عاد الحديث عن مخاطر شواحن الأجهزة التكنولوجية للواجهة، بعد مقتل أسرة كاملة بمصر في حريق تبين لاحقا أنه نتج عن ماس بشاحن هاتف محمول.
وكانت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة جنوبي القاهرة تلقت إخطارا بنشوب حريق في شقة سكنية بمنطقة فيصل، وبانتقال أجهزة الدفاع المدني وإخماد الحريق تبين وفاة صاحب الشقة وزوجته في الحريق، بينما تم نقل طفليهما للمستشفى، لكنهما توفيا فيما بعد.
وكذلك تبين أن شاب من أقارب الأسرة كان متواجدا وقت الحريق فقفز من الطابق الثالث وسقط في الطابق الثاني ليصاب بكسور وجروح ويتلقى العلاج بالمستشفى، وأيضا أصيبت طفلة من أقارب الأسرة في الحريق.
وكشفت التحريات أن الأسرة كانت تستعد صباح نشوب الحريق للسفر إلى الإسكندرية لقضاء أجازة الصيف، فيما كشف تقرير المعمل الجنائي خلال تحقيقات النيابة أن الحريق نشب بسبب ماس من شاحن الهاتف المحمول لصاحب الشقة والذي كان قد تركه موصولا بالتيار الكهربائي خلال النوم.
هذا الحادث أثار حالة كبيرة من الحزن والجدل على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب وفاة أسرة كاملة نتيجة تصرف يفعله الكثيرون وهو ترك الهواتف موصولة بالتيار الكهربائي خلال النوم دون الاكتراث لمخاطر الأمر.
أسباب تسرب التيار خلال الشحن
الخبير في إدارة تكنولوجيا المعلومات، أيمن مخلوف تحدث عن تفاصيل مخاطر ترك الأجهزة الإلكترونية والهواتف أو شواحنها موصولة بالتيار الكهربائي لفترات طويلة وخاصة في أثناء النوم، وكذلك وجه نصائح لكيفية التعامل الصحيح مع تلك المسألة.
مخلوف أوضح أن ترك الأجهزة أو شواحنها موصولة بالكهرباء خطر بحد ذاته، وذلك لوجود مكونات إلكترونية مستحدثة مثل المكثف والملف، وظيفتها إطالة عمر الدائرة الالكترونية داخل الشاحن أو الجهاز بشكل عام، ومن ثم فهذه المكونات تتلف عن طريق إبقاء التيار حيا بداخلها ، بحسب سكاي نيوز.
وتابع أن الخطر يكمن في وجود التيار الحي من جهتين، الأولى أنه قد يتسرب التيار بسبب حركة غير مقصودة للنائم أو حيوان أليف أو حتى بفعل الهواء، والثانية تتعلق بطاقة وتحمل المكون الإلكتروني ذاته فكل مكون يفقد جزءا جودته مع كل استخدام، واستمرار التيار موصولا على تلك المكونات يعني استمرار فقدان خصائصها وجودتها حتى تتلف فينتج عن ذلك الانفجار أو الماس الكهربائي.
عوامل أمان ولكن..
خبير إدارة تكنولوجيا المعلومات، أيمن مخلوف قال أيضا:
جميع الأجهزة لها حدود في استقبال الطاقة وأي زيادة تهدد بمخاطر متفاوتة من زيادة درجة الحرارة والتلف وحتى الانفجار والتسبب في الحرائق.
قد يحدث العكس أيضاً إذا نقصت الطاقة بسبب سوء التوصيل في كهرباء المنزل أو الشاحن إلى أطراف الشحن المستخدمة لشحن بطارية الهاتف أو الجهاز، وكل هذا يعرضنا لمخاطر زيادة درجة الحرارة وتوابعها.
تعمل شركات إنتاج الأجهزة التكنولوجية والهواتف على التطوير طوال الوقت بإضافة مجسات وصمامات أمان لمحاولة التنبؤ بالخطر وفصل الطاقة عن الدائرة الكهربية والإلكترونية، لكن مع كل ما توصلنا له من تطور نحن نجهل الكثير ولا نستطيع منع الخطر بشكل كامل.
يمكن القول إن جميع الأجهزة الذكية حالياً بها إمكانية وقف التيار الكهربائي تلقائياً، لكن ما مدى فاعليتها وعمرها الافتراضي؟
توجد أرقام نظرية لكل منتج توضح كفاءته وقدرته على وقف التيار ومنع المخاطر، ولكن فعلياً لا يمكن حصر تلك الكفاءة بسبب عوامل معلومة مثل ثبات التيار المغذي للمنزل واختلاف عادات المستخدم وطريقة الاستخدام.
من عادات الاستخدام المطلوبة والمحمودة أن يتم ترك الهاتف بالشاحن للحظات بعد نزع الشاحن من الكهرباء للتأكد من تفريغ مكثفات دائرة الشاحن لأنها تحتفظ بجزء من التيار، وإذا كان الشاحن مزودا بلمبة يفضل عدم نزع الهاتف منه إلا بعد انطفاء تلك اللمبة للتأكد من تفريغه من التيار كاملا.
نصائح لتفادي خطر الشواحن
مخلوف قدم عدة نصائح للاستخدام الجيد والآمن للأجهزة التي تحتاج للشحن قائلا:
يجب الحفاظ على التوازن في فصل الأجهزة وتوصيلها بمصدر الطاقة، بمعنى تركها موصلة بالكهرباء إن كنت سأستخدمها لمرات عديدة، ولكن يجب فصلها عند تركها لمدة طويلة بدون استخدام خاصة عند النوم.
مجرد فصل الكهرباء وتوصيلها مرة أخرى يسبب تلفا بسيطا غير ملحوظا لمكونات الدائرة الإلكترونية، ومن ثم فتكرار العملية دون سبب ممنوع وخطر.
عدم استخدام شواحن أو موصلات رديئة الجودة، والجودة لا تعني فقط سرعة الشحن لكن الأمان أهم بكثير من ذلك.
عدم مقارنة الأجهزة التي تحتاج لشحن بتلك التي تحتاج لتوصيل التيار طوال الوقت مثل الثلاجات، فالثلاجات بها موتور تبريد يعمل طوال الوقت ويستهلك شحنة الكهرباء، ومع ذلك فهناك خطورة من الثلاجات إذا زادت درجة حرارة دائرتها الكهربية.
الأجهزة التي تحتوي على بطاريات هي من أخطر الأجهزة ويجب التعامل معها بحرص، لأن تلك البطاريات عرضة للانفجار لأسباب متعددة.