آخر الأخبار
  "أمانة عمان" تكشف عن كميات عصائر مصنعة يدوياً تم إتلافها منذ بداية رمضان!   الشرع: موالون للأسد ودولة خسرت نفوذها بسورية وراء الهجمات   ناشر وكالة جراءة نيوز المحامي سامر برهم يعزي الاخ والصديق خلدون توفيق الجدع بوفاة والده   الأمم المتحدة تطالب باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة   بعد قطع الكهرباء عن قطاع غزة .. "الخارجية الأردنية" تصدر بياناً وهذا ما جاء فيه!   الملك يؤدي صلاة المغرب في المسجد الحسيني وسط عمّان   "الألبسة والأقمشة": أسعار الموسم الحالي ستنافس مواقع البيع الإلكترونية الخارجية   الحكومة الاردنية تتحدث حول أسعار المحروقات عالمياً   مذكرات تبليغ وقرارات إمهال مطلوبين للقضاء   رأفت علي يوجه رسالة إلى جماهير النادي بعد تصريحاته التي أثارت الجدل   حرمان أحد الموظفين لراتب التقاعد المبكر بسبب "قرش واحد فقط" واجراءات "السيستم"!   هذا ما تم ضبطه في أحد الملاحم بمحافظة إربد!   عطل مفاجئ يضرب منصة X في الأردن   عمّان.. إصابة بليغة بحادث دهس في مسار الباص السريع   تجارة الأردن: عودة الهدوء للأسواق بعد انتهاء ذروة رمضان   النواب يرفع إجازة الأمومة إلى 90 يوما   النواب يوافق على اتاحة تسمية رئيسين لإدارة التلفزيون وبترا   تعميم صارم من الامن العام: ضبط كل من يقوم بإشعال الخريس (السلكة) بالشوارع   الأردن.. الأمن يحذر من مخاطر لعبة إشعال النار بـ(السيلكة)   النائب صالح العرموطي أصمت واخرس أيها النكرة الغازي

مقدونيا تستجدي الصهاينة ( ألحلقة الرابعة والأخيرة )

{clean_title}

 ظل الوضع العربي كما هو على حاله طيلة قرن المؤامرات المنصرم ، وها نحن نشهدهم فلولاً مع بقايا الأنظمة الفاسدة .

لقد أُزيحت لوحة الإمبراطور بوريس الثالث من القدس . وأما نائب رئيس البرلمان ( ديميتار بيشيف ) الذي اتخذ الإجراءات الفعلية لإنقاذ اليهود البلغار فقد حظي باحتضان الصهاينة له .

وقد اتهمت السلطات البلغارية اليهود المقدون الناجين من الموت بأنهم يقفون وراء إزاحة لوحة الإمبراطور بوريس .

وتعليقاً على ذلك , قال البروفيسور البلغاري ميخائيل أوغنيانوف أن الكراهية التي غرسها الفاشيون البلغار هي التي جعلت يهود مقدونيا وتراقيا يردون بالحقد على السلطة البلغارية ورمزها بوريس الثالث .

فقد أبرق فيكتور مزراحي ممثل الإتحاد اليهودي المقدوني برسالة منه حمّل فيها مسؤولية تصفية يهود مقدونيا وتراقيا للإمبراطور بوريس وحينها أُنزلت صورته .

ولما طلبت صوفيا الرسمية رداً من إسرائيل على قضية إنزال الصورة , جاء الرد من أربعة عشر مثقفاً وأكاديمياً بلغارياً الذين وقعوا بياناً أوضحوا فيه أن الفضل في إنقاذ يهود بلغاريا يعود للشعب والكنيسة البلغاريين وليس للإمبراطور .

وما دام الأمر كذلك , فإن بلغاريا بريئة من حرق اليهود وتصفيتهم ، فالمسؤول الحقيقي عن هذه الفعلة هي الإدارة المقدونية وإدارة تراقيا اللتين لم تفعلا شيئاً لإنقاذ يهود كل منهما لو صحّ النبأ .

وتبعاً للبيان المشار إليه , جاء رد من السفارة الإسرائيلية في صوفيا يوضح بأن اللوحة كانت ملكية ليهود بلغار أخذوها معهم في طريق هجرتهم إلى الولايات المتحدة قبل هجرتهم الدائمة إلى فلسطين ،ولا يمكنهم نسيان تصفية أحد عشر ألفاً من يهود مقدونيا وتراقيا في المعسكر النازي ببولندا . 

وفي الوقت الذي أبدى فيه اليهود البلغار المقيمون في لوس أنجلوس عن بالغ شكرهم وتقديرهم للإمبراطور بوريس الثالث الذي أنقذ حياة خمسين ألف يهودي وحماهم وحافظ عليهم .

نشرت صحيفة هاآرتس تقريراً عنه وصفته فيه بمعاداة السامية وأكدت أنه التحق بمحور روما - برلين لتصفية اليهود في محارق النازيين . ونشرت صحف صهيونية أخرى صورة له وهو يصافح هتلر بحرارة .


ويورد الكاتب تسفيتانوسكي بياناً أصدرته لجنة مختصة حمّلت في الإمبراطور بوريس المسؤولية عما جرى لليهود لأن مقدونيا وتراقيا كانتا تحت الإحتلال البلغاري .

وأشار إلى أن الحقد البلغاري على اليهود بدأ مع نهاية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي ومع ظهور منظمات عنصرية في بلادهم وفي مقدمتها رابطة الفيالق الوطنية التي جعلت من ممتلكات اليهود وأملاكهم عرضة لتكسيرها وتحطيمها وتدميرها حسب الكاتب .

مما اضطر بعضهم للهجرة إلى فرنسا والولايات المتحدة . ويرى الكاتب أن قانون حماية الأمة الذي أقرته الحكومة عام 1940 إنما كان ضد اليهود , فقد ألزمهم بارتداء النجمة السداسية الصفراء لدى مراجعتهم دوائر الإستملاك والبنوك والدوائر الإقتصادية وما إلى ذلك .

و الأدهى أن الإمبراطور لم يفعل شيئاً للحد من ظاهرة العداء لليهود التي كانت شائعة في بلاده . وهنا , يبدو جليّاً أن العداء لليهود كان شعبياً وفي جميع البلدان وليس لدى هتلر لوحده الذي كرههم منذ طفولته عندما اكتشف بأنهم أهل فتنة وخداع ولا يعيشون إلا بذلك .


ألنائب اليهودي آنسين بيهار يقول إن اليهود في زمن الحرب كانوا يختبئون في منازلهم جراء سياسة معاداة السامية .

ويعود الكاتب للتذكير بدور ديميتار بيشيف نائب رئيس مجلس الشعب البطولي الذي جمع تواقيع ل 43 نائباً لرفض ترحيل اليهود وحذر وزير الداخلية بيتار غابروفسكي من هذه المخاطرة ، ووضع حداً لترحيلهم .

بيد أن خلعه من منصبه لاحقاً يدل على إصرار السلطات البلغارية بتنفيذ رغبتها في القضاء على اليهود والتخلص منهم ،وقد اتهم الصهيوني البلغاري آنجيل فاغينشتاين السلطات البلغارية ومجلس الشعب بالتآمر على اليهود .

ومن تل الربيع , أعلن الصهيوني موني بابو أن بلغاريا هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي لا تزال محكمتها العليا تتبنى النهج الفاشي .

وتصريحه جاء إثر إعلان المحكمة عن إلغاء الأحكام الصادرة من محكمة الشعب في الأول من شباط عام 1945 والقاضية بإعادة تأهيل واحد وخمسين شخصاً .

في غالبيتهم ممثلون مسرحيون يهود أصابتهم انعكاسات نفسية حادة جراء ما حدث ليهود مقدونيا وتراقيا . ولقد تم تنفيذ حكم الإعدام بإثنين وتسعين شخصاً بمن فيهم رئيس الوزراء بوغدان فيلوف ( المستشرق المعروف ) الذي درس علم الآثار في تدمر وكان أستاذاً جامعياً شهيراً عشية هزيمة هتلر وانسحاب جيشه من بلغاريا عام 1944 .

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الشيوعيين الذين جاءوا للحكم بعد هزيمة الجيوش الهتلرية حالفوا الصهاينة وآزروهم وقدموا لهم كل أشكال الدعم .

وقد نشأ هناك تحالف شيو – صهيوني أثناء الحرب للإطاحة بالغزو الهتلري ،وللمفارقة،كان ديميتار بيشيف الذي أنقذ حياة اليهود هو كذلك حُكم عليه بالإعدام لعدائه للسامية ومناهضته للإتحاد السوفييتي لكن محاميه اليهودي أنقذه من حبل المشنقة أو رمية الرصاص القاتلة .