معظـم دول العالـم تهتــم بمواطنيهــا أشـد الإهتمام إن أصـاب أو أخـطــأ ، كان في داخل الوطــن أو خـارجــه ، تراعـي حقـوقــه ، وتتابــع قضـايــاه مهما كانت ، خـاصــة إن وقـع في مشـكلـة ، أو تعــرض لإعتــداء من أي نــوع خاصــة من يتــم خطفهــم وإعتبارهــم رهائــن أو أســرى في أي دولــــة من الدول
أنظـمتنــا العربيــة لا تعيــر مواطنيهــا مثل ذلك الإهتمام ، او حتى نســـبة بسـيطــة منــه ، ربما تتجاهــل الموضـوع ضعفــا ، أو لكـي لا تكـون في موقــف حــرج ما بين مواطنيهـــــا وتلك الــدول التي قــد يقع أحــد المواطنيــن منهــا في مشـكلة ، أو تم خطفــه أو أســره ، بحكم أن مواطنيهــا أكثــر الناس معرضيــن لذلك ، بسـبب التهمـة الملاصقــة لهــم وهـي الإرهــاب ، والتي كانت وصـفــة ملفقــة تعاون الصهاينــة والغرب وأمريكــا على إخراجهـــــــا
الأســرى الفلسـطينيــون وبعض إخوانهــم الأسـرى من الجنسـيات العربيــة ، الذين يقبعــون في سـجون الإحتلال الصهيوني ، يعانــون أشــد المعانــاة من أنواع القسـوة والتعذيب والإضطهــاد التي يتعـرضــون إليهــا، ويحرمون من أكثـر الحقــوق ، التي يتمتع فيها الأسـير في الدول الأخـرى ، محاكمــات ظالمــة ، وســنين طويلــة يحكـم فيها على المتهم بحكم قوانينهم الجائـرة ، وعـزل إنفــرادي ، وزنازيــن ضيقــة ، وحرمــان من كثيـر من الحقـوق التي كفلتها لهــم القوانيــن الدوليــة خاصــة من بنود معاهــدات جـنيـــف التي إهتمــت بحقــوق الأســرى ومعاملاتهــم ، بما عــرف بمعاملــة الأســرى والمعتقليـــن
إن الأســير الفلسـطيني الذي وقع في أيــدي الصهاينــة في معـركــة ، أو إعتــداء مدبــر منهــم ، وهـو يـدافع عن حقــه في الحريــة وتحريـر أرضــه المغتصبــة ، يعانــي أشــد أنواع القسـوة والحرمــان ، من جلاديــه الصهاينــة ، ويتعــرض للتعـذيب ، وتجــارب طبيــة ودوائيــة عليــه وهــو حـي يـرزق ، ويتــرك كثيــرا وهو يعاني من بـعـض الأمــراض دون رعايــة طبيــة ، وتأميــن الدواء اللازم لعـلاجــه ، مما زادت حالة الكثيــر منهــم سـوءا وبعضــهــم توفـي نتيجــة ذلـــك
إن الأســرى الأبطــال المحكوم عليهــم بسـنوات طويلــة ، يضـربـون كثيـرا عن الطعام ، تعبيـرا عن رفضهـــم للإحتــلال وللمعاملــة السـيئة التي يعانون منها ، ولكـي توصل رسـائلهــم الى العالم ليتعاطفــوا مع قضاياهــم العادلــة، ويفــرج عمن يعاني من الأمـراض أو من إنتهت محكوميتهــم .
إن كثيــرا من الأســرى قد توفوا نتيجــة تلك الإضرابات عن الطعام ومـا رافقهــا من إهمــال وســوء معاملــة، وهــا هو الأســير البطـل ســامر العيسـاوي ، وبعـض رفاقــة قــد جــاوز إضرابهــم عــدة شــهور ، وأصبحــوا معرضيــن للمــوت في أي لحـظــة جـراء ذلــك ، دون أن نــرى موقفا عربيــا قويــا ، وتحـركــا شـعبيــا عربيــا ، يحمــل قضيتهــم ويعرضهــا في المحافــل الدوليــه ، تأييــدا ودعــوة للضغط على الصهاينــة من أجــل معاملــة أفضل ، وإطلاق ســراح الكثيــر منهـــــم .
إن ألأمــل معقـود على قيــادات الشـعب الفلسـطيني والأحــرار والشـرفاء من أمتنا العربيــة والإســلاميــة ، أن يتحـركوا بصــورة مشـرفـة ومســؤولــة ، خاصــة وأن بعض الـدول لها علاقــات واتفاقيــات مع الصهاينــة تمكنــهـم من الإســتفادة مـن ذلك ، للضغط عـليهــم للإفــراج عن كثيــر منهــم ، وتحســين معاملــة الأســـرى الباقيــــــــــــن .