عاد اسم الشاب الجزائري، عمر بن عمران، الذي خطف على يد جاره بوفريقش عطية بن شرقي، لمدة 30 سنة، أو ما عرف بقضية "مختطف الجلفة" إلى الواجهة مجددا، بعدما كشف الضحية تفاصيل صادمة عن مأساته، خلال جلسة النطق بالحكم التي عقدت أمس.
إذ أكد أمام المحكمة أنه "كان يعيش ظروفا قاسية جدا"، مؤكدا أن "الجاني أجبره على العمل لتنفيذ أوامره، تحت تأثير السحر والشعوذة"، وفق زعمه.
ومن بين الأعمال التي كان الضحية يقوم بها، حسب المعلومات "الاعتناء بالأغنام داخل الإسطبل من دون رحمة أو شفقة".
لكن خلال المحاكمة نفى الجاني كل التهم المنسوبة إليه، مؤكدا أن "بن عمران قدم إليه بإرادته وليس مجبرا".
"أسوأ من القتل" من جهته، اعتبر محامي الضحية ندير ربيزي، أن ما عاناه موكله من آلام نفسية وجسدية طية 30 عاما أسوأ من القتل.
وكانت محكمة الجلفة (309 كيلومترات جنوب العاصمة الجزائر)، حيث وقعت الحادثة التي هزت قبل أشهر سكان الولاية والجزائريين وكان لها صدى عالمي، أصدرت أمس الأربعاء أحكاما في حقّ المتورطين، حيث حُكِمَ على المتهم الرئيس بالسجن المؤبد، بينما تراوحت الأحكام في حق باقي المتورطين بين البراءة والسِّجن 6 أشهر نافذة.
فيما نطق القاضي بنهاية المحاكمة التي استمرت من ليل الثلاثاء واستمرت حتى صباح أمس الأربعاء، بحكم السجن المؤبد في حق المتهم الرئيسي بوفريقش عطية بن شرقي، خاطف بن عمران، والذي حجزه في بيته لمدة تزيد عن الـ30 سنة ببلدية الفديك غرب الولاية الجنوبية.
يشار إلى أن تلك القضية كانت شغلت الرأي العام في الجزائر وخارجها لغرابتها، حيث إن المتهم حجز ضحيته منذ سنة 1997 في قبو بيته، حيث عثر عليه بعد منشور لأخت المعني على فيسبوك كشفت فيه أن الضحية لا يزال على قيد الحياة قبل أن تسحبه لاحقا.
إلا أن هذا الكشف دفع سكان المنطقة إلى التوجه إلى منزل الجاني، حيث عثروا على الشاب في قبو للمواشي يوم 13 مايو 2024.
ولعل ما جعل القضية أكثر غرابة، هو ما رافقها من مشاهد مؤثرة، حيث ظل كلب الضحية يقف أمام منزل الجاني بعد اختطافه لأسابيع، قبل أن يعثر عليه مقتولا.
كما كانت والدة بن عمران تكرر أن ابنها عند الجار، لكن أحداً لم يصدقها قبل أن تتوفى قبل سنوات.
كذلك أثارت شهادات الجيران استغراب الجزائريين، لاسيما بعد تأكيدهم أن أحداً لم يفطن لكون الخاطف يخفي ضحيته داخل منزله، رغم أن المسافة بين بيت الجاني وبيت الضحية لا تتعدى 200 متر.