آخر الأخبار
  فيضانات مفاجئة في آسفي المغربية تخلف 7 قتلى و20 مصابا   المواصفات والمقاييس: المدافئ المرتبطة بحوادث الاختناق مخصصة للاستعمال الخارجي فقط   الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة   الملك يطلع على خطة تطوير "عمرة" .. وهذا ما شدد عليه   بعد هجوم سيدني .. "الخارجية الاردنية" تصدر بياناً وهذا ما جاء فيه!   ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات   قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن   الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال   مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط   عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة   فيتش سوليوشنز: توقعات بتواصل خفض الفائدة في الأردن خلال 2026   أبو غلوس إخوان يطلقون حملة عروض خاصة بمناسبة نهاية العام في جميع الفروع   النائب أبوهنية المحاسبة ستطال أي جهة كانت في حادثة المدافئ

أيها العربي لا تحلم !

{clean_title}

يحلم المواطن العربي ولا ضرر في أن يتمنى كذلك ، فهو بشر مثل سائر سكان المعمورة يتعلق بالأحلام والأماني فتلك أمور من أبسط الحقوق التي كفلتها ودعت إليها الأديان والدساتير والقوانين العالمية ، وحين أشتد الظلم وكبر الحلم نزل الى الشارع ونادى عالياً ، عيش وحرية وعدالة اجتماعية ورغم ان الشعارات قد اختلفت من بلد لأخر إلا أنها كانت وما زالت ذات مضمون اجتماعي وسياسي واحد

 ولكن ماذا جنى أو حقق المواطن العربي من هذه الشعارات وهل أصبح ما حلم به حقيقة أم أن ساسة آخر هذا الزمان ،أصحاب الذقون الطويلة والفكر القصير ، قتلوا فيه كل تلك الأماني حين أغدقوا بالوعود الكاذبات على رأسه ، حتى مل فصل الربيع بشهوره المثقلات بالدم والسحل والتحرش الجنسي في الساحات والميادين ؟!!

نعم فلم يقتصر فعل الإخوان على الكذب كل محفل ومناسبة وقتل الأماني ودفن مبادئ الثورة النبيلة ، وإنما وصل الى أجساد البشر فقتل من قتل وسحل من سحل وباتت النساء الثائرات المشاركات في الثورة وفي زمن الإخوان المسلمين ،بنات هوى نزلن للشارع لعرض أجسادهن وإغراء الشباب ،وليس للمناداة بحقوقهن الطبيعية أسوة بالرجال ، بينما من يدقق بالأمر وخاصة بمصر المحروسة سيعلم أن 70 % من البيوت المصرية تعولها نساء !

وبالرغم من هذه الحقيقة ففي عرف الإخوان ان لا دور محوري للمرأة في مجتمعنا ،وأنها يجب ان تكون ملحق بالرجل و صفر مهمل على شمال الرقم لا قيمة له !،حتى وحين أراد الإخوان المسلمين أن يثبتوا للمجتمع أنهم مع مشاركة المرأة في مختلف الميادين وأولها إعداد دستور البلاد ، أتوا بعضوات من جماعتهم وقد اقتصرت مشاركتهن على بحث قضايا فرعية من قبيل سن الزواج والحجاب وقضية ختان الفتيات !

فكر غريب يريد من خلاله الإخوان المسلمين تطويع الشعب بآسره لمنهج إسلامي جامد لا يراعى في تطبيقه متطلبات العصر ولا الحضارة التي نحياها ، والمدهش على سبيل المثال وليس الحصر نظرتهم لقضايا التحرش بالنساء أثناء مشاركتهن بالميادين ، وادعائهم بفخر ان اغلب من تعرضن للتحرش أو الاغتصاب هن صليبيات وطبيعي ان ينظروا لهن باعتبارهن كافرات ، ولا حقوق أخلاقية أو مدنية لهن !

أن هذا الوصف البغيض والخالي من كل منطقية ، بل والإسلام براء منه يؤدي بنا الى فهم طبيعة نظرة الإخوان المسلمين للمرأة في سياق تجريدها من كل حقوقها بسبب العرق أو الجنس أو الدين والتعامل معها فقط ،على أساس جسدي دون الأخذ بعين الاعتبار ان لها حقوق سياسية واجتماعية عديدة ، ومن الطبيعي كذلك ان نستنتج ، ان فكر الإخوان بزمننا الغريب يفترض ان الرغبة في الإبداع والتحرر الفكري في عرفهم ودينهم هو حق شرعي للرجل فقط !

والقصة لا تنتهي في القائمة الفكرية للإخوان المسلمين عند أسلوب التعامل مع المرأة في الميادين ، وإنما ينسحب أيضا على أسلوبهم في إدارة الدولة ، فقد أتوا للحكم من أقبية السجون المظلمة والتي مكثوا فيها لسنوات طويلة بعيدا عن الواقع والتطور الطبيعي لفكر المجتمع ، اعتقدوا خلالها ان الزمن قد توقف عند فكرهم العتيق والجامد وتجاهلوا فكرياً وعملياً إن لهم شركاء في المجتمع من قوى سياسية أخرى ولا يجب الاستهانة بهم !

كما أن تمسك حركة الإخوان المسلمين بالكذبة الكبيرة المسماة المؤامرة على الشرعية والثورة ،أو الغول الملقب بالطرف الثالث وفلول النظام ، هو نهج يراد من خلاله تشويه القوى السياسية المعارضة لحكمها سواءً في مصر أو تونس وبالتالي الهروب السريع نحو فرض كل ما هو مخالف للمنطق والشريعة حتى !

وختاماً على المواطن العربي أن يصل للقناعة المطلقة ، انه لمن الجهل الوثوق بحركة الإخوان المسلمين اليوم أو غداً ولا يجب حتى أن يحلم بأن هناك بصيص أمل في تحقيق أيا من الشعارات التي رفعت أثناء الثورة ، فالإخوان قوم لا يؤمنون بالأخر ولا بالمعارضة ولا بالشفافية في الحكم وسيأتي زمن يثبت ان الشعوب العربية استبدلت نظم الطغيان بنظم الطوفان !!