آخر الأخبار
  ماذا نعرف عن المتحوّر الجديد للإنفلونزا المنتشر في 34 دولة؟   مهم حول رفع اشتراك الضمان   جمال السلامي يعبّر عن شعورٍ ممزوج بالحسرة والفخر بعد مباراة النشامى   أجواء باردة نسبيًا في أغلب المناطق حتى الثلاثاء   الأرصاد: لا حالات مطرية متوقعة حتى 25 كانون الأول   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت   الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة   الأردن يتسلم رئاسة الدورة 45 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب   سان جورج الفحيص- يطلق موسماً احتفالياً بعيد الميلاد المجيد   الأردنيون يستقبلون "النشامى" ابطال الوصافة التاريخية لكأس العرب   الانقلاب الشتوي يبدأ الأحد 21 كانون الأول 2025… ومربعينية الشتاء تدخل أبرد أيام العام   ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن .. والمرحلة القادمة مهمة   النشامى يعودون إلى عمان الجمعة بعد وصافة كأس العرب 2025   تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب   أجواء باردة في أغلب المناطق الجمعة   الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب

لماذا ترتفع حالات الانتحار في الأردن ؟

{clean_title}

تصدمنا أرقام واحصائيات جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن” والتي تزودنا بها مشكورة لتسلط الضوء على احدى مشكلات المجتمع بين الحين والاخر، وخلال أقل من شهر، رصدت (تضامن) حدوث ثلاث محاولات إنتحار وحالة إنتحار تام بين الفتيات والنساء في الأردن.

وكمحصلة طبيعية، فان العديد من النساء المعنفات في الأردن يعانين من الإكتئاب، مما يدفعهن الى التفكير في الإنتحار لأنهن يكتمن معاناتهن جراء العنف او حتى احيانا الاغتصاب الجسدي الذي يتعرضن له، ولا تستطيع أي منهن فعل شيىء سوى الصمت، بالاضافة الى ضعف الخيارات مما يجعل فرص النجاة هزيلة، ناهيك عن إنعدام أو ضعف إستقلالهن المالي، فالى أين المفر.

وبعد الارتفاع المستمر في عدد حالات الانتحار بحسب تقارير (تضامن) فان الإناث يشكلن حوالي 30% من حالات الإنتحار و 62% من محاولات الإنتحار. فبات واضحا اذن ان التمييز ضد الأناث ما زال مشفّرا في قلب الحمض النووي لبنية المجتمع. وهذا يترتب على أن مبدأ الوحدة المجتمعية لا يمكن تطعيمها بشكل سطحي، بل إنّ الأنظمة والتراكيب الاجتماعية يجب إعادة قولبتها ليمكنها من تجسيد الوحدة المنشودة بين جميع افرادها.

وبشكل عام فان النسبة في ازدياد سواءا للذكور او الأناث، وهذا يدفعنا للتساؤل لماذا يقدم الأشخاص على الإنتحار؟ وهل أسباب إنتحار الإناث هي نفسها للذكور؟ ولماذا يقدم الشبان والشابات على الإنتحار في عمر الزهور؟ وتجيب دراسات تضامن الميدانية بعدد من الدوافع ، منها المعاناة من الفقر والبطالة، والإضطرابات النفسية، والمخدرات. الا ان فقدان الهدف من الحياة هو من اهم الأسباب التي تعجل بوتيرة الانتحار.

فحين نكون مفعمين بحسٍ قويٍ لهدفٍ نبيلٍ في الحياة يضمن رقي الفرد والمجتمع معًا، يركّز على تطوير الفرد من جانبٍ وعلى دوره في تطوير المجتمع من جانبٍ آخرٍ ، لا يبقى هناك مجال للتفكير في الانتحار.

فعلى مستوى الفرد، يؤدي العمل وفق هذا الهدف إلى تنمية صفاته وصقل الجواهر الإنسانية التي يجب أن تزيّن كل إنسان، فيتهذّب سلوك المرء باستمرار وتنعكس جلية على اعماله. وعلى المستوى الاجتماعي، يتم تعزيز الرغبة والتعهد لدى الفرد للعمل من أجل رخاء مجتمعه وبصورةٍ أعم. هذان الجانبان من الهدف المزدوج هما بالأساس متلازمان وغير قابلان للانفصال، حيث أن مبادئ وقيم وسلوكيات الفرد تشكّل البيئة التي يعيش فيها، وبالمقابل تتكون شخصية الفرد عن طريق البيئة الاجتماعية التي يتفاعل معها والأنظمة التي تحكمها.

إن عدم القدرة على توفير الحماية الاجتماعية للنساء والفتيات في كل مرحلة من مراحل حياتهن هو فقط أحد أعراض النظام الاجتماعي الذي عفا عليه الزمن ومع ذلك، فإن هذه التغييرات، على الرغم من أنها ضرورية، ستثبت أنها غير كافية في تحقيق أنماط حياة جديدة تتيح الازدهار لجميع الناس. بالنظر إلى أن العديد من أنظمة وهياكل المجتمع صُممت خصيصًا لتعزيز الهيمنة وعدم المساواة ، يجب أيضًا توجيه موارد كبيرة نحو التعلم عن نماذج فعالة للحكم والتعليم والاقتصاد مبنية على مجموعة جديدة تمامًا من المبادئ: أن البشر جميعهم واحد، وأن النساء والرجال متساوون، وأن القوى الجماعية الناشئة يمكن إطلاقها من خلال التعاون والمعاملة بالمثل، وأن تقدّم المجتمع لن يتحقق الا من خلال المشاركة الكاملة .

واخيرا، لا بد من العودة للقيم الروحانيّة، فهو ليس أمرًا ضروريًا من أجل حماية النساء فحسب، بل في الحقيقة، لتنمية وتعزيز الاحترام لجميع الناس، حتى يتمّ الحفاظ على عزّة الإنسان وكرامته وخلق فكر أخلاقي يعمّ مجتمعاتنا ويدعم ويحافظ على كافة الحقوق الإنسانيّة.