آخر الأخبار
  هل هناك نية لتمديد قرار الضريبة الخاصة للمركبات الكهربائية؟ اللواء جلال القضاة يجيب ..   الحكومة تقر نظامي الإدارة العامَّة والصندوق الهندسي للتدريب   (وكلاء السيارات) تصف قرار الحكومة الجديد بخصوص ضريبة المركبات الكهربائية بـ "القرار الجيد"   إعلان هام من "الملثم" بخصوص الأسرى الاسرائيليين   الأردن.. ما المقصود بالمرتفع السيبيري؟   كتلة هوائية سيبدأ تأثيرها من يوم الاحد .. وهذه المناطق قد تتساقط عليها الامطار   "السعايدة" يصرح بخصوص إستبدال العدادات الكهربائيية التقليدية بعدادات ذكية   "ربما سأعود" .. ما حقيقة هذا المنشور لحسين عموتة؟   دونالد ترامب يرشح "طبيبة أردنية" لأعلى منصب طبي في الولايات المتحدة الامريكية   اغلاق طريق الأبيض في الكرك لإعادة تأهيله بـ5 ملايين دينار   الحكومة تعفي السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام   أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات   الأرصاد تكشف عن مؤشرات مقلقة للغاية بشأن حالة المناخ لعام 2024   مهم من السفارة الأمريكية لطلبة الجامعات الأردنية   حملات مكثفة بشأن ارتفاع قيم فواتير الكهرباء في الأردن بهذه الظروف   اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات   اعتباراً من اليوم .. تخفيضات وعروض هائلة في المؤسسة الاستهلاكية المدنية   زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق   بلاغ مرتقب بعطلة رسمية في الاردن   ترمب يرشح الأردنية "جانيت نشيوات" جراح عام للولايات المتحدة

