آخر الأخبار
  "التوثيق الملكي" يعرض وثيقة فتوى شرعية حول قانون الضمان الاجتماعي   ولي العهد يفتتح مجمع العقبة الوطني للتدريب المهني   مقر لحلف الناتو في الأردن لاستضافة مكتب ارتباط دبلوماسي   توضيح امني حول فيديو جرى تداوله وظهر خلاله ما جرى بين عدد من الأشخاص داخل محل اثاث مستعمل في عمان   بعد تحطم طائرة في مطار مدينة أحمد آباد .. "الخارجية الاردنية" تعزي الهند والمملكة المتحدة وكندا والبرتغال   تعميم صادر عن وزارة التربية والتعليم بشأن "المنصات التعليمية"   الأردن يعزي جنوب أفريقيا بضحايا العواصف الثلجية والأمطار   تقرير: عبء نزوح السوريين يشكل ضغطا على الأردن   مسؤول أذري يؤكد عمق العلاقات مع الأردن   الحكومة تتخذ إجراءات صارمة بشأن "جمعية الهلال الأخضر"! بيان   فاقدون لوظائفهم في وزارة التربية والتعليم .. أسماء   تعرف على موعد الانقلاب الصيفي   اكتشاف 97 طفلا عاملا حتى أيار   ايقاف معاملات الاحوال المدنية في مراكز الخدمات الحكومية   اجتماع حكومي لضمان توريد الاسفلت بالأردن   الخيرية الهاشمية : توزيع 616 أضحية على أكثر من 2400 أسرة   تسجيل 30 براءة اختراع في أول خمسة أشهر من العام الحالي   الأردنيون انفقوا 804 مليون دولار على السياحة في الخارج خلال 2025   الإفراج عن فتاة أوقفت بعد إساءتها لفريق رياضي لدولة مجاورة   الأردن.. الصبيحي يحذر من التقاعد القسري

الأردن والتوازنات الجيوسياسية في منطقتنا

{clean_title}

انكفأت على نفسها، إبان احتدامات «الربيع العربي،» دول عربية مركزية في النظام الإقليمي العربي، فلم تعد تحفل بما يجري خارج حدودها. فغاب الدور المصري فترة طويلة، وتراجعت سوريا وراء حدودها وغاب دورها العربي غيابا كاملا، وخرجت، من الصورة، اليمن وليبيا وتونس، والعراق، إلى حد كبير؛ ودخلت، لتملأ بعض الفراغات، الدولة التركية التي صارت، منذ ما قبل حرب غزة، «تكثف من ظهورها الإقليمي» في مواقف إيجابية زادت من حضورها في تعويض جزئي رحب به الناس.

كما وجدت دول الخليج نفسها في مواجهة سياسات إيرانية تعمل على خلخلة أمنها، وتتدخل في سوريا والعراق، صانعة استقطابات كانت دائما، على حساب الأمن القومي العربي.

وكاد يبقى الأردن في الساحة، وحيدا، مثقلا، كما هو حاله دائما، بكل التحديات الوطنية والقومية. كان عليه تدبر كثير من الأحمال الإضافية التي كان بعضها:

الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقه في تأسيس دولته على أرضه المحتلة، والعمل من أجل تحقيق السلام بمحاولة بناء جبهة دولية صديقة، والتأثير في قرارات الدول الكبرى لتدخل المنطقة كشركاء في السلام، وليس للصراع فيما بينها.

وقد كان الحفاظ على أمنه واستقراره وضمان حقه في إنجاز أهدافه في الإصلاح مكونا أساسيا من مكونات دوره الوطني والقومي التاريخي الذي حاربته وتحاربه إسرائيل، دون هوادة.

وقد بنت إسرائيل سياستها العدوانية على احتساب أن سياسات الأردن في المحافظة على استقراره واستقرار المنطقة وأمنها، ليست، في النتيجة، أقل من خطة حرب أردنية تستهدف إحباط أهدافها العدوانية. لذلك تبنى يمينها المتطرف سياسة التعرض له، وإحداث خرق في صموده، باستغلال ظروف، تقتنصها من هوامش الربيع العربي، تنفذ منها لمهاجمته وإعاقة جهوده.

وقد استفادت إسرائيل، في متابعة سياساتها العدوانية، من غياب أو تغييب دور كل من مصر وسوريا، من الساحة، لعقود طويلة من الزمن، كما لو جاء ذلك كنتيجة حرب إسرائيلية قديمة نجحت فيها بتدمير النظام العربي كله، فاستغلته، وما زالت، لترتيب أدواتها، على مهل، في حربها المتواصلة على المنطقة.

لم يكن في خطوط المواجهة الأمامية معها سوى تركيا التي لا تكترث إسرائيل بها، في حسابات صراعها ضد العرب. بل ترى إمكانية تحييدها وتجاوزها كأن لم تكن.

لكن الأردن يرى في موقف تركيا تطورا إيجابيا ورصيدا يتراكم مع مرور الزمن وتعقيدات الصراع يمكن له أن يؤثر تأثيرا أساسيا في نتائج المواجهات، لو عادت مصر لتحتل مكانها ودورها في دائرة الصراع. فعودة مصر شرط لا بد منه لتعديل المواجهات في المنطقة، لصالح دولها وشعوبها؛ ولدور جديد للجامعة العربية يتجاوز خلافات عربية قديمة كانت، في الأصل، خلافات بين الرؤساء وليس بين الشعوب.

وها هي مصر تعود. لقد استمعنا لخطاب رئيسها في ميدان التحرير يعيد للحياة مصطلحات كاد ينساها الناس. نستمع لمصطلحات «العمل العربي المشترك» وتطوير عمل الجامعة العربية ومنظومة «الدفاع العربية،» «والسوق العربية المشتركة،» وحقوق الشعب الفلسطيني، فهل هذه بواكير عهد جديد في السياسة العربية؟

 ذلك يصب في مصلحة الأردن الوطنية والقومية، في نهاية التحليل. والأردنيون يرحبون بهكذا تطور انتظروه طويلا.