيث توصلت للتالي :
قد يقول قائل :ان الجامعة الافضل برئيسها وموظفيها الاكاديميين والاداريين وطلبتها هي الاكثر تسجيلا لبراءات الاختراع فما يلبث الاخر الا ان يرد بأننا لسنا في اليابان !!! ويجري احدهم تقييما يعتمد مدى تطبيق معايير الجودة الاكاديمية بشفافية وصدق داخل الجامعة
ولكن يبرز من يشكك في كيفية تناول تلك المعايير وتطبيقها على ارض الواقع , مضيفا بضرورة فعالية الجسم الطلابي ضمن القوانين المرعية , مؤكدا على تطوير سمعة حقيقية للجامعة على الصعيد العربي على الاقل مع تعزيز الاعلام الجامعي باللغتين الانجليزية والعربية . استمر النقاش وتشابكت الاراء حتى افصح لنا رئيس الجامعة العتيد - رئيس سابق لجامعة حكومية - بأن الجامعات على سوية متقاربة نوعا ما مع اختلاف قدرة كل جامعة ماليا , لكنه اكد على ان الجامعة الفضلى هي التي يستطيع رئيسها الافلات -
ولا اقول الرفض الجارح - من ضغوط الواسطات المجتمعية والنيابية والعشائرية بطريقة سلسة نوعا ما واحيانا بطريقة تجبر الاخر على معرفة ان الجامعة مؤسسة حكومية قائمة على القانون ولامجال فيها للتوسط او الواسطة حتى وان خسر ذلك الرئيس منصبه
فعندها يستطيع تطبيق القانون على الجميع سواسية وليس حسب المزاج والواسطة باعتبار الجامعة صرح اكاديمي رسمي وباعتبارها قائدة للتغيير الايجابي في المجتمع مستلهمة الرؤى الملكية السامية , ومستندة الى فكر عبدالله الثاني المعظم , ذلك الفكر المستنير الذي يتوجب على بعض رؤساء جامعاتنا الذين نجل ونحترم , قراءته بتمعن مستفيض , وحتى مطالعة ما بين سطوره , فيبتعد الرئيس عن الشخصنة ويرفض ان يكون له اصدقاء مقربين وربما شلة منهم لانه ليس بحاجتهم فهو قوي اصلا باستناده للقانون والتعليمات وبشفافية , وقوي لانه استنبط ما يروي به ادارته لجامعته من الرؤى الحكيمة , فبالتالي هو صديق الجميع والجميع اصدقائه .
لا يريد ذلك الرئيس الذي بلغ من العمر عتيا المزاودة على احد ولكنه استشعر موطن الخلل وساعد في تشخيصه ....., هذا بعض ما دار في تلك الجلسة ونضعه بين يدي صانع القرار .