آخر الأخبار
  الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستلم "خطة" بشأن قطاع غزة ما بعد الحرب!   توجيه فوري التنفيذ صادر عن وزير الأشغال المهندس ماهر أبو السمن   الملك يؤكد لـ ثورنبيري ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة   قرار صادر عن "وزارة التنمية" بشأن 40 جمعية   قرار حكومي هام لشركة مصفاة البترول الأردنيَّة ومستودعات وشركات الأدوية والمستشفيات الجامعيَّة وشركات توزيع الكهرباء الوطنيَّة   ولي العهد: نسأل الله التوفيق   هل رفعت أقساط التأمين على السائقين حال ارتكابهم مخالفة مرورية بنسبة 100%؟ الكلوب يجيب ويوضح ..   تصريح حكومي هام لكافة المتواجدين على الاراضي الاردنية من غير المواطنين!   منصّة زين للإبداع تدعو الرياديين للمشاركة في النسخة الجديدة من برنامج "زين المبادرة"   أورنج الأردن: مبادرة شلة بوزيتيف إيجابية إلكترونية واعية   منح موافقات جديدة على مشاريع طاقة متجددة استراتيجية   الأردن .. قرارات جديدة لحكومة جعفر حسان   مجلس الوزراء يقرر تسديد متأخِّرات حكوميَّة   الحكومة: إيلاء الأولويَّة للحدِّ من تأثير ارتفاع أسعار السلع و خاصة الدواجن   إحالة أمين عام وزارة الشباب الجبور إلى التقاعد   مجلس الأعيان ينعقد الثلاثاء لمناقشة وإقرار مشروع موازنة 2025   الإحصاءات العامة: ارتفاع مساحات الأبنية المرخصة في المملكة   أحمد الصوفي يكشف عن حال "مدينة رفح" بعد وقف إطلاق النار   توجيه حكومي بشأن شهر رمضان المبارك   مواعيد عمل جسر الملك حسين للأسبوع الحالي

شبريّة في قلب الشاعر

{clean_title}
تعرفونها قصة الشاعر البدوي كان يلقي قصيدة على أعرابي في خيمته، وعلى عادة المتلقي في الشعر البدوي ، اذا لاقت القصيدة استحسانا عنده- يعيد (الروي) بعد الشاعر، وهو المقطع الصوتي الأخير الذي يقوله الشاعر ، ليوحي للشاعر انه يتابع ويستمتع بقصيدته.وكان يا ما كان ان النار انتقلت من (النقرة) التي  يضعون عليها دلة القهوة العربية، الى ثوب المعزب ، فأراد الشاعر تحذيره، فقال: -         يا شيخ ترى النار كلت ثوبك.
وتعني هذا العبارة ان النار اشتعلت في ثوبك يا صاحب البيت . أما صاحب البيت، فقد اعتقد ان هذا القول هو مقطع من القصيدة، فصار يكرر- مستمتعا- بعد الشاعر : -         ثوبك.
فيعيد الشاعر قول عبارة (ترى النار كلت ثوبك) والرجل يكرر: (ثوبك).
ومن ذلك الحين لم تردنا تقارير محكمة حول تفاصيل ما جرى بعد ذلك. هناك من يدعي بأن المعزب تنبه اخيرا الى ما يقصده الشاعر، وأطفأ النار التي تأكل ثوبه، ويدعي آخرون بأن الشاعر توقف عن القول ، وهجم على المعزب وأطفأ النار ، ويشير البعض- بسوء نية واضح- الى أن الرجل عندما شاهد الشاعر يهجم عليه فهم الموضوع غلط، وأخرج شبريته بسرعة وغرزها في قلب الشاعر.
الغريب  أن لا احد – تقريبا- يستفيد من الدروس المستقاة من الماضي القريب ولا البعيد، لذلك فما زال المعزب يقع في ذات الخطأ، ويعيد الروي الأخير بعد الشاعر ، بينما تأكل النار ثوبه.
لا بل أن النار وبعد ان التهمت ثوب المعزب ، قامت بالتهام الشاعر وأهل بيته، ودلة القهوة والخيمة ،والبعير والحمار الواقفين على باب البيت، ثم انتقلت الى الخيمة المجاورة والتي تليها وتليها وتليها حتى التهمت الحي بأكمله .
ثم انتقلت النار الى الحي المجاور والذي يليه ويليه ويليه .
لا الشاعر استوعب ان عليه ان يطفي النار  بنفسه.
ولا اهل البيت حاولوا مع الشاعر تحذير المعزب ولا المعزب استوعب ان الأمر ليس روي قصيدة، بل دوي حرب وحريق وموت زؤام.
هذا ما حصل في بعض العالم العربي، حيث حاول الناس لفت نظر السلطات في اكثر من مكان بأن القمع وانعدام العدالة والفقرالمدقع، سوف تؤدي  جميعها الى وصول النار الى جسد صاحب البيت والبيت والحمار والجمل والحي و و و و.... ، وما كان من السلطات الا ان شرعت تكرر خلف المتظاهرين: -  ثوبك ... ثوبك... ثوبك .
فانتقلت النار من خيمة الى خيمة ، ومن حي لحي لحي  ، وما يزال الشاعر يقول: - يا معزب ترى النار كلت ثوبك.
وما زال المعزب يردد وراءه بكل تمتع: ثوبك ....ثوبك.... ثوبك.
-عظم الله أجركم