آخر الأخبار
  بتوجيهات ملكية .. رعاية فورية لأسرة من "ذوي الإعاقة"   منتخبا إسبانيا وإنجلترا يقدمان عرضين لمواجهة النشامى "وديًا"   استطلاع: 80% من الأردنيين يرون مشروع مدينة عمرة مهما   الأردن الرابع عربيًا و21 عالميا في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية   التربية تنهي استعدادها لبدء تكميلية التوجيهي السبت المقبل   تحذير أمني لمالكي المركبات منتهية الترخيص في الاردن   الدفاع المدني ينقذ فتاة ابتلعت قطعة ثوم في الزرقاء   "المياه" تدعو المواطنين للتحوط بسبب وقف ضخ مياه الديسي لـ4 أيام   الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري الأمم الآسيوية   تعديل على ساعات عمل جسر الملك حسين الثلاثاء   قرارات مهمة من صندوق الإقراض الزراعي   وقف واسع لضخ المياه في العاصمة والزرقاء (أسماء مناطق)   العموش يسأل الحكومة عن تحركات السفير الأمريكي الجديد   إثر خلافات .. القبض على سيدة وضعت مادة مخدرة لزوجها للإضرار به   هاشم عقل يكشف عن نسب الانخفاض في اسعار المحروقات   عندما تبحر الإنسانية… الإمارات ورسالة الأمل إلى غزة   بضربات جوية .. الأردن وأميركا يواصلان حربهما المفتوحة ضد "داعش"   السير: ضبط حدث بعمر 15 عامًا يقود مركبة في عمّان   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة "درون   بدء أربعينية الشتاء اليوم وتستمر حتى نهاية كانون الثاني

التسول.. بين التساهل وغياب ثقافة الصدقات

{clean_title}
جراءة نيوز - كتبه/ د. محمد عبدالجبار الزبن 

ليس خافيا على أحد أهمية السمعة الطيبة لبلد ما، وتزداد تلك الأهمية كلما كان الوطن غاليا على أهله، تماما كما في الأردن، فهو بلد نشأ على العزة والكرامة، وتعد سمعته هي الحصيلة والحصاد والشجر والثمر، وهي الغراس الذي تطاولت به الأجداد وتسامرت به الآباء وورثته الأحفاد.
ومع السمعة العطرة للأردن بشموخه وعلومه وفهومه، وهو ما يستشعر به كل من زار بلدا من بلاد العالم، فسينتشي فخرا حينما يقول: أنا أردني.
لأجل ذلك تجد النبلاء يمانعون من أي ظاهرة تسيئ لسمعة الأردن، ويرفصون كل مظاهر التسيب ومخالفة القانون. كظاهرة التسول الأكثر تأثيرا على سمعة الأردن، حيث يسارع الكثيرون نحو مد اليد، ليس من حاجة ولا من عوز، بل امتهانا للنفس، ومهنة تدر الأموال وتصنع الأرصدة في البنوك، ويتملكون السيارات الفارهة والمساكن الفخمة، وهم يتظاهرون بالفقر والفقر منهم براء.
وتتفاقم المشكلة حينما يدافع البعض عن ظاهرة التسول، بحجة أنّ ظاهرهم الفقر، بل نجد من ينهال باللوم على الجهات الحكومية والمجتمعية، التي لا تفتأ تبرح بإيصال الدعم للمستحقين.
وتزداد الطامة حينما نقع في فخاخ نصابين يتظاهرون بالفقر عند الحاويات بتمثيل متكرر، ومع أننا لا ننكر أن بعضهم وقليل ما هم، من الفقراء. وأما غالبهم فأغنياء وأثرياء وعن تجربة طويلة أتحدث.
حتى أصبح الواقع أكثر من مأساوي، وأشدَّ إيلاما من جرح الحسام، بعد الكلام الذي وصلنا من دول صديقة، بعد القبض على مجموعة الاربعين يتسولون ويغتالون السمعة العطرة للأردن، ومع أنه من الصعب النوال من سمعة الأردن، إلا أنّ الفعلة شنعاء، وهو حجر في بير يحتاج أمة لتنشله.
فلا بدّ من خطوات جادة أمام مهزلة التسول، خصوصا أن الخبراء يؤكدون، بل إنّ القرآن الكريم يعطينا الطريق الواضح للصدقات: )لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِـرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ( [سورة البقرة: 273].
لذا.. نهيب بالمتصدقين أنْ يتحروا لصدقاتهم. فلا ينبغي أن تقدمون عرق الجبين، بما لا تجدونه حسنات ومغفرات، فثقافة الصدقات ضرورة بين أفراد المجتمع، وهي تزيد أواصر المحبة، وذراع طاهر في الإيمان والأمن والأمان.. ذلك إذا ذهبت لمستحقيها، فأطعمت جائعا وشفت مريضا، وساعدت فقيرا.. لا أن تكون بأيدي المتظاهرين بذلك كله.
فالمتسولون على الطرقات والإشارات وعلى أبواب المساجد، وأخيرا في تسوّل خارجيّ خرج عن حدود الأدب والمنطق، وهم يخضعون لتعليمات وتدريبات، ومعلوم أنّ هناك من يقوم بتوزيعهم ومحاصصتهم وقبض الثمن، بما لا يعود بالخير على الوطن، ولا بالأجر والمثوبة للذي يظن أنه طرق باب الصدقة.
وقد يسارع البعض بالعاطفة، ويشرع بالنقد، ويظن أنّه يملك الرحمة وقلبه واسع وهو يتصدّق حسبما اتفق.
كلا والله.. فكلنا ذلك الذي يسعى على رزقه، ويكد ويتعب، ويتمنى للناس الخير، لكننا حينما نواجه ظاهرة التسول المزيف، نحن نواجه ظاهرة مؤرقة، وحينما نحذر من التساهل في التعامل مع المتسولين، نحن نوجه أهل الخير بصدقاتهم نحو الفقراء، الذين ينتظرون لفتة كريمة من يد كريمة معطاءة، لتحيا نقوسٌ بحاجة إلى الدعم، لا أن نستسهل الدفع لمن يتمظهرون بالحاجة والعوز.
 
د. محمد عبدالجبار الزبن