هل السيناريو العراقي من جديد .. هذه المرة في سوريا ؟؟
السلاح الكيماوي السـوري , ربما أخـــذ في