لا تنسى الدعاء وأنت تشرب من ماء زمزم !!! بقلم / سميح علوان الطويفح أعددتُّ نفسي متهيئاً لزيارة بيت الله الحرام وكان حلماً قد تمنيته من قبل وبكل شوقاً إليه بأن يتحقق لأتمتع بالنظر إلى هذا البيت العتيق بيت الله المقدس على الأرض المباركة وعن قرب لأحيا فيه أيام معدودة للصلاة والقيام لله تعالى لما للصلاة والعبادة فيه من الدرجات الكبيرة عند صاحب هذا البيت الكريم .
فعندما أبلغت أحبائي وأصدقائي وجيراني بأنني سوف أذهب للعمرة ولأول مرة سعدوا لي وفرحوا وأخذوا يشرحون لي بكل صدق وحسن القول والكلام عن هذه العبادة الجليلة وكيفية تطبيقها والقيام بها والدعاء في الحرم المكي كوني ولأول مرة أذهب إلى تلك الديار الطاهرة مما أشعرني بقيمة الزيارة الخالصة لبيت الله العتيق والحب العميق للتمتع برؤية مهبط الوحي جبريل عليه السلام ومسرى الصادق الأمين سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله علىه وآله وسلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين أجمعين .
ولعل شدَّة ولهي وشوق لزيارة بيت الله الحرام وحلمي الذي آن له أن يتحقق بفضل الله ورعايته بالعمرة جعلني لا أستطيع تصور مدى فرحي وسعادتي بها وسروري الذي لا يكاد يحتبسه قلبي إلا ولاحت له نسائم تلك الديار الطاهرة التي بُعث فيها خير عباد الله وسيدهم النبي الأمي العربي محمد بن عبدالله صلى الله علىه وعلى آله وصحبه وسلم ونزول الوحي جبريل عليه السلام ليزداد القلب خشوعاً على خشوع وفرح على سرور كون الموقف في النفس عظيم ، وهل هناك موقف أعظم من زيارة العباد لبيت خالق العباد الله الواحد الأحد الصمد خالق الأرض والسموات وما فيهن سبحانه تعالى المتعال القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير .
قال لي أصحابي ممن زاروا مكة وتشرفوا بالصلاة ببت الله الحرام سوف يكرمك الله بالصلاة فيه وستشعر بما شعرنا به من طمأنينة وخشوع لله وستترقرق عيناك بالدمع من خشية الله في بيته المقدس الطاهر وستحس بالنشوة العارمة في إقامة الليل والنهار في العبادة لله والصلاة على نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأدعوا لك ولنا الله أخي بأن يثبتنا على الإسلام ويصلح أحوالنا ويهدي أبناءنا ويرزقنا من رزقه الواسع الوفير ، وأدعوه أيضاً بأن يوحد كلمة المسلمين ويقوي عزيمتهم وينصرهم على من عاداهم فهو نعم المولى ونعم النصير ، ولا تنسى يا أخي عندما تشرب من ماء زمزم أن تقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ماء زمزم لما شرب له"
فلذلك إخوتي لنخلص النية إلى الله ولرسوله ولندعوا الله أثناء شربنا لماء زمزم بما تجود به أنفسنا لنا ولإخوتنا المسلمين في جميع أقطار الأرض النجاح والتوفيق والذرية الصالحة والعلم النافع والرزق الواسع والشفاء من كل داء ، وأن يحسن الله ختامنا وينصرنا وينصر إخواننا ممن وقع عليهم الظلم والقهر والإستعباد أن يرحم شهدائهم ويمدهم بجند من عنده ويرزقهم النصر على من عاداهم ويعم الخير والأمان بلادهم ويهدي حكامهم ويصلح حالهم لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب .
فالحمدلله تعالى الذي إصطفاني بين إخوة وأحباء وأصدقاء وجيران لي جعلوني أشعر وكأنني ببيت الله الحرام أخلص له عبادتي وأجدد له عودتي وأبث له دعوتي فلله الحمد والشكر على أنني عزمت له الزيارة لأشد الرحال لضيافة أقدس بيت في الأرض بيت الله الحرام . فعن العمرة قال أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " ،
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الحجاج والعمَّار وفد الله ، إن دعوه أجابهم ، وإن إستغفروه غفر لهم"،والعمرة هي الحج الأصغر ، فهي مأخوذة من الإعتمار وهو "الزيارة" وفيها يحرم المعتمر من الميقات ويطوف طواف العمرة ثم يسعى ويحل من إحرامه بالحلق أو التقصير .