أقلــب صفحــات الجرائــد اليوميـــة ، وأنتقــل الى المواقــع الإلكترونيـــة لأقــرأ الأخبـــار والمقــالات والأخص لبعـض الكتــاب التي إعتــدت على قراءة مقالاتهــم وتعليقاتهـــم ، فـأصـاب بألــــم وإحبــاط ، من كثـرة الإختلافــات في الرأي ووجهــات النظــر ، في الذي يجــري حولنــا من أحـــداث ، وبالــذات في الشـــأن الســـوري . وجهــات متعارضـــة ، وأحيانـا تصـل الى الإصطفـاف في معسـكر هــذا أو معسـكر ذاك ، كل يعتبـر وجهة نظره هي الصائبــة ، وأن غيــره هــو المخـطأ لأسباب شخصية أو حزبيـــة أو أسـباب أخــرى ، رغــم ان بعض تلك الآراء قــد تضـر بمصالــح الأردن وعـلاقاتهــــــا .
إن ما جــرى على أرض القصيـــر السـوريـــة ، قــد وســع من الشـــرخ الذي ابتــدأ منذ ان احتدمــت المعـارك العسـكريـة بين المواليــن للنظــام السـوري ، والمدعوميــن من إيــران وحزب الله على وجــه الخصـوص ، وبين مقاتلـي المعارضــة السوريــة ومن يدعمهــم من القوى الاسلامية السـنية ، بعــد أن أصبــح الطابــع الطائفــي يطفـــو واضحــا على السـطــح ولا أحـــد يســتطيــع أن يخـفيـــه أو ينـكـــــره .
إن ما يجـري على أرض سـوريــا الآن هو إنتحــار وتـدميــر لأرض عربيـــة عزيــــزة بالرغــم مـمــن هــو الذي سـينتصـر فيهــا في النهـايــة ، علمـا بأن النصـر سـيكـون على حســاب الشــعب الذي قتــل أبنــاءه ، وهجــرت عائلاته بكل ما تعني كلمــة الهجــرة من قســوة ومعانــــاة .
ان المنتصــر الحقيقـــي في هذه المعركــة هـم الصهاينــة ، الذين لا بــد أن تكـــون لأيــاديهــم دور في مزيــد من إشــعال الحرائــق والفتـــن ، وإطالـــة أمـــد المعركــة لأن ذلك سيسـبب المزيـــد من الخراب والدمــار ، وإضـعاف للجيش السـوري والمقاومـــــة عموما ، والتي كانوا يحسـبون لهــا ألــف حســاب . إن الأمــل مــا زال معقــودا على الشـرفاء في هــذه الأمــة حكــاما ومواطنيــن ، أن يتصــدوا لهـذه المؤامــرة التي تريــد لســوريا لا قــدر الله الخـراب والدمــار ، وأن يتفــرق الشـعب العربــي ، وتفـتــت قــواه بإبــراز ان المعركــة أصبحــت طائفيــــة بعــد أن أفرغوهــا من مضمونهــا وأهــدافهــا الوطنيــــة التي انطلـقـــت من أجلهــــا .
إنـنا في الأردن مطالبيــن أكثــر من غيرنــا أن نغلــب مصلحــة الوطــن علـى كـل المصالــح ، وأن يكــون التفافنــا حول قيادتنــا هو الأســاس وليس حول تلك الجهـــة أو الطائفـــة ، وأن لا ننجـــر في ذلك الصــراع بأي شــكل من ألأشــكــال ، مهمــا كانت الفتنــة ومن يحركهــا ويوجههــــا .
أنـنــا وقــد اكتوينــا بنــار الهجــرة التي أثــرت اقتصاديــا وماديــا على أردنـنــــا لا بـــد أن نعـي أخطــار المزيــد من تلك الهجــرات ، وأن يكــون العمــل والدعـــم لأبنــاء الوطـــن أولا والإهتمــام بمحافظــات الوطــن وخاصــة في الجنــوب أكثـــر لما تعانيــه من قلــة في الاسـتثمــار والخدمــات وكثــرة العاطليــن عن العمــل فيهـــا، ونحمــي ترابه من أن يمـس من أي جهــة كانــت ، ليبقــى الأمـــن والأمــان في وطنــنــا هــو واقعـــا نعيشـــه لا شـعــارا نرفعـــــــــــــه .