يصادف اليوم السبت الثامن من اذار الذكرى الرابعة والعشرون لوفاة الشيخ الفارس "محمد العلي الكايد ابوهزيم (ابوزيد)"، ولد الشيخ محمد العلي الكايد بتاريخ 23/3/1914 في مدينة السلط عند بدء الحرب العالمية الاولى، وهو ابن الشيخ الشيخ علي الكايد ابوهزيم، واحد شيوخ وادي الاكراد البارزين، وحرص والده على ان يدخله المدرسة وبالفعل التحق بالمدرسة الوحيدة التي كانت بالسلط، وقد أتقن العربية والانجليزية على ندرة من يتقن الأخيرة إذ ذاك، وقد زامله في دراسته العديد من الشخصيات والرموز الأردنية من أصحاب الدولة والمعالي المعروفين، كان شيخا وقاضيا عشائريا فارسا أفنى حياته بخدمة الوطن والقيادة واصلاح ذات البين.
التحق بكتيبة الفرسان المؤلفه من (150) فارسا اذ ذاك، والتي شكلت باكورة الجيش العربي بداية تأسيس إمارة شرق الأردن يحمل الرقم العسكري (1051) ذلك في 4/6/1932 حتى اصبح احد قياديها، مما كان له شرف خدمة انسان الاردن وشرف المساهمة في تأسيس إمارة شرق الأردن، تشرف رحمه الله باستعراض وقيادة كتيبة الفرسان بحضرة الملك المؤسس عبدالله ابن الحسين رحمه الله.
ولقد أدى شرف المسؤلية بقيادة بعض المغافر آنذاك، والتي تعد بمفهومنا الحديث مديرية أمن بحد ذاتها، ترسخ الأمن والإستقرار في المحافظة والقرى التابعة لها ومن تلك المغافر التي كان يقودها ما يلي:
1- قائد مغفر محافظة عجلون.2- قائد مغفر محافظة اربد. 3- قائد مغفر محطة عمان. 4- قائد مغفر محافظة معان. 5- قائد مغفر محافظة مادبا.6- قائد مغفر وادي موسى. 6- قائد مغفر القصر محافظة الكرك. وكان رحمه الله من المقربين لقيادات الجيش العربي وشديد التعلق والولأ بقيادته الهاشمية، حتى انزلها منزلة العقيدة الوطنية، يعتز ويفاخر بها. ساهم الشيخ محمد وعمل رحمه الله على استقرار إمارة شرق الأردن آذ برز دوره العشائري في العديد من المسائل بالغة الأهمية، والتي وضعت حداً لكثير من الخلافات الأهلية وأبرزها قيادته للصلح العشائري الكبير بين عشيرتي الهزايمه/ السلط وعشيرة الهزايمه/ زحر ذلك في مدينة اربد عام 1978، والتي وضعت حداّ للفرقة بين أبناء العمومة لعقود طويله
كما برز دوره السياسي بانضمامه للتيار السياسي الوطني المنتمي للتراب الوطني وللقيادة الهاشمية. ونظراً لنضاله السياسي ودوره العشائري المرموق فقد كرمه دولة هزاع المجالي، مثلما كان فارساً مولعاً بالرماية وركوب الخيل، وكان له فرس تسمى (سلامه)، مما حدا بدولة وصفي التل أن اسماه بـ (الشيخ الفارس)، وكان رحمه الله تربطه علاقة صداقة بالمشير حابس المجالي وبمعالي الأستاذ عبدالحليم النمر الحمود وغيرهم الكثرة، وذكره المؤرخ الأستاذ الدكتور محمد خريسات بأحد كتباته بالإضافة إلى الأستاذ الدكتور هاني العمد.
وهو بالإضافة إلى ذلك كان حسن المنطق، قوي العبارة، يألف ويؤلف، جريء في قول الحق، كل ذلك ترك له سيرة عطره مازال الناس يذكرونها، وبقي طيلة عمره يتحلى بهذه الصفات إلى أن انتقل إلى جوار ربه عام 1990.