أطلق الدكتور ديفيد ليسكا، رئيس جراحة القولون والمستقيم في "كليفلاند كلينيك" بأوهايو تحذيراً للفئات العمرية الشابة من تزايد معدلات تشخيص أورام السرطان لدى من هم أصغر عمراً.
وقال في مقابلة مع "نيوزويك"، "هناك شيء واحد لا ينبغي للناس تأجيله وهو التحقق من صحتهم". مشيراً إلى ضرورة مراقبة أية أعراض أو علامات تغير في الجسم، وعدم الركون إلى فكرة أن السن الأصغر مستبعد من الإصابة بالأورام.
ويمكن أن يكون الوعي بالعلامات المبكرة منقذاً للحياة، كما يقول ليسكا: "لا ينبغي لأحد أن يشعر بالحرج أبداً من مناقشة أعراض جديدة أو اكتشاف جديد في الجسم مع الطبيب".
مراقبة الأعراض
وتعتمد العلامات المبكرة للسرطان على نوعه. وعادة، تكون علامات السرطان الأكثر تقدماً فقط، مثل فقدان الوزن غير المبرر أو التعب غير المبرر، هي الأكثر وضوحا.
وتشمل الأمثلة الأخرى لهذه العلامات الأكثر وضوحاً السعال المستمر لسرطان الرئة، أو وجود كتلة في الثدي أو تغير لونه لسرطان الثدي أو البراز الدموي لسرطان القولون والمستقيم.
وقد وجدت دراسة حديثة نشرتها الجمعية الأمريكية للسرطان أن مرضى السرطان في الولايات المتحدة "يتحولون بشكل متزايد من كبار السن إلى أفراد في منتصف العمر".
من 20 إلى 39 عاماً
على سبيل المثال، يعد سرطان عنق الرحم ثاني أكبر سبب للوفاة بين النساء في الفئة العمرية من 20 إلى 39 عاماً، وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي هما السببان الرئيسيان للوفاة بين الرجال والنساء على التوالي، في الفئة العمرية من 20 إلى 49 عاماً.
وعن ذلك يقول ليسكا: "لا ينبغي لنا أن نستبعد احتمال الإصابة بالسرطان لمجرد أن الشخص لم يتجاوز الـ 50 من عمره".
ويتابع: "لا يزال كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الشباب، لكننا نرى الشباب يصابون بالسرطان بمعدل أعلى بكثير".
ويلاحظ الأطباء أنه عندما يظهر لدى شاب أعراض مرتبطة بالسرطان، فمن الشائع جداً أن يتم تجاهلها سواء من المريض أو مقدم الرعاية الصحية.
التاريخ العائلي
ويشير ليسكا إلى أن 30% من مرضى سرطان القولون والمستقيم لديهم تاريخ عائلي للمرض، وهو أكثر أهمية إذا كان أحد أقارب الدرجة الأولى، أو أقارب متعددين من الدرجة الثانية.
ويقول: "ذا كان لديك فرد من العائلة تم تشخيصه بسرطان القولون والمستقيم في سن 45 عاماً، فيجب إجراء أول فحص في سن 35 عاماً.
أما بالنسبة لسرطان الثدي، "نوصي بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية بدءًا من سن 40 عاماً".
وعلى الرغم من الواقع المزعج للسرطان، يرى ليسكا "أنه ليس كله كآبة؛ فهناك العديد من التطورات الرائدة التي أحدثت فرقاً كبيراً في مختلف أنواع السرطان.
ويشمل ذلك الاختبارات الجينية الأكثر تقدماً، ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري للوقاية من سرطان عنق الرحم، وتحسينات العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة.