آخر الأخبار
  بدء صرف الإكراميات النقدية السنوية لذوي الشهداء   وفاة و22 إصابة في حوادث مرورية على طرق داخلية وخارجية   وفاة شاب ثلاثيني بحريق اندلع داخل مبنى سكني في عمان   المنح الخارجية للأردن تنخفض بمقدار 46.2 مليون دينار   ارتفاع على الحرارة الخميس وتحذير من الغبار   الخارجية الفلسطينية تكشف تفاصيل اطلاق النار على وفد دبلوماسي   وزير الصحة: حرمان سكان غزة من العلاج والمساعدات يهدد الأمن الصحي في المنطقة   تصريح امني حول مقتل شخص واصابة زوجته بإطلاق نار   مهم من الجيش العربي لذوي الشهداء   نتنياهو: ربما تمكنا من اغتيال محمد السنوار في غزة   الخارجية : قرار عودة المرضى الغزيين بعد علاجهم ينسجم مع موقف المملكة الداعم لبقاء الفلسطينيين على أرضهم   ماكرون يرأس اجتماعا بشأن تهديد جماعة الإخوان المسلمين   مكافحة الفساد: ضبط شبهات تهرب ضريبي بنحو 110 ملايين دينار   توضيح صادر عن "أمانة عمان" بخصوص الإشارة الضوئية على تقاطع الملكة علياء   بعد إطلاق النار تجاه وفد دبلوماسي يضم أكثر من 25 سفيرًا عربيًا وأوروبيًا .. الاردن يصدر بياناً   «مفوضية اللاجئين» تصدر تحذيراً لـ جميع اللاجئين من محاولة احتيال جديدة غير صحيحة وغير موثوقة واحتيالية   رئيس الوزراء: يشيد بجهود شركة البوتاس العربية ضمن مشروع المسؤوليَّة المجتمعيَّة.   دعوة وتحذير صادر عن إدارتي السير والدوريات الخارجية للأردنيين   تحذير صادر عن "لجنة حل الإخوان" للمحتفظين بأملاك "الجماعة"!   هل استهداف السفير الأردني في محافظة جنين؟ مصدر رسمي يجيب ويوضح ..

التدافع الرابع على أفريقيا

{clean_title}
جراءة نيوز - الدكتور منذر الحوارات يكتب ..

في نوفمبر من عام ١٨٨٤ إلى فبراير ١٨٨٥م دعا المستشار الألماني بسمارك ١٣ قوة عالمية بمشاركة الولايات المتحدة لتنسيق النشاط التجاري في أفريقيا وفي حينها أطلقت صحيفة التايمز على هذا الوضع مصطلح «التدافع على أفريقيا» وكانت هذه هي الموجة الأولى، وانتهت بعد الحرب الأولى، تلتها موجتان: موجة الاستعمار الحديث وموجة الحرب الباردة، وفي كل تلك الموجات وما سبقها من قرون حفلت بالاسترقاق وأبشع أشكال الاستغلال من قبل الحضارة الغربية، وأصبحت الذاكرة الافريقية تقطر استعماراً واستعباداً ولكن المأساة الفعلية أنه بعد الاستقلال وتحرر إفريقيا من الاستعمار، لم تتحرر بعد من القبيلة والفساد، فانحدرت حكوماتها الى درك التسول من الغرب، وأصبحت من جديد في دائرة الاستغلال بسبب تلك النخب الفاسدة.
 
والآن وبعد عقود من الإهمال للقارة، بدأت موجة جديدة من الاهتمام بها دشنتها الصين وتوسعت الدائرة لتشمل دولاً عديدة في مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبية وإقليمية ومنها دول عربية، فما هي دوافع هذه الموجة الجديدة والتي تستحق لقب التدافع الرابع على أفريقيا فهل هو لانتشال هذه القارة من فقرها وبؤسها وحروبها الأهلية وتشظي مكوناتها؟ أم لمآرب أخرى؟
 
في الظاهر يتحدث الجميع عن المشاريع والتنمية وحقوق الإنسان وتحقيق الديمقراطية، لكن ما زالت القارة تعاني فأين السرّ اذاً؟
 
قراءة بسيطة للواقع ولمستقبل هذه القارة نجد أنها تشكل ٢٠٪ من مساحة اليابسة ويقطنها ١.٣مليار ومرشحة في العام ٢١٠٠ أن تحوي ٤.٥ مليار، وبالتالي هذا يؤشر إلى اهميتها في مجال الاستهلاك والإنفاق والعمالة الرخيصة، وهي ايضاً تحوي في باطنها خزاناً لا ينضب من مصادر الطاقة والمعادن النادرة، إذاً لا يبدو التنافس على مصير أفريقيا جزءاً من الحرص على مصالحها، بل هو صراع استعماري ولكن بقفازات من حرير.
 
افريقيا هذه والتي تعج بالخيرات تفتقد الى شيء أساسي وهو الحكم الرشيد في أغلب دولها، وهذا بالضبط هو مدخل للآخرين للنفاذ اليها واستغلال خيراتها دون أن تستفيد شعوبها، فكل أمة من الأمم المتدافعة الان تدخل إليها بـأجندتها الخاصة التي تخدم مصالحها، فالصين مثلاً تدخل من باب الاستثمار والقروض السهلة والتي تُسيّل اللعاب والتي تتحول بعد فترة الى طوق يلتف على أعناق تلك الدول يفقدها أصولها بعد عجزها عن السداد، وهذا ما أطلق عليه الأميركان بفخ الديون الصينية، ومع ذلك ساهمت الصين في بناء العديد من الجسور والمطارات والطرق وانتشلت الكثيرين من الفقر، ولكنها في النهاية تفعل ذلك كجزء من مشروعها الكبير الحزام والطريق، الهادف للاستحواذ على الاسواق ومصادر الطاقة والمعادن النادرة، وهذا يحتم ألا تدفع الدول الافريقية ثمن هذه البنى التحتية. أما الولايات المتحدة والتي استخدمت القارة كساحة لمعاركها الامنية، تدخل القارة الآن باعتبارها جزءاً من مشروع أمني كبير للحرب على الارهاب طبعاً لا فائدة لأفريقيا من ذلك، أما روسيا فتعود من باب الاحلام الجيواستراتيجية ومشاريع التسليح المغرية، فهي أكبر مصدر للسلاح هناك، أما فرنسا فهي قصة استغلال أخرى.
 
لكل تلك الأمم اجنداتها الخاصه في افريقيا، لكن هل لأفريقيا أجندتها الخاصة؟ فهل ستستمر في لعب دور العشب المتضرر من تعارك الفيلة، واقع الحال يشير الى أنها ستستمر على هذا الحال طالما تنتظر كل العون من الخارج، وطالما تبيع أصولها لهم بمكاسب ضئيلة لا تتعدى سكة قطار أو طريق سريع او مطار، كان يمكن ان تقام بسهولة بأيادٍ وطنية، اذاً فالحل الوحيد لافريقيا كي تستفيد من ذاتها أن تعود إلى ذاتها، ما عدا ذلك سيبقى حلم النهوض الأفريقي مجرد اضغاث أحلام لا غير.