حذّر باحثون في تقرير جديد من أن الصحة العقلية للشباب "دخلت مرحلة خطيرة" خلال العقد الأخير، وخاصة بعد التدهور الكبير الذي أصابها خلال مرحلة جائحة كورونا.
وبحسب "نيو ساينتست"، قال مجموعة من المتخصصين في علم النفس، في تقرير لمجلة لانسيت الطبية، إن هناك أدلة متراكمة تشير إلى انخفاض مطرد في الصحة النفسية لمن تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عاماً، على مدى العقدين الماضيين.
وبصرف النظر عن جائحة كوفيد- 19، يشير البعض أيضاً بأصابع الاتهام إلى تغير المناخ، والهواتف الذكية، بحجة أن هذه تؤثر على الشباب أكثر من نظرائهم الأكبر سناً، أو حتى لم تكن موجودة بنفس الدرجة عندما كان هؤلاء أطفالاً.
تغيرات السنوات الأخيرة
وأشار التقرير إلى إحصائيات تدل على حدوث تغيير في السنوات الأخيرة.
في إنجلترا عام 2023، على سبيل المثال، تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن 20% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عاماً يعانون من اضطراب محتمل في الصحة العقلية.
في حين كانت النسبة عام 2017، أقل من 13% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً يعانون من حالة صحية عقلية واحدة على الأقل.
وتروي الإحصائيات من بلدان أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا، قصة مماثلة، حيث يبدو أن ضعف الصحة العقلية يؤثر بشكل متزايد على الشباب.
وقد ارتبط ارتفاع معدلات مشاكل الصحة العقلية لدى الشباب وقت جائحة كورونا بالتحول إلى التعلم عن بعد، ولكن بالنسبة للبعض، ربما أدت العودة إلى المدارس إلى تفاقم صحتهم العقلية.
فقد وجدت دراسة حديثة أن العودة إلى المدرسة كانت مرتبطة بزيادة زيارات أقسام الطوارئ النفسية بين الأطفال والمراهقين في إيطاليا، مثلاً.
المناخ والسوشيال ميديا
وبصرف النظر عن جائحة كوفيد-19، هناك أزمة عالمية أخرى يُعتقد على نطاق واسع أنها تضر بالصحة العقلية للشباب وهي تغير المناخ.
وإلى جانب آثارها الجسدية، مثل الوفيات المرتبطة بالحرارة والأحداث الجوية المتطرفة، فقد أُطلق على عواقبها على الصحة العقلية القلق البيئي، والذي يبدو أنه يؤثر بشكل غير متناسب على الشباب.
ووجد باحثون في جامعة ستانفورد مؤخراً أنه بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر في كاليفورنيا، كان الأصغر سناً أكثر عرضة لتجربة أعراض الصحة العقلية بسبب تغير المناخ.
وعلى جانب آخر، وجدت تجربة ذات مصداقية علمية كبيرة، على 181 طفلاً ومراهقاً، أن التخلي عن الهواتف الذكية والحد من أشكال أخرى من وقت الشاشة إلى 3 ساعات كحد أقصى في الأسبوع لمدة 14 يوماً، ارتبط بتحسن الأعراض النفسية.
وخلص التقرير إلى "أن عدم اليقين والضغوط - مثل الوباء وتغير المناخ - تتراكم مع بعضها بعضاً".
وعندما يتعلق الأمر بتصحيح بعض هذه القضايا، يجب أن تكون الصحة العقلية للشباب حافزاً آخر للعمل.