كان يوم العشرين من الشهر الجاري , يوم نصرة للقضية الفلسطينية العادلة , على شاشة الجزيرة البلقان , التي استضافت الشاعر المقدوني الكبير باندة مانويلوف في برنامج خاص بعنوان ( ألمقدوني الفلسطيني ) . كما واستضافته قناتان أخريتان هما تيرا وقناة أوربيس وتحت نفس العنوان .
وباندة مانويلوف كنت قد نشرت قصتي معه تحت عنوان باندة مانويلوف ومحمود درويش وأنا ضمن مذكرات ليست شخصية ... هو شاعر من مدينة بيت اولا ولاجيء من مقدونيا الإيجية , يقدّره الفلسطينيون ويجلّونه . ولأن آخرون كتبوا عن فلسطين , فهو لا يعتبر نفسه أنه اكتشف ماءاً ساخناً , لكنه يهاجم كل الذين لا يتخذون مواقف مؤيدة وداعمة لنضال الشعب العربي الفلسطيني .
ولد مانويلوف عام 1948 مُهجّراً وهو نفسه عام النكبة الفلسطينية ليلد الإستعمار العالمي دولة الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية ... وفي السادس والعشرين من أيلول عام 1982 نشر قصائد عدة عن فلسطين مقارناً فيها بين النكبتين الفلسطينية والمقدونية .
بعد أن حركّت مشاعره وأحاسيسه مجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت في السادس عشر والثامن عشر من نفس الشهر ... ويسرد البرنامج الوقائع التي تلت حتى اغتيال الوزير الشاهد إيلي حبيقة في الرابع والعشرين من يناير قبل عشرة أعوام عندما قرر الذهاب للإدلاء بشهادته عن المجزرة والتي قيل إنه ضمن المتهمين بفعلتها لتختفي الجريمة الشارونية القذرة وشركائها .
إستعرض مانويلوف في كلماته الإستكبار العالمي تجاه وطنيه مقدونيا وفلسطين . وأكد أن الحل لن يحدث قبل تغير موازين القوى السائدة , فالتدخل الخارجي أفشل انتفاضة إيليندِن المقدونية بعد أن شق صفوف منظمة العمل المقدوني الداخلي وأحدث الشرخ في صفوفها وجعل منها صفّاً ضد الآخر . ونفس الشيء أوقعه بين حماس وفتح , ليتحالف مع من يخدمه ويطيع الإحتلال .
ومما قاله باندة : أبلغني البروفيسور قسطنطين بيتكوفسكي في الخامس والعشرين من يناير عام 2007 أن العربي الفلسطيني عباس الذي نقل للعربية قصائدي الفلسطينية سيدافع عن شهادة الإختصاص العالي في معهد الدراسات الإجتماعية والسياسية والحقوقية العالي في تمام الساعة العاشرة من صباح التاسع والعشرين من ذات الشهر .
ولما حضرت قبل الموعد بنصف ساعة للتعرف عليه , عانقني العرب جميعاً في القاعة وصاحوا قائلين : أنت أخانا ! أنت مَن خلّدت فلسطين ! فعلاً : فلسطين , قضيتهم المركزية , ويتوحدون لأجلها . عكس أنظمتهم ! . وألحّ علي صديقي إفان تشابوفسكي بإصدار تلك القصائد في ديوان شعري خاص .
لا أخشى التهديدات الصهيونية , فأنا لست ضد اليهود ومنهم من حارب ويحارب الصهيونية مثل ألبرت آينشتاين و نعوم تشومسكي وداستين هوفمان وكثيرون غيرهم . هكذا أجاب ميلكا سميليسكا التي أعدت التقرير وبثته على قناة الجزيرة البلقان . وفيما أشاد الوفد الكنسي المقدوني الذي التقى الوزير الفلسطيني زياد بندك في السادس والعشرين من تموز عام 2011 بنضالات المسيحيين الفلسطينيين , أقر البندك بخرافة المذابح اليهودية وزار معسكرات الموت البولندية بعد عام فقط . وتسائل باندة ( ألمستشار الثقافي لبلدية بيت اولا ) : لماذا لا يعي الساسة أن شعوبهم تكرههم عندما تراهم يركعون لأعدائها .
أللقاء , حدده , باندة يوم عيد ميلادي الخمسين . ليرسل إليّ تقريراً مفصلّاً موثقاً بالصور عن محطات هامة بثّها عبر القنوات الثلاث وسبع صحف بلقانية في كرواتيا التي درس فيها وصربيا ومقدونيا , تتعلق بالذاكرة اليوغوسلافية عن نشاطات الفلسطينيين فيها في الماضي والتي لم تثمر شيئاً لتردي الوضع العربي .
وهو متفائل بالربيع العربي لأنه تضحية شعبية عظيمة تنمّ عن رفضها لبقاء ظلم الصهاينة الذي ما فعلت الأنظمة ما يلزم لإزالته . وأرسل لي قصيدته ( لسنا مهزومين يا سوريا ) وطلب مني إعادة نشرها مع النّص على أن أعده بنشر الذاكرة اليوغوسلافية عن القضية الفلسطينية والتي أظهر فيها موقفه بمجريات لا تزال تظهر نتائجها .
لسنا مهزومين يا سوريا
لا , لسنا مهزومين
سوريا , حبيبتي !
لا , نحن لسنا عبيداً !
ليس بمقدوري تحمل
هذه الحياة التي لا تطاق ,
هذا الجحيم !
من الأفضل لو أنني في السماء
نجمة عربية !