آخر الأخبار
  الأمن يحذر: ابتعدوا عن السيول ولا تتركوا المدافئ مشتعلة   محادثات أردنية صينية موسعة في عمّان   الأمانة تعلن الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض   عمان الأهلية تُوقّع اتفاقية تعاون مع شركة (Codemint) لتطوير مخرجات التعلم   الأميرة سمية بنت الحسن تكرّم عمّان الأهلية لتميّزها في دعم الريادة والابتكار   الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة 20 دينارا للأسرة   مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة   إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم   نظام معدل للأبنية والمدن: تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف   الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار   ارتفاع أسعار الذهب محليا   منخفض جوي مساء اليوم وطقس بارد وماطر   فيضانات مفاجئة في آسفي المغربية تخلف 7 قتلى و20 مصابا   المواصفات والمقاييس: المدافئ المرتبطة بحوادث الاختناق مخصصة للاستعمال الخارجي فقط   الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا

الأردن والتوازنات الجيوسياسية في منطقتنا

{clean_title}

انكفأت على نفسها، إبان احتدامات «الربيع العربي،» دول عربية مركزية في النظام الإقليمي العربي، فلم تعد تحفل بما يجري خارج حدودها. فغاب الدور المصري فترة طويلة، وتراجعت سوريا وراء حدودها وغاب دورها العربي غيابا كاملا، وخرجت، من الصورة، اليمن وليبيا وتونس، والعراق، إلى حد كبير؛ ودخلت، لتملأ بعض الفراغات، الدولة التركية التي صارت، منذ ما قبل حرب غزة، «تكثف من ظهورها الإقليمي» في مواقف إيجابية زادت من حضورها في تعويض جزئي رحب به الناس.

كما وجدت دول الخليج نفسها في مواجهة سياسات إيرانية تعمل على خلخلة أمنها، وتتدخل في سوريا والعراق، صانعة استقطابات كانت دائما، على حساب الأمن القومي العربي.

وكاد يبقى الأردن في الساحة، وحيدا، مثقلا، كما هو حاله دائما، بكل التحديات الوطنية والقومية. كان عليه تدبر كثير من الأحمال الإضافية التي كان بعضها:

الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقه في تأسيس دولته على أرضه المحتلة، والعمل من أجل تحقيق السلام بمحاولة بناء جبهة دولية صديقة، والتأثير في قرارات الدول الكبرى لتدخل المنطقة كشركاء في السلام، وليس للصراع فيما بينها.

وقد كان الحفاظ على أمنه واستقراره وضمان حقه في إنجاز أهدافه في الإصلاح مكونا أساسيا من مكونات دوره الوطني والقومي التاريخي الذي حاربته وتحاربه إسرائيل، دون هوادة.

وقد بنت إسرائيل سياستها العدوانية على احتساب أن سياسات الأردن في المحافظة على استقراره واستقرار المنطقة وأمنها، ليست، في النتيجة، أقل من خطة حرب أردنية تستهدف إحباط أهدافها العدوانية. لذلك تبنى يمينها المتطرف سياسة التعرض له، وإحداث خرق في صموده، باستغلال ظروف، تقتنصها من هوامش الربيع العربي، تنفذ منها لمهاجمته وإعاقة جهوده.

وقد استفادت إسرائيل، في متابعة سياساتها العدوانية، من غياب أو تغييب دور كل من مصر وسوريا، من الساحة، لعقود طويلة من الزمن، كما لو جاء ذلك كنتيجة حرب إسرائيلية قديمة نجحت فيها بتدمير النظام العربي كله، فاستغلته، وما زالت، لترتيب أدواتها، على مهل، في حربها المتواصلة على المنطقة.

لم يكن في خطوط المواجهة الأمامية معها سوى تركيا التي لا تكترث إسرائيل بها، في حسابات صراعها ضد العرب. بل ترى إمكانية تحييدها وتجاوزها كأن لم تكن.

لكن الأردن يرى في موقف تركيا تطورا إيجابيا ورصيدا يتراكم مع مرور الزمن وتعقيدات الصراع يمكن له أن يؤثر تأثيرا أساسيا في نتائج المواجهات، لو عادت مصر لتحتل مكانها ودورها في دائرة الصراع. فعودة مصر شرط لا بد منه لتعديل المواجهات في المنطقة، لصالح دولها وشعوبها؛ ولدور جديد للجامعة العربية يتجاوز خلافات عربية قديمة كانت، في الأصل، خلافات بين الرؤساء وليس بين الشعوب.

وها هي مصر تعود. لقد استمعنا لخطاب رئيسها في ميدان التحرير يعيد للحياة مصطلحات كاد ينساها الناس. نستمع لمصطلحات «العمل العربي المشترك» وتطوير عمل الجامعة العربية ومنظومة «الدفاع العربية،» «والسوق العربية المشتركة،» وحقوق الشعب الفلسطيني، فهل هذه بواكير عهد جديد في السياسة العربية؟

 ذلك يصب في مصلحة الأردن الوطنية والقومية، في نهاية التحليل. والأردنيون يرحبون بهكذا تطور انتظروه طويلا.