آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

والثلج أبيض فوق مدينتنا

{clean_title}

لماذا نحتفل بالثلج.. هذا البياض المحايد. هذا النقاء المراوغ.. هذا الوعد بالعودة إلى الطفولة عبر بوابة هشاشة كرة ثلج.. لماذا هذا الفرح الطفولي يغمرنا ويجتاحنا من دون إذن أو سبب واضح، كنت أتجهز كي أتخذ موقفاً مضاداً من الثلج، أن أعلن رفضي لما يفرضه من طقوس خاصة، ومن تعاويذه الضرورية للفرح، كنت جاهزاً تماماً.. أو هكذا كنت أعتقد.. ولكن ما أن اكتست الأرض بالبياض حتى انهارت تحصيناتي وجيوشي وما عدت قادراً على الصمود أمام فرحة الأطفال بقدوم الثلج.

ِلم أعرف منذ البداية سبب انهزامي المفاجئ أمام فرح الثلج، ولم أدرك أنني كنت جاهزاً منذ اللحظة الأولى كي يجتاحني هذا الفرح، ولكن ليس لأسباب الفرح الطفولي بل لأن للثلج هذا العام دلالات وأهمية تتجاوز اللهو واللعب، فالثلج أبيض فوق مدينتنا..، قد يستغرب عديدون من هذه العبارة كونها لا تأتي بجديد فالثلج أبيض، ويسمونه الزائر الأبيض، فما هو الغريب من كونه أبيض فوق مدينتنا؟

عندما تندف السماء ثلجها أبيض وتتلقاه أرضنا ويحافظ على بياضه أفرح وأحتفل، ربما هو محمود درويش، حين استعاد ذكرى رحيل العرب عن الأندلس، وخروجهم المر من غرناطتهم، ذكرنا أن بياض الثلج على أرض مدننا ليس حقيقة ثابتة أو مضمونة، درويش الذي كان يقرأ الحاضر عبر تقليب صفحات التاريخ لم يكن يظن أن الثلج الأسود قد يزور بلاد الأمويين سريعاً، تراه كان يقرأ من كتاب لا يفقه تأويله أم كان يؤشر إلى المستقبل عبر حرف التاريخ؟

هل هي غرناطة التي يكتبها درويش أم هي حمص بأحيائها النازفة، وشقيقاتها المدن والقرى السورية؟

للحقيقة وجهان، والثلج أسود فوق مدينتنا

لم نعد قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا،

والنهاية تمشي إلى

السور واثقة من خطاها

فوق هذا البلاط المبلل بالدمع، واثقة من خطاها

من سينزل أعلامنا: نحن أم هم؟

كل شيء معد سلفا، من سينزع أسماءنا

عن هويتنا: أنتم أم هم؟ ومن سوف يزرع فينا

خطبة التيه...

للحقيقة وجهان...

أقفز عن فرسي في الشتاء الأخير،

أنا زفرة العربي الأخيرة

لا أطل على الآس فوق سطوح البيوت، ولا

أتطلع حولي لئلا يراني هنا أحد كان يعرفني..

وداعا لتاريخنا

هل أنا من سيغلق باب السماء الأخير؟

أنا زفرة العربي الأخيرة

عمان مازال ثلجها أبيض، لا وحل صنعته أقدام تهرول هاربة ولا دماء على الشوارع والطرقات تحول بياضه إلى سواد، ربما هذا هو سبب فرحي الحقيقي، فرغم المحاولات المتعددة من أطراف عدة كي تتحول (عماننا) إلى غير ما هي عليه الآن عبر خلق نقاط اصطدام، إلا أن عمان ظلت تلك المدينة التي تستقبل الثلج محتفلة ببياضه وبياضها.. والثلج أبيض فوق مدينتنا.

ربما جاء الثلج يوم الجمعة كي نريح مدننا من صخب غير مبرر عبر بضعة ممن استهواهم الصراخ والشعارات، وصاروا من دون علمهم أو بعلمهم أداة بيد بعض الكارهين للاستقرار، وصاروا متعبين للأردن وليسوا باحثين عن الطرق الفضلى للخروج من حالة التأزيم، هو الثلج الذي يكشف نقاء أرضنا ويمدنا بماء ضروري لمواجهة الصيف ويحي زرعنا ويمهد لربيع أردني حقيقي ويحمينا من ضجيج وصخب لا فائدة منه.