آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

من يحمي الطبقة الوسطى؟

{clean_title}

في حديثه إلى رجال أعمال ومستثمرين مؤخرا ذكّر الملك عبد الله الثاني بأهمية دعم الطبقة الوسطى ضمن خطة الاصلاح الاقتصادي، وهو بذلك ينبه الحكومة والنواب والرأي العام لحقيقة اقتصادية مهمة وهي انه بدون الطبقة الوسطى لن يكون هناك اقتصاد حيوي اصلا.

لا نسمع من الحكومة كلاما عن الطبقة الوسطى وما آلت اليه احوالها بسبب الكساد والبطالة وارتفاع الاسعار وفشل المحفزات الاقتصادية. من المهم الحديث عن دعم الفقراء وحمايتهم لكن ذلك لا يعني ان حلول الحكومة للخروج من أزماتها المالية يكون على حساب الطبقة الوسطى.

بحسب تعريف عالم الاجتماع الالماني ماكس ويبر فإن الطبقة الوسطى هي مجموعة كبيرة من الناس في المجتمع والتي يضعها واقعها الاجتماعي والاقتصادي بين الطبقة العاملة الحرفية والطبقة الاجتماعية والاقتصادية العليا (تاريخيا كانت تلك الطبقة تمثل ملاك الاراضي ).

لكن ذلك التعريف الكلاسيكي تغير منذ ان وضعه ويبر في نهاية القرن التاسع عشر. واليوم فإن الطبقة الوسطى بالمفهوم الغربي تشير الى فئة اجتماعية/اقتصادية معينة ترتبط بمستويات دخل وتعليم وعمل اداري او مكتبي وملكية خاصة لمنزل وربما مؤسسة صغيرة او متوسطة الحجم. وكلما ازداد عدد منتمي هذه الطبقة الأكبر بالنسبة للطبقتين الأخريين فإن تلك دلالة على تحقيق المجتمع لأمن اجتماعي ونمو اقتصادي واستقرار سياسي.

اليوم تتعرض الطبقة الوسطى في الاردن لضغوط كبيرة بسبب تراجع النمو الاقتصادي واضطرار بعض الاعمال والمؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة الى ضغط النفقات او التوقف عن العمل كليا.

كما ان هذه الطبقة التي تحرك عجلة الاقتصاد من خلال انفاقها واستهلاكها للمحافظة على نمط حياتها باتت تشعر بأنها مستهدفة من خلال ارتفاع تكاليف الحياة من طعام وشراب وفواتير ماء وكهرباء ومصاريف تعليم مدرسي وجامعي.

لا يجب أن ننسى أن الطبقة الوسطى هي اكبر مشغل للقوى العاملة في القطاع الخاص من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهي التي تدعم خزينة الدولة من خلال دفع ضرائب الدخل وضريبة المبيعات والرسوم الأخرى. إذا كانت هذه الطبقة متعافية فإن الاقتصاد يكون في حالة نمو حقيقي واذا ما ساءت احوالها فإن ذلك ينعكس سلبا على الاقتصاد ايضا.

لا يوجد من يدافع بشراسة عن الطبقة الوسطى التي تمثل عنصر استقرار اجتماعي وسياسي واقتصادي في أية دولة.

الحكومة تتكلم عن حماية الفقراء، وهذا واجبها الذي لا يجب ان تتخلى عنه ابدا، لكنها تنسى مشاكل الطبقة الوسطى في الاردن والتي تتعرض للتآكل والانكماش.

على الحكومة والوزراء المعنيين بالاقتصاد ان يتنبهوا الى ضرورة تحفيز الطبقة الوسطى ووقف انهيارها والحفاظ على مكتسباتها لأن حمايتها تمثل حماية للمجتمع ككل.