سوريا وانهيار النظام العالمي؟؟!!

لم تعد الأزمة السورية "ثورة الربيع العربي" عربية بل حرب بين الروس والأمريكان، وتنافس بينهما على المنطقة؛ لذلك وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نداء شخصيا مباشرا إلى الشعب الأمريكي بخصوص سوريا.

وقال "أن كثيرين في العالم يرون الولايات المتحدة ليس كنموذج للديمقراطية وإنما رمزا للقوة الغاشمة." وستفقد نظام القانون الدولي توازنه،وأضاف "لا احد يريد للأمم المتحدة أن تلقى المصير نفسه الذي آلت إليه عصبة الأمم التي انهارت لافتقارها إلى أي نفوذ حقيقي.

ولكن الأمم المتحدة قد تنهار أذا أصرت دول قوية على تجاوزها واللجوء للحلول العسكرية دون تخويل من مجلس الأمن." كما نستدل من كلام بوتين أمريكا رمزا للقوة الغاشمة،تقصف كل يوم الشعب اليمني، وتقتل الأطفال والنساء،وتحارب الولايات المتحدة الديمقراطية في الوطن العربي ؛لذلك أسقطت ديمقراطية الشعب الفلسطيني والشعب المصري الذين ضربوا نموذجا في النزاهة والشفافية في الانتخابات وأصبحت دول بلطجة وقتل ورعب كما يحدث الآن في مصر،وقتلوا المتظاهرين السلميين وسجنوا العديد بإدعاءات ملفقة مضللة.

أذا أميركا دولة تصنع الإرهاب غاشمة ظالمة مجرمة بحق الشعوب،لم تعد الشعوب العربية تثق بالأمم المتحدة التي لاقت مصير عصبة الأمم لأنها لا تملك النفوذ الحقيقي لحماية الشعوب،مئات الألوف قتلوا في العراق وسوريا ومصر والصومال واليمن وأفغانستان ...ماذا فعلت.؟!!!

وإسرائيل ضربت بعرض الحائط جميع قراراتها،لا تستطيع أميركا ضرب الأسد الذي خدمها عشرات السنين،وتخاف أيضا من حزب الله في لبنان الذي سيحرق تل أبيب أذا أقدمت على الهجوم على سوريا،وهددت إيران جميع مصالح أميركا في العراق وفي الخليج أذا مست سوريا بسوء.

ولكن أميركا قلقة جدا من تجمع قوات جبهة النصرة في سوريا . والغريب دعم بعض الدول العربية بالمال والسلاح الأخوان المسلمين في سوريا ،ودعم العلمانية وإسقاط الأخوان في مصر وفلسطين،لذلك اوجد بوتين مخرجا لبراك اوباما من هذا المأزق وحافظ على ماء وجهه بالاقتراح المعروض عليه وهو تخلي الأسد عن الأسلحة الكيماوية الموجودة لديه.

العرب يعانون في كل مكان من الثورات ،والجامعة العربية دورها عقيم متهالك معدوم،والجميع مشغول بنفسه لذلك انفرد الأعداء بقراراتهم وتحديد مصير امة بأكملها.