آخر الأخبار
  الحاج توفيق: الأردن من أسهل الدول للوصول إلى المسؤولين   ارادة ملكية بتعيين نارت بورانو القاضي سفراء وتمنح أوسمة عسكرية لعماد عبدالقادر ومشير باكستاني   مجلس الوزراء يوافق على منحة أمريكية بـ845 مليون دولار ويقر حزمة قرارات لدعم المعلمين   مجلس الوزراء يقر إعفاء جمركي كامل للطرود حتى 200 دينار   قفزة سكانية مدهشة: عدد سكان الأردن يقترب من 12 مليونًا   "نيويورك تايمز": مادورو يتنازل عن موارد فنزويلا للولايات المتحدة لإبعاد شبح الحرب   لجنة تحقيق أحداث السويداء تمدد عملها: التحقيقات تكشف خفايا ما جرى في المحافظة   أعلى وسام مدني باكستاني للملك عبدالله الثاني أبن الحسين   توضيح حول إحتمال تأثر الممكة بكتلة هوائية باردة جداً من أصل قطبي   المومني: الدولة الأردنيّة عكفت على تنظيم وتطوير الإعلام بوعي وانفتاح   ماذا دار بين القاضي والفايز؟   "الارصاد الجوية" تصرح حول الهطولات المطرية في المملكة   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الجلامدة والمعايطة   الملك يزور شركة للصناعات الدفاعية في إسلام آباد ويحضر تمرينا عسكريا   بعد إتفاق السلام بين حكومة الكونغو وتحالف نهر الكونغو .. الاردن يصدر بياناً   مجلس النواب يناقش الاثنين معدّل "خدمة العلم" ويعطيه صفة الاستعجال   الأرصاد: لا مؤشرات لثلوج في الأردن نهاية الشهر   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة عبر مقذوف   هل تُخفض الأمطار الأخيرة أسعار زيت الزيتون؟   مصدر رسمي: لا وفد من السويداء يزور الأردن اليوم

نظرة قاصرة للاستثمار في الصحة

{clean_title}
يسمعنا وزراء المالية في الدول المختلفة مر الشكوى من حجم الإنفاق على القطاع الصحي وعن دور هذا القطاع في تضخم عجز موازنات الدول متجاهلين تماما الآثار الإيجابية التي تنتج عن الاستثمار في الصحة.

لقد شهد جيل أوائل الألفية الثالثة تطورا ملموسا في مجال المؤشرات الصحية، حيث تم خفض عدد وفيات الأطفال اليوم بمقدار سبعة ملايين طفل على مستوى العالم مقارنة بالعام 1990 كما زاد متوسط العمر المتوقع للأطفال الذين يولدون اليوم بحوالي 6 سنوات مقارنة بأقرانهم مواليد العام 1990، وتعزى هذه النجاحات إلى الاستثمار الكبير في قطاع الرعاية الصحية الذي حدث في النصف الثاني من القرن المنصرم،  لكن ما يدعو للقلق أن تؤدي هذه النجاحات إلى قيام صانعي القرار بالإمساك عن الإنفاق على الصحة وتوجيه الأموال المخصصة لها إلى أماكن أخرى يرونها أكثر إلحاحا.

فالإنفاق على الصحة يشكل استثمارا إيجابيا يعزز الرفاه الاقتصادي للأفراد والمجتمعات وليس عبئا على الاقتصاد، حيث تؤدي مؤشرات الصحة الإيجابية إلى تحسن ملموس في التحصيل الدراسي عند الأطفال وبالتالي تحسين إنتاجيتهم وقدرتهم على المنافسة في سوق العمل كما يرفع من نسبة السكان المنتجين مما يعزز دخل الفرد والأسرة وبالتالي يساهم في رفد إجمالي الناتج المحلي.

لكن الذي نشهده من قبل الكثيرين من القائمين على موازنات الدول النظرة القاصرة في حسابهم للناتج المحلي الإجمالي وذلك بإغفال القيمة المضافة للمكاسب الصحية وخاصة في عدم احتساب السنوات المضافة لمتوسط العمر كجزء من هذا الناتج متجاهلين الأثر غير المباشر للاستثمار في الصحة. من هنا يأتي مفهوم "الدخل الشامل" والذي يأخذ بعين الاعتبار القيمة المترتبة على زيادة متوسط العمر بالإضافة إلى إجمالي الناتج المحلي عند تقييم دخل الدول.

في غياب الإنفاق الكافي على الصحة سيجد الكثير من الأفراد أنفسهم في مواجهة خيارين أحلاهما مر، إما المرض والموت المحتمل أو الافلاس المالي وهذا ما يؤدي سنويا بحياة عشرات الملايين من البشر في مختلف دول العالم بما فيها الغنية منها.

تشهد دول العالم النامي مرحلة انتقال ديموغرافي من الكتل السكانية الشابة إلى المسنة مما يؤدي إلى انتقال عبء الأمراض من السارية إلى الأمراض غير السارية وما لم تسارع هذه الدول إلى اتخاذ التدابير المناسبة للحد من هذه الأمراض فستشهد حتما انكماشا اقتصاديا بسبب تناقص عدد الأفراد في سن العمل أو ما يسمى "الضريبة الديموغرافية"، فهذا التغير الديموغرافي الذي لم يستطع العالم المتقدم ان يستوعبه بالكامل بعد رغم حدوثه بوتيرة أكثر بطأ وعلى مدى قرنين من الزمن تجد الدول النامية نفسها مضطرة لمواجهته في عقدين من الزمن.

لن يكون بإمكاننا استيعاب هذه التغيرات السريعة ما لم ننظر إلى الإنفاق على الصحة كاستثمار في الحاضر والمستقبل وأن نعيد ترتيب أولوياتنا الصحية بتوجيه الأموال إلى التدخلات الأكثر فاعلية.