أثارت طريقة عقاب طلاّب ليبيين تغيبوا عن الدراسة جدلا واسعا في البلاد، بعدما قامت الشرطة بحلاقة شعرهم لتاديبهم، ضمن خطة لمكافحة ظاهرة الغياب عن الدروس.
والاثنين، أعلنت مديرية أمن المرج الواقعة شرق البلاد، أنّها حجزت عددا من الطلاّب وقامت بحلاقة شعرهم بعد ضبطهم غائبين عن الدراسة، ويتسكعون في عدد من الأماكن العامة بالمدينة
وأضافت في بيان، أنّ أوليائهم قاموا بالتوقيع على تعهدّ بعدم تكرار هذا الفعل، والانتظام في دراستهم، داعية إلى ضرورة متابعة الأبناء في المدراس وخارجها ومراقبة سلوكهم، حتّى لا يكونوا عرضة للانحراف، ومرافقة رفاق السوء، خاصةَ صغار السن منهم، مشيرة إلى أن هذه الحملة ستستمرّ حتى القضاء على ظاهرة الغياب عن الدراسة.
وقوبلت طريقة معاقبة الطلاب المتغيبين عن الدراسة بحلاقة شعرهم، بانتقادات كبيرة وأثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل، كما فتحت النقاش حول العقوبات الموّجهة للتلاميذ المخالفين داخل المؤسسات التعليمية.
وفي هذا السياق، اعتبر الحقوقي طارق لملوم، في بيان، إنّ "تسرب الطلبة من المدارس يعالج عبر وزير التعليم ومدير المدرسة وولي الأمر"، متسائلا عن علاقة رجال الأمن بذلك، مشيرا إلى أن القانون لا يخوّل لهم ذلك، داعيا إلى ضرورة ملاحقة تجّار المخدّرات وعصابات تهريب البشر بدل استعراض العضلات على القاصرين.
المدون امحمد سالم، رأى بدوره في تدوينة علّق فيها على الحادثة أنّه "لا يوجد مبرر أخلاقي ولا قانوني لحلاقة شعر طلاّب لأنهم تغيبّوا عن الدراسة، مشيرا إلى أن العقوبات ينظمّها القانون وما تعرّضوا له هو "تجاوز غير مبرّر يعبّر عن حالة الفوضى التي تعيشها البلاد".
في المقابل، اعتبر الناشط طاهر الواعر في تدوينته، أن ما قامت به مديرية أمن المرج هو "تصرّف صحيح يدل على الحرص والاهتمام بمصلحة الطلاب خوفا عليهم من الانحراف والفساد"، بينما رأى المدون إبراهيم أن "هذه العقوبة ستكون لهم حافزا لمواصلة دراستهم ودافعا لتحقيق نتائج إيجابية"