يلملم العام 2023 أوراقه استعداداً للرحيل، تاركاً خلفه العديد والعديد من الأحداث الدموية والدمار، حيث من المرجح أن يكتسب عام 2023 لقب "العام الأكثر دموية" بجدارة.
فما لبثنا أن ودعنا عام 2022 بكل ما حمله من مآس خاصة بفيروس كورونا ووفياته ولقاحاته وأزماته الصحية التي أضرت بالعالم وباقتصاده، حتى استقبلنا عام 2023، ومعه بدأت الأحداث الكارثية تلم بالعالم وبالكرة الأرضية.
ففي الـ30 من يناير، قتل أكثر من 100 شخص وأصيب أكثر من 200 آخرين في تفجير انتحاري داخل مسجد بمدينة بيشاور في باكستان.
وبعد شهر و9 أيام فقط من دخول عام 2023، ضرب زلزالان عنيفان بقوة 7.8 درجة تركيا وسوريا وتسببا في مقتل أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 24 ألفا آخرين، إضافة إلى تشريد مئات الآلاف.
وفي 15 من شهر أبريل، اندلعت اشتباكات عنيفة في السودان، بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وعم الاقتتال أنحاء مختلفة من البلاد، نجم عنها حتى الآن مقتل نحو 12 ألفاً.
وفي 18 مايو، انتهت قصة الغواصة السياحية "تيتان" التي كانت في رحلة استكشافية لحطام السفينة الغارقة "تيتانيك" بمأساة. فقد انتهت الرحلة بانبجار الغواصة ومقتل ركابها الخمسة.
وبعدها بأيام فقط، قادت قوات فاغنر تمرداً ضد السلطات الروسية بقائدها يفغيني بريغوجين، لينتهي التمرد في اليوم نفسه بتراجع فاغنر. وبعد تمرد هذه القوات بثلاثة أشهر، أعلن مقتل قائدها بريغوجين بحادث تحطم طائرته الخاصة التي كانت متجهة من موسكو إلى سان بطرسبرغ.
وفي 8 سبتمبر، ضرب زلزال عنيف آخر بقوة 6.8 درجات إقليم الحوز بالمغرب، ما أدى لوفاة أكثر من 3 آلاف شخص، وتشريد الآلاف.
ولم نأخذ الوقت لالتقاط الأنفاس من كارثة المغرب، إلا وضربت العاصفة دانيال شمال وشرق ليبيا وتسببت في غرق مدينة درنة ومقتل المئات وتدمير آلاف المساكن.
وانتهى شهر سبتمبر بحادثة أليمة، وُصفت بـ"الفاجعة" حيث قتل فيها 120 شخصا في حريق اندلع بقاعة زفاف بمقاطعة الحمدانية التابعة لمحافظة نينوى في العراق.
أما عن شهر أكتوبر، فاندلعت حرب غزة العنيفة، التي لم تنته ليومنا هذا، ووصل عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي والعمليات البرية إلى نحو 20 ألفا و500 شهيد، إضافة إلى إصابة أكثر من 50 ألفا، منذ السابع من أكتوبر. ونزح كل سكان غزة تقريبا، وعددهم 2.3 مليون نسمة يقطنون إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم. فيما دمر القصف الإسرائيلي نحو 70% من مباني قطاع غزة.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن عام 2023 هو الأكثر دموية في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
فبرأيك عزيزي القارئ.. هل فعلا عام 2023 يستحق لقب "العام الأكثر دموية"؟