آخر الأخبار
  سلامي: تواجد المنتخب في المجموعة العاشرة جيد   مديرية الأمن العام تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة   "النشامى" والأرجنتين والنمسا والجزائر في دوري المجموعات بكأس العالم 2026   وزارة الزراعة: لم تُسجل حالات غش داخل مهرجان الزيتون الوطني   الغذاء والدواء: لا تشتروا المنتجات إلا من منشآت مرخصة تخضع للرقابة   هذا ما ستشهده حالة الطقس في المملكة خلال الساعات القادمة   العثور على جثة شخص مقتول داخل منزل في لواء الأزرق   تسرب غاز يودي بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة آخر   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة على الواجهة الجنوبية   الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية تستضيفها عمّان الشهر المقبل   النقل البري: رقابة مشددة على التطبيقات غير المرخصة وتسعيرة تنافسية قريباً   إدارة الأزمات تحذر: اضطرابات جوية خلال 48 ساعة وسيول محتملة في عدة مناطق بالاردن   منخفض البحر الأحمر يؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزخات رعدية من الأمطار مساء السبت   يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته   بيان صادر عن "ميليشيا ياسر ابو شباب" حول مقتله؛ لا صحة للأنباء حول استشهاده على يد الحركة بل قُتل أثناء فضه لنزاع عشائري   وزير المياه: قطاع المياه بالأردن "ليس له مثيل عالميًا" .. و"لا يوجد أي دولة توفر خدمة المياه لمواطنيها أسبوعيًا“   بني مصطفى: التزام وطني راسخ بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة… وجمعية رعاية الطفل الخيرية نموذج تطوعي متميز في مجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة   حارس النشامى: الجماهير جعلت اللاعبين يشعرون وكأنهم في عمان   من "إدارة التنفيذ القضائي" للأردنيين .. تفاصيل   العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد بالشفاء للخلايلة والطراونة

التسول.. بين التساهل وغياب ثقافة الصدقات

{clean_title}
جراءة نيوز - كتبه/ د. محمد عبدالجبار الزبن 

ليس خافيا على أحد أهمية السمعة الطيبة لبلد ما، وتزداد تلك الأهمية كلما كان الوطن غاليا على أهله، تماما كما في الأردن، فهو بلد نشأ على العزة والكرامة، وتعد سمعته هي الحصيلة والحصاد والشجر والثمر، وهي الغراس الذي تطاولت به الأجداد وتسامرت به الآباء وورثته الأحفاد.
ومع السمعة العطرة للأردن بشموخه وعلومه وفهومه، وهو ما يستشعر به كل من زار بلدا من بلاد العالم، فسينتشي فخرا حينما يقول: أنا أردني.
لأجل ذلك تجد النبلاء يمانعون من أي ظاهرة تسيئ لسمعة الأردن، ويرفصون كل مظاهر التسيب ومخالفة القانون. كظاهرة التسول الأكثر تأثيرا على سمعة الأردن، حيث يسارع الكثيرون نحو مد اليد، ليس من حاجة ولا من عوز، بل امتهانا للنفس، ومهنة تدر الأموال وتصنع الأرصدة في البنوك، ويتملكون السيارات الفارهة والمساكن الفخمة، وهم يتظاهرون بالفقر والفقر منهم براء.
وتتفاقم المشكلة حينما يدافع البعض عن ظاهرة التسول، بحجة أنّ ظاهرهم الفقر، بل نجد من ينهال باللوم على الجهات الحكومية والمجتمعية، التي لا تفتأ تبرح بإيصال الدعم للمستحقين.
وتزداد الطامة حينما نقع في فخاخ نصابين يتظاهرون بالفقر عند الحاويات بتمثيل متكرر، ومع أننا لا ننكر أن بعضهم وقليل ما هم، من الفقراء. وأما غالبهم فأغنياء وأثرياء وعن تجربة طويلة أتحدث.
حتى أصبح الواقع أكثر من مأساوي، وأشدَّ إيلاما من جرح الحسام، بعد الكلام الذي وصلنا من دول صديقة، بعد القبض على مجموعة الاربعين يتسولون ويغتالون السمعة العطرة للأردن، ومع أنه من الصعب النوال من سمعة الأردن، إلا أنّ الفعلة شنعاء، وهو حجر في بير يحتاج أمة لتنشله.
فلا بدّ من خطوات جادة أمام مهزلة التسول، خصوصا أن الخبراء يؤكدون، بل إنّ القرآن الكريم يعطينا الطريق الواضح للصدقات: )لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِـرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ( [سورة البقرة: 273].
لذا.. نهيب بالمتصدقين أنْ يتحروا لصدقاتهم. فلا ينبغي أن تقدمون عرق الجبين، بما لا تجدونه حسنات ومغفرات، فثقافة الصدقات ضرورة بين أفراد المجتمع، وهي تزيد أواصر المحبة، وذراع طاهر في الإيمان والأمن والأمان.. ذلك إذا ذهبت لمستحقيها، فأطعمت جائعا وشفت مريضا، وساعدت فقيرا.. لا أن تكون بأيدي المتظاهرين بذلك كله.
فالمتسولون على الطرقات والإشارات وعلى أبواب المساجد، وأخيرا في تسوّل خارجيّ خرج عن حدود الأدب والمنطق، وهم يخضعون لتعليمات وتدريبات، ومعلوم أنّ هناك من يقوم بتوزيعهم ومحاصصتهم وقبض الثمن، بما لا يعود بالخير على الوطن، ولا بالأجر والمثوبة للذي يظن أنه طرق باب الصدقة.
وقد يسارع البعض بالعاطفة، ويشرع بالنقد، ويظن أنّه يملك الرحمة وقلبه واسع وهو يتصدّق حسبما اتفق.
كلا والله.. فكلنا ذلك الذي يسعى على رزقه، ويكد ويتعب، ويتمنى للناس الخير، لكننا حينما نواجه ظاهرة التسول المزيف، نحن نواجه ظاهرة مؤرقة، وحينما نحذر من التساهل في التعامل مع المتسولين، نحن نوجه أهل الخير بصدقاتهم نحو الفقراء، الذين ينتظرون لفتة كريمة من يد كريمة معطاءة، لتحيا نقوسٌ بحاجة إلى الدعم، لا أن نستسهل الدفع لمن يتمظهرون بالحاجة والعوز.
 
د. محمد عبدالجبار الزبن