قال سفير المملكة لدى جمهورية كازاخستان احمد عناب ان الأردن برز سوقا مستقرة نسبيا لاستثمارات الطاقة، ويسعى لتنويع مزيج الطاقة وزيادة استقلالية القطاع وتلبية الطلب المتزايد بانتاج ٢٠ بالمئة من إحتياجاته من الطاقة بحلول عام ٢٠٢٠.
جاء ذلك في كلمة للسفير عناب / رئيس الوفد الأردني المشارك في اكسبو ٢٠١٧ المقام في العاصمة الكازاخستانية استانا بمشاركة ١١٥ دولة، خلال الاحتفال باليوم الوطني الأردني الذي أقيم على هامش المعرض وتم خلاله تسمية احد شوارع العاصمة الكازاخستانية الرئيسة باسم المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال.
وقال السفير عناب ان سياسة الطاقة في المملكة تركز على الحد من واردات النفط وزيادة مدخلات الغاز الطبيعي والمحافظة عليها وإدخال طاقة بديلة للطاقة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة والنفطية والصخر الزيتي.
وأشار الى ان إستراتيجية تنويع الطاقة الطموحة في الأردن تمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقا من حيث أمن الطاقة والاستدامة البيئية، لافتا الى ان الأردن يناقش في معرض أستانا الدولي واحدة من أهم القضايا العالمية، قضية الطاقة، التي تشغل العالم أجمع انطلاقا من ايمانه بقيم التضامن والتعاون، وتبادل الخبرات، وتقاسم التجارب في مجال التنمية مع الشركاء على المستوى العربي والإقليمي والدولي.
وأضاف ان الأردن يؤكد دائما التزامه ومساهمته في الجهود الدولية في مواجهة التحديات العالمية الكبرى، والتعاطي معها برؤية واقعية وإرادة راسخة لرفع تحديات الحاضر، وكسب رهانات المستقبل. وهذا ما جاء في رسالة هذا المعرض الدولي تحت شعار: "طاقة المستقبل" ليكون محورا لفعالياته.
وأشار السفير عناب الى إن المملكة الأردنية الهاشمية أصبحت على نحو متزايد مركزا محوريا للتجارة والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على الرغم من الصدمات والتحديات الخارجية المختلفة التي يواجهها الأردن والعبء الذي فرضته على موارد بلادنا.
وقال "بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني وبمساعدة العديد من أصدقائنا الحقيقيين في المجتمع الدولي، يواصل الأردن ضمان تمتع الشركات الدولية العاملة في الأردن بحماية قوانينها والفرص الاقتصادية الهائلة التي تتمتع بها".
وبهذا الخصوص، قال ان العديد من القطاعات في الأردن توفر فرصا مربحة للشركات الدولية، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية والطاقة والمياه والبيئة والخدمات المالية والمهنية والسياحة والخدمات اللوجستية.
واكد السفير عناب اهمية المشاركة في معرض أستانا الدولي ٢٠١٧ حرصا على التواجد في هذا الحدث العالمي الهام، وتأكيدا على أواصر الصداقة والتعاون مع جمهورية كازاخستان.
واعرب عن تقدير الأردن وشكره لجمهورية كازاخستان على اختيار احد الشوارع الرئيسة في العاصمة لتحمل اسم المغفور له جلالة الملك الحسين، مشيرا الى ان الشارع الممتد مسافة ٢٢ كيلومترا وبعرض ٨ مسارب يعد من الشوارع الرئيسة في العاصمة استانا ويقع في احد اجمل احيائها.
كما أشاد السفير عناب بتعاون الجانب الكازاخستاني لانجاح المشاركة الأردنية في المعرض من خلال تقديم جناح خاص بالمملكة تعرض من خلاله ارثها الإنساني والحضاري امام زوار المعرض الذي يقام مرة كل خمسة أعوام ويعد حدثا رئيسيا على مستوى العالم.
من جانبه، قال عضو مجلس ادارة غرفة تجارة عمان العين رياض الصيفي ان القطاع الخاص يتعاون مع القطاع العام لنقل رسالة الأردن والوصول الى مختلف دول العالم، مؤكدا أهمية هذا التعاون في ظل محدودية موارد الحكومة.
وأشاد بدور هيئة الاستثمار في عرض المنتج الأردني والترويج للمملكة حضارة ومنتجا وثقافة "باقل التكاليف"، مثنيا على دور البعثة الدبلوماسية الأردنية لدى كازاخستان في تسهيل مهمة الوفود الأردنية وتوفير متطلبات نجاح الفعاليات الأردنية السياسية والاقتصادية والثقافية التي تقام في جمهورية كازاخستان.
واكد العين الصيفي أهمية دراسة المعيقات التي تواجه تطوير العلاقات الاقتصادية بين الأردن وكازاخستان للارتقاء بهذه العلاقات الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين والتي تحظى بدعم من القيادتين السياسيتين في الأردن واكازاخستان، مشيدا بعلاقات التعاون القائم بين الأردن وكازاخستان وضرورة تطويرها.
بدوره اعرب عضو مجلس ادارة غرفة تجارة عمان نافذ عليان عن امله ان يكون التعاون ما بين القطاعين العام والخاص "في الاتجاهين" بتقديم المزيد من التسهيلات ومنح المستثمرين المزيد من الحوافز وإقرار التشريعات التي تحقق هذه الغاية.
واعتبر تسمية احد الشوارع الرئيسة في كازاخستان باسم الراحل الملك حسين بانه يجسد العلاقات المتميزة والاحترام الذي يحظى به الأردن في كازاخستان ودليل اهتمام كازاخستان بتطوير هذه العلاقات والارتقاء بها.
وكان الجناح الأردني في معرض اكسبو ٢٠١٧ قد نظم يوما وطنيا حضره مسؤولون كازاخستانيون وممثلو القطاع الصناعي الأردني وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي في العاصمة الكازاخستانية استانا.
وكانت قد بدات في العاشر من حزيران الماضي فعاليات اكسبو ٢٠١٧ الدولي المقام في العاصمة الكازاخستانية استانا والذي يعد حدثا عالميا مميزا وخصص لتسليط الضوء على تحديات الطاقة والتطلع لطاقة المستقبل في ظل التغيرات المناخية الحالية.
ويتوج اكسبو استانا ٢٠١٧ الانجازات التي حققتها البشرية حتى اليوم في مجال "طاقة المستقبل" وهي المرة الاولى التي يقام فيها المعرض في دول اوراسيا منذ تشكيل رابطة الدول المستقلة وتشارك فيه ١١٥ دولة ومجموعة من المنظمات الدولية تعرض احدث التقنيات والابتكارات العصرية في مجال الطاقة المتجددة.
ويتوقع ان يبلغ عدد زوار المعرض حوالي مليوني زائر (٨٥ بالمائة منهم محليون و١٥ بالمائة اجانب) فيما تبلغ مساحة المعرض ١٧٤ هكتارا اقيم عليها ٣٠ منشاة.