آخر الأخبار
  نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص   الأشغال: البدء بإعادة إنشاء طريق محي-الأبيض في الكرك   أجواء مشمسة ولطيفة في اغلب المناطق اليوم وانخفاض ملموس الأحد والاثنين   تعرف على سعر الذهب اليوم السبت في الاردن   الفنان ايهاب توفيق برفقة المنتج عنان عوض في قهوة أبو نعيم / صور   نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما   تقرير بريطانيّ يكشف ما تخشاه ايران من الانتقام الاسرائيلي!   نقابة الأطباء تقيم يوم طبي مجاني في عمان   كتلة هوائية باردة جدًا من أصول سيبيرية تؤثر على الأردن   الافتاء تدعو الأردنيين للمشاركة بصلاة الاستسقاء   الأردن .. الدفاع المدني يتعامل مع 51 حادث اطفاء   الأردن على موعد مع موجة برد سيبيرية مبكرة: برودة شديدة وصقيع منتظر الأسبوع المقبل   أجواء لطيفة في معظم المناطق اليوم وكتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن الأحد   الخيرية الهاشمية”: إرسال أكثر من 57 ألف طن من المساعدات إلى غزة منذ بدء العدوان   نحو 6200 لاجئ غادروا الأردن منذ مطلع العام لإعادة توطينهم في بلد ثالث   وزير الدفاع الإيطالي: سنضطر لاعتقال نتنياهو إذا وصل إلى إيطاليا تنفيذًا لمذكرة الجنائية الدولية   هل تتضمن موازنة 2025 رفعاً للضرائب؟ الوزير المومني يجيب ويوضح ..   البنك الأردني الكويتي يبارك لـ مصرف بغداد بعد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق   الإدارة المحلية: 75% من موازنة البلديات رواتب للموظفين   توجيه صادر عن وزير الاشغال العامة والاسكان المهندس ماهر ابو السمن

الاوهام ويوم النكبة

{clean_title}

الأوهام ويوم نكبتنا نحن نؤمن ان لكل فرد احلامه ولكن ليست احلام اليقظة كما نؤمن ان عصر المعجزات قد انتهى مع موت خير البشر واخر الرسل عليه الصلاة والسلام وان الوهم والاوهام هي حالات تصيب الانسان الصحيح والعليل لمراحل مؤقّتة او دائمة وقد تكون من امراض العصر نتيجة ظروف معيشيّة او بيئيّة محيطة بالفرد او معايشة له .

ولكي لا نخلط الامور فالوهم يختلف عن الحلم وكلاهما يختلف عن الطموح فهذا بحاجة للتحضير والتجهيز والاستعداد بينما الوهم والحلم مع اختلافهما بحاجة للخروج من الواقع الى عوالم اخرى ترتبط بالفرد نفسه والظروف الاسرية والاجتماعيّة والبيئيّة والصحيّة والنفسيّة المحيطة به .

المعايير الرئيسة الثلاثة للمعتقد الذي يمكن اعتباره معتقدًا وهاميًا هي اليقين (الذي يكون راسخًا في النفس عن اقتناع مطلق) وسوء الفهم غير القابل للتصحيح والذي لا أمل في تصحيح اعوجاجه (أي لا يتغير بالمناقشة أو الدليل الذين يتصفان بقوة الحجة ويهدفان إلى تصديق الشخص المصاب بالوهم بعكس ما يعتقده) واستحالة أو زيف مضمون المعتقد (يكون المضمون الخاص بالمعتقد غير قابل للتصديق أو شاذ أو غير حقيقي بشكل واضح)

ولا تزال هذه المعايير قائمة في تشخيص الطب النفسي الحديث لحالة الإصابة بالوهم. وفي أحدث تعريف للوهم انه معتقد زائف مبني على استدلال غير صحيح عن حقيقة خارجية يتمسك به الشخص بكل قوة على الرغم من أن ذلك يتنافي مع معتقدات كل من حوله تقريبًا.

وعلى الرغم - كذلك - من وجود إثبات أو دليل واضح ولا يقبل الجدل على عكس ما يعتقده هذا الشخص. ولا يكون هذا المعتقد مقبولاً بشكل عادي من قِبل الأفراد الآخرين الذين يشاركون هذا الشخص نفس الثقافة.

واسوء الواهمين حالا هم عامّة الشعب او من يقال عنهم الطبقة الصامتة ويُشفق عليهم لسببين الاول هو انهم لا يستمعون وليس لديهم الاستعداد لسماع تشخيص حالتهم وثانيها انهم لا يملكون اي مقوِّمات لذلك الوهم فاصبحوا إجتماعيا كمن هو واهم انه سيربح الجائزة الاولى في اليانصيب وهو لم ولا يفكّر بشراء ورقة السحب على الجائزة او كمن يفكّر انه سيجلس على كرسي الحكم وهو لا يعرف اي من جيرانه وهم لم يسمعوا به .

والوهم قد يكون ناتج عن مرض كالوسواس او زيادة التحسّس من شيء ما او التخوّف منه وقد يكون ناتج عن الخرف نتيجة كبر السن او تعب بعض اعضاء الجسم عن القيام بوظائفها على الوجه الصحيح وفي كلا الحالات الله اعلم والاطباء اقدر على الحكم على الحالة حيث انني لست بطبيب او مُشخِّص للمرض .وحديثي ليس عن الخرف والمرض وانما عن اوهام باتت تدور في خلد الناس في مجتمعاتنا العربيّة دون اساس او استعداد او مقوِّمات لها على كافّة الصعد الاجتماعيّة والوظيفيّة والسياسيّة وغيرها .

ومن الاوهام الشائعة عند البعض ان فلسطين ستعود خلال هذا العقد من الزمن مع ان كل الظروف المحيطة في المنطقة والعالم تدل ان معظم دول العالم القويّة وذات النفوذ تعمل على حماية اسرائيل وشعبها ودولتها من الزوال كما ان العرب ليس لهم اي باع لإزالتها عن الخريطة فهم غير قادرين على زحزحتها شبرا واحدا من الارض التي احتلّتها منذ ست واربعون عاما ناهيك عن الارض التي اقاموا دولتهم عليها قبل اكثر من خمس وستّون عاما .

ونحن الاعراب نتذكّر اليوم نكبتنا قبل خمس وستّون عاما يوم توهّم الفلسطينيّون انهم راجعون قبل ان ينقضي الليل وتركوا السراج شاعلا وامتد الليل واعتقدوا ان هجرتهم لن تطول كثيرا وطالت الغربة واصبحوا في خيام هنا وهناك وتولّد لهم ابناء ومات بعضهم في العراء واصبحوا هم و اولادهم واهمون بان هناك عودة وخجل كل من سمّاه اباه عودة ولكن ذلك الوهم لم يكن مرضا وإنما نمط حياة يتغنّى به الفقير على امل كاذب ويتغنّى به السياسي الديماغوجي ليسوّق به نظريّات ماركس ولينين والبنّا ويتغنّى به من يحمل السلاح سواء مضى شهيدا في سبيل الله والارض او يتنقّل ببارودته من بلد لاخر ليزرع الفساد ويسيء لسمعةالشعب الجريح .

وهكذا كانت الاوهام عندما خرجنا من الاندلس والاسكندرون وفي كل حالة كان جهلنا هو سلاح عدوِّنا وخنجر نحرنا .......... فمن 93% من مساحة الارض الفلسطينيّة قبل هذا اليوم عام1948 كانت مع الفلسطينيون الى 77% من تلك الارض اصبحت مع اليهود بعده وفي عام 1967 ابتلعت اسرائيل بقيّة الارض الفلسطينيّة وما زلنا نتوهّم بحق العودة والمبادرة العربية والموقف الاوروبّي والمنظّمة الإسلاميّة والجامعة العربيّة ولكن كلُّها اوهام وامراض نحملها في عقولنا وصدورنا والحقيقة الوحيدة هي انّ اسرائيل باقية ولن تتغيّر إلاّ بإرادة رب العالمين فقط !!!

فإذا كان الفلسطينيّون أنفسهم غير متّفقين وكل فريق اسوء من الاخر بل ويفضّل التقارب مع العدو ليحوز على كرسي الذل والمهانة وكل لقائاتهم بروبوغانديّة لرش الرذاذ في عيوننا ويلهم من عذاب شديد . حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة من كل سوء وابعد الاوهام عنه.