تساقطت دموعي وارتجفت لحيتي وانا اقرأ الخبر، ثم هبطتُ على سجادة صلاتي من غير وعي .. انتفض من الفرحة، وأنا أرددّ بصورة هستيرية ..(أحمدك وأشكرك يا رب..أحمدك وأشكرك يا رب..) ..أخيراً لقد مننت علينا بنصرك العظيم المؤزر، الذي طالما انتظرناه، أخيرا أدخلتنا موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية من أوسع أبوابها، وظفرنا بتوفيقك ورضاك وبدعاء الصالحين المرابطين الصابرين من عبادك المجاهدين – في هيئة تنشيط السياحة- ورزقتنا أكبر زجاجة رمل ملوّن في التاريخ!!!..الحمد لك حمداً كثيراً كما أمرت...
***
أخواني ...ان شاء الله هذه الزجاجة المباركة التي فتحنا بها «كتاب غينيس» لن تكون الا مقدّمة «لفتوحات» كثيرة تعيد الرفعة والعزة للعرب والمسلمين .. بهذه الزجاجة المباركة، سوف نتجاوز أزمتنا الاقتصادية ان شاء الله،ونسد مديونيتنا، دون حاجة لرفع الدعم او زيادة الأسعار، بهذه الزجاجة «المخططة» سوف يتضاعف النمو الى معدلات قياسية، ويكتشف النفط، ونصير من الدول المانحة بعد ان أمضينا قرنا كاملاً ونحن من الدول «النائحة»، بهذ الزجاجة سوف ينحسر الفقر، وتنتهي البطالة، وتفرش الديمقراطية الحقيقية بساطها على ثرى الوطن، بهذه الزجاجة الــ»مّطمطة» سيصار الى قانون انتخاب عصري وجديد، و سوف نزج بكل الفاسدين في السجون بعد ان يجردوا من اموالهم المنقولة وغير المنقولة وترصد لتنمية المحافظات، بهذه الزجاجة سوف يأتي وزراء أكفاء ثقاة يحرصون على أموال الدولة ومصالح المواطنين، بهذه الزجاجة «الحادة كالخازوق» سوف نقضي على كل عدو ومخرّب، بهذه الزجاجة الــ»مزغمتة»، سوف تزهر التعددية الحزبية، ويتحرر بعض الاعلام الرسمي من نفاقه ورجعيته، وسوف يتدلى الرفاه الاقتصادي من على بنود الموازنة كأغصان الياسمين، هنيئاً هنيئاً.فقد اصبحنا دولة «غينيسية» بامتياز!!!...
***
سكبتم التراب في الزجاجة و(دخلتم) غينيس؟؟؟؟!!
ارجوكم ...أخرجوا (تراب الوطن) من عنق الزجاجة و(ادخلوا) التاريخ بعدها...