حقوق العمال في االإسلام

{clean_title}
جاء الإسلام بمكارم الأخلاق، وحث على التحلي بها؛ ولعل من أبرز القيم الخلقية للبشر هي : العدالة والرحمة والرأفة لجميع المخلوقات وخاصة الإنسان ، وارتقى رسول الله _صلى الله عليه وسلم للدرجة الخلقية الرفيعة ، ولقد وصفه الله ومدحه، فقال : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) (1 )، ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على مكارم الأخلاق العالية ، فقال: ( إن خياركم أحسنكم أخلاقاً )) (2). ومن الجدير ذكره أن حسن معاملة العمال بشكل عام وخاصة خدم البيوت تعتبر من مكارم الأخلاق التي يتصف بها العرب عموماً.
تعريف العمل لغة :
هي المهنة والفعل، والجمع أعمال . (3 )
والعمل اصطلاحاً : ما يقوم به الإنسان فعل لغيره مقابل الأجر.
حث الإسلام على العمل :
نهى الإسلام عن التسول وسؤال الناس ؛ وأشاد بالمتعفف الفقير الذي يحفظ كرامته رغم فاقته وحاجته ولكنه لا يسأل الناس، (( ولا يسألون الناس إلحافا ٌ )) (4 ) بل مدح المتعففين من الفقراء، وجعل من مسؤولية المجتم عامة _ أفراد وجماعات _ البحث عن الفقراء وسد حاجتهم (( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف )) (5 ) . وفي مقابل ذلك أيضاً فقد حث الإسلام على العمل ، وأعلى من شأن العامل ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده ) (6 ) وقد أمر النبي صلى عليه سلم أحد أصحابه بالتحطيب وكسب رزقه منه، فلما رأى يده أمسكها وقال : ( إن هذه يد يحبها الله ورسوله ) (7)
وللدلالة على شرف العمل والعامل فإن أنبياء الله عليهم السلام _ وهم خيرة خلقه _ كانت لهم حرف يكسبون الرزق منها؛ فآدم عمل بالزراعة ، ونوح بالتجارة، وداود بالحدادة، وموسى ومحمد برعي الغنم ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( ما من نبي إلا ورعى الغنم)( 8 ) وحض الإسلام كذلك على إتقان العمل والإخلاص لصاحبه، وحمل العامل المسؤولية عن عمله، فقال عليه الصلاة والسلام : (( إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه ) ( 9)
حقوق العامل في الإسلام :
اعتبر الإسلام الناس جميعاً سواسية في الإنسانية والكرامة ؛ فقال تعالى : (( ولقد كرمنا بني آدم )) (10) فالبشر كلهم مكرمون على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم، وعلى اختلاف درجاتهم ومستوياتهم العلمية والثقافية والاجتماعة والمادية. ولكن الله سبحانه جعل الناس درجات متفاوتة؛ لكي يخدم بعضهم بعضاً، وحتى تستمر الحياة، فلا يمكن أن يكون كل الناس في مهنة واحدة، وإلا لتعطلت الحياة؛ فهذا عامل بناء، وذاك مهنس، وآخر مدرس وآخر طبيب، ...ألخ، وعندئذ تتكامل الأعمال وتنمو وتزدهر الحياة (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون)) (11 )
وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم العمال إخواناً لأصحاب العمل، فقال: (( اخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ[1]، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ )) (12 ) وخولكم : أي خدمكم ، فهم إخوة لنا سخرهم الله لخدمتنا والقيام ببعض شؤوننا وأعمالنا . وفي ذلك تأكيد على كرامة العامل .
ومن حقوق العامل في الإسلام :
1 . حق العامل في الأجر :
حث الإسلام على الوفاء بالعقود جميعاً، ومنها عقد العمل ، فقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) (13 ) ، وقد ذكر الله أن شعيباً استدعى موسى عليهما السلام ليدفع له أجره فجاء على لسان ابنته: (( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )) ( 14 ) وألزم كذلك صاحب العمل أن يُوَفِّيَ للعامل والخادم أجره المكافئ لجُهده دون ظلم أو مماطلة، فقال رسول الله : (( أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ)) (15 ) وأمر الإسلام أن تحفظ حقوق العمال الماليَّة من الغبن، والظلم، والاستغلال؛ لذلك قال رسول الله في الحديث القدسي عن ربِّ العزَّة : (( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ... وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ )) ( 16 )
2. حصول العمل على حقوقه المشروطة :
يجب على صاحب العمل الوفاء بكل الشروط التي التزم بها للعامل بصورة شخصية ، سواء كانت مكتوبة أم كانت اتفاقاً شفوياً ، وسواء بوجود الشهود أم بدونهم، فالله خير شاهداً. ومن ضمن الحقوق الواجب الوفاء بها ما تنص عليه القوانين والأنظمة والتعليمات المطبقة في بلد العمل، فهي بمثابة شروط ملزمة لكلا الطرفين عند رضاهما بالعمل؛ مثل ساعات العمل ، والحد الأدنى للأجرة، وأيام الإجازة ...ألخ . فيجب على كلا الطرفين الوفاء والالتزام بها.
3. عدم إرهاق العامل :
العمال هم بشر لهم قدرات وطاقات وحاجات، فلا يجوز لصاحب العمل إرهاق العامل، أو تحميله ما لا يطيق، ولا ينبغي له أن يأمره بعمل يضر بصحته حالا أو مستقبلاً، أو بما سيعود عليه بالضرر الباطن ، ولا يجوز له أن يستعمله في عمل لم يتفقا عليه. قال تعالى : ((وما أريد أن أشق عليك )) ( 17 ) ويجب على صاحب العمل أن يراعي الانتاج الممكن من العامل، فلا يطلب منه انتاجاً يفوق طاقته وقدرته، وأن يراعي العمر الزمني للعامل، وأن يحفظ له شيخوخته، فكما أكل ثمرة شبابه فيجب عليه إكرام شيخوخته.
4. عدم الاعتداء الجسدي واللفظي :
من حقوق العامل منع الاعتداء الجسدي واللفظي عليه من صاحب العمل أو ممن يعلونه رتبة إدارية؛ لأنه إنسان مكرم ومحترم، فلا يجوز إيذاء العامل بأي شكل من الأشكال، ولا ينبغي إهانته أو السخرية منه، أو إذلاله. فإن تم الاعتداء عليه جسدياً أو معنوياً ، فعلى المعتدي تحمل المسؤولية الكاملة عن الأذى والضرر الواقع على العامل.
والله سبحانه يأمر الناس بالعدل؛ فقال : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان )) (18 ) ونهى الله عن الظلم ، فقد جاء في الحديث القدسي : (( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )) (19 )
5. حق العامل في أداء العبادات والشعائر الدينية :
من حقوق العامل الثابتة حقه في أداء الصلاة إن كان موعدها في فترة العمل، وحقه في الصيام، وحقه في أداء الحج ، ويجب مراعاة أن تؤدى العبادات في الأوقات المناسبة والمدة الملائمة ودون تأثير على العمل ومهامه. وينبغي على صاحب العمل حث العمال على أداء واجباتهم الدينية_ سواء كانوا مسلمن أو غير مسلمين _ . فمثلا يخصص وقت محدد للصلاة ، ويخفف عنهم عدد ساعات العمل في رمضان ...الخ، ويحدد ذلك كله طبيعة العمل وبالاتفاق ما بين صاحب العمل والعامل.
6. حق العامل في الراتب التقاعدي :
من حق العامل مطالبة صاحب العمل الانضمام لمؤسسة الضمان الاجتماعي وحسب القوانين والانظمة المتبعة، بل على صاحب العمل المسارعة لتسجيل العامل بتلك المؤسسات حتى يحفظ له كرامته ولقمة عيش كريمة عند شيخوخته، ويعتبر ذلك من باب حسن المعاملة والعشرة والوفاء من صاحب العمل للعامل .



الهوامش :
( 1 ) القلم آية 4
( 2 ) صحيح البخاري الحديث رقم 6033
( 3 ) مختار الصحاح ص 191
(4 ) البقرة آية 273
( 5 ) البقرة آية 273
( 6 ) البخاري حديث رقم 272
(7 ) السلسلة الصحيحة الألباني 1/11
( 8 ) صحيح البخاري حديث رقم 2262
( 9 ) السلسلة الصحيحة الألباني 1/11
( 10 ) الإسراء آية 70
( 11 ) الزخرف آية 32
( 12 ) صحيح مسلم / حديث رقم 1661
( 13 ) المائدة آية 1
( 14 ) القصص آية 25
( 15 ) رواه ابن ماجة حديث رقم 2443
( 16 ) صحيح البخاري حديث رقم 2227
( 17 ) القصص آية 27
( 18 ) النحل آية 90
(19) صحيح مسلم حديث رقم 2577