في الحالة الطّبيعيّة للجسم، عندما تدخل قطرة ماء مثلاً إلى الممرّات الهوائيّة عن طريق الخطأ، يوجد منعكس طبيعي في الجسم ألا وهو منعكس السّعال، يتمّ من خلاله إخراج هذه القطرة.
أمّا في حال تعرّض الجسم لجرعة تخدير قبل العمل الجراحي، سيفقد المريض وعيه وجميع منعكساته الطّبيعية (كالسّعال ولسان المزمار)، كما تسبِّب بعض المواد المستخدمة في التّخدير ارتخاء العضلات muscle relaxation ومنها عضلة المعدة والمعصرات.
في حال كانت المعدة ليست فارغة والمريض غير صائم سيحدث ارتخاء للمصرّة وارتجاع للحمض المعدي أو للطعام بحدّ ذاته إلى المجرى التّنفسي، ويسبب التهابات في الممرّات الهوائيّة نظراً لدرجة حموضته ووجود البكتيريا الطّبيعية (الفلورا) فيه.
وقد يتطور الأمر إلى حدوث الاختناق بسبب غياب منعكس السّعال ومن ثم الوفاة.
إذاً من المهمّ جداً الصّيام قبل العمل الجراحي وذلك من أجل صحّتنا ونجاح هذا العمل.
ماهي مدّة الصّيام المطلوبة؟
في الدّراسات الحديثة، قطع الطّعام قبل 6 إلى 8 ساعات من العمل الجراحي يُعتبر كافياً، وقطع الماء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من العمل الجراحي.
وأخيرا، دمتم بخير وصحة وسلام.