آخر الأخبار
  العدل الأميركية: سنكشف وثائق التحقيق بمحاولة اغتيال ترمب   الاستشاري محمد الطراونة يوضح حول ما يُسمى بـ"سوبر إنفلونزا"   نائب رئيس اتحاد الكرة يوضح حول تفاصيل مثيرة للقرارات التحكيمية في مباراة النشامى مع المغرب   كم ستجني مصر من إعادة بيع الغاز الإسرائيلي؟   الشوبكي: تخفيض ملموس متوقع على أسعار الديزل وبنزين 95 في الأردن   قرار صادر عن "وزير الصحة" لتسريع حل المشاكل الفنية والطبية في المستشفيات الاردنية   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي بوفاة العضايلة   "البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية لتوريد البوتاس للأسواق العالمية   مكافآت وحوافز من أمانة عمّان- تفاصيل   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة   بيان صادر عن عشائر النعيمات بخصوص اللاعب يزن النعيمات   إصابة 4 بحالات إختناق في الاغوار الشمالية .. مصدر طبي يكشف عن حالتهم الصحية!   هل سيسلم بشار الاسد للسلطات السورية الجديدة؟ السفير الروسي في بغداد يجيب ..   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   أكثر مدن العالم اكتظاظاً بالسكان في 2025   سوريا تسعى لاستعادة بريقها السياحي   حسان وابوالسمن يتفقدان بدء أعمال البنية التحتية في عمرة   تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار   البلبيسي لامناء عامي الوزارات: هكذا نقدم أفضل الخدمات للمواطنين   الحكومة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع أميركا

شيوخ السنة ودموع الملك

{clean_title}

 كم هو مؤلم أن يشاهد المرء بأم عينه تدافع المشايخ وأهل الفتوى والعلم ممن لهم باع طويل وتاريخ كبير في الفكر الأسلامي والدعوة الى الله لاستصدار فتاوى على الطلب والمقاس وكم هو مؤلم أن نرى كبار المشايخ يتساقطون عند توظيف الدين لخدمة الغرض السياسي و عند توظيف الفتوى كأداة في الصراعات ..

تكفير المسلمين بعضهم لبعض وضربهم لرقاب بعض لحساب الآخرين وترسيخ هذا النهج الذي لا يخلو من الجهل الأستراتيجي وسيادة ثقافة القتل والتدمير التي تخالف الحقيقة الثابتة بأن الله جعل الأنسان خليفة للأعمار والبناء لا للقتل والهدم يلقي بظلال عميقة من الشك على شخص المفتي وغرضه لا بل ومستوى فهمه فمتى كان الخطأ يوما يعالج بخطأ هو شر منه ؟؟

أسئلة كثيرة تجول في ذهن كل صاحب ضمير حي ففي الوقت الذي نقف فيه ضد الممارسات الأستبدادية لنظام الأسد ونرفض فيه كشعوب كل قطرة دم تراق وكل ثروة أممية تهدر يقف الأنسان مشدوها من الأمعان في البغي ممن يزعم أنهم محسوبون على الله أفتراءا عليه فنرى البعض منهم وقد تحرك مباشرة وبالتزامن مع القرارات والتوجهات العالمية من قبل القوى الكبرى ..

لا أدري كيف يتجرأ بعض المشايخ على الله تعالى فيجعلون جزءا من عباده في الجنة وما أنبتوا فيها شجرة او يرمونهم في جهنم ولم يخلقوا فيها لهبا بتكفيرهم لجهة أو طائفة أو ملة أو مذهب - والله أعلم بأيمانها - ويدفعون الأمة لصراع دام لا مصلحة ولا خير لنا فيه سيمتد لعقود وستعاني منه كل الأجيال القادمة وسيترك أرثا كبيرا من الحقد والكراهية والدماء يحتاج للعلماء الربانيين الصادقين لمعالجته..

ومن ثم ينسى هؤلاء أن الحالة السورية أعقد من أن تفسرها أو تعالجها أو تتعامل معها فتوى بعينها فكيف يمكن أن يفسر هؤلاء أن ( 85 % ) من الجيش السوري الذي يقاتل مع نظام الأسد هم من أهل السنة وكيف يمكن أن يفسر هؤلاء قيام غالبية شيعة العراق الأحرار العرب والعلماء الكبار آيات الله من شيعة لبنان برفض اصباغ الحالة الطائفية على المشهد ويرفضون مثلا نهج المالكي أو اشتراك حزب الله في الحرب مهما كانت مبرراته وتقديراته ومخاوفه ؟؟

من أهم الآثار الأستراتيجية للقضية السورية أنها أماطت اللثام عن كثير من الخفايا وشبكة العلاقات العابرة للقارات التي لم تكن الشعوب يوما تعتقد أننا غارقون في التبعية لمشاريع الغير حتى النخاع لهذه الدرجة المقرفة وأننا كأمة عربية عبارة عن دول وجماعات وتنظيمات لا تملك أرادتها - ألا من رحم ربي - وحتى ما يزعم انها مقاومة فهي أما تبع لأمريكا أو روسيا بشكل مباشر او غير مباشر ..

من الآثار الأستراتيجية للحالة السورية أنها كشفت مقدار الفراغ في الهوية الحضارية وأننا ببساطة شعوب أقرب للثرثرة منها الى الأنجاز وأننا لا نملك مشروعا ذاتيا نهضويا نابع من حضارتنا يقودنا الى أضافة شيء والمساهمة بشيء في الحضارة البشرية سوى تسجيل الأرقام القياسية في جينس والله أعلم بما يسجلون .. من الآثار الأستراتيجية أيضا أن ما يحصل في سوريا قضى على ما تبقى من آمال الأمة في الحرية والأستقلال الحقيقي الناجز والوحدة ولو على أساس أقتصادي عندما أغدق أطراف الصراع في التبعية وزادت حالة تقسيم الامة وضعفها وتفككها لحساب مشاريع أستعمار جديدة ستطرق أبوابنا شئنا أم أبينا والجميع يشاهد أن الحل والعقد ليس بيدنا بل بيد الغرب الامبراطوري ..

من الآثار الأستراتيجية أيضا أن ما يحصل في سوريا أسقط كل الأقنعة ورسخ ثقافة الأسقاط الشعبي العربي للجميع فلا قيمة ولا ثقة بالأخوان أو البعث أو الثورات أو الحكام أو العروبة أو الشيعة أو الأصدقاء أو الجوار وقد لحق بهم أخيرا مشايخ أهل السنة ..

بأختصار هزم ما أعتقدنا يوما أنه مشروع أمة وانتصر مشروع الغرب الحضاري على الأمة رغم أنوفنا .. لا زلنا ندفع ثمن ما فرطنا في العراق ويحضرني الآن الراحل الكبير الحسين رحمه الله عندما قاتل لاجل حل عربي يجنب الجميع الحرب والأمة التفكيك ولكن هيهات وحسني مبارك موجود أما أمير المؤمنين الحالي فهو على نفس النهج وضياع سوريا وما تبقى من ريح الأمة على الابواب أما ماذا سيكتب عنا التاريخ ؟؟

سؤال كان يردده الحسين رحمه الله والجواب كان من مؤته في دموع عبدالله الثاني ..

المحامي بشير المومني [email protected]