لسنا بحاجة إلى قارئة فنجان حتى تخبرنا بمصيرنا، ولا حتى إلى توقعات «كارمن» أو «ماغي فرح»..فالوضع العام في البلد لا يحتاج الى أكثر من «صفنة» حتى تستطيع ان تعرف الى أين تسير الأمور؟...
المنحنى في صعود مستمر ...من اعتصام سلمي..الى احتجاجات مطلبية تقوم على إغلاق جزئي للطرق ومداخل الدوائر الرسمية ..الى عنف وتكسير وحرق وتخريب وخسائر مادية ...الى عنف جسدي ومشاجرات واسعة واصابات بشرية كما حدث في الاسبوعين الأخيرين في مؤتة والسلط...واذا ما استمر المنحنى بالصعود فإن غزوات ومعارك وكر وفر «وحرب عشائرية وجغرافية» ستطفو على المشهد الأردني- لا قدر الله- فحرارة التصعيد ليست اقل سخونة من حرارة الجو التموزي الحارق ..
الغريب أنك كمواطن مراقب تشعر للحظة ان الجميع يجلسون على شواطىء «التطنيش»، او انهم يعانون من غيبوبة قصرية جماعية وانفصال وعمى حقيقي عمّا يحدث في الشارع منذ شهور، فلم تتخذ الدولة خطوة واحدة لتبريد الشارع او معالجة بعض مما يوجهه أو ان تحاول أن تفهم ما يريد او تخطط كيف تتعامل معه...ولا أدري متى سيتحرّكون.. بعد ان تخرب مالطا مثلاً؟؟.
هل ممكن ان نطرح سؤالاً مهماً ..لماذا بدأ يتمددّ العنف وتتلاشى الثقة في أجهزة الدولة منذ شهور ؟؟...أبدا ليس بسبب (ذريعة) الربيع العربي ..فالربيع العربي بدأ منذ سنتين تقريباً أما هذه «الفوضى» فحديثة العهد... العنف بدأ يتوسع ..بعد ان ادرك المواطن ان الدولة تنازلت عن هيبتها وتمت تبرئة الفاسدين، الذين تطاولوا على اصول الوطن وكرامة الناس، مقابل «سكوتهم» و»ترك الطوابق مستورة»، ليبدأ «دومينو «خرق القانون والكفر «بأجهزة الدولة» وعدالتها...ولسان حال الشارع يقول: ما دمتم قد فشلتم في تحقيق العدالة الاجتماعية والثأر لتاريخ الدولة ووجودها، فكلنا اذا فوق القانون...
حقاً، لو طبق القانون بصرامة على «السرسرية» و»اللصوص» و»اقطاعيي السياسة والمال» مهما علا شأنهم أو ثقل وزنهم... لما تجرأ أي كان على رمي «محرمة» في الشارع!...
لكن من يزرع الفساد ... يحصد الفوضى...
رمضان معنا احلى.؟؟؟؟
في ظل ما أرى .. رمضان معنا «احمى»!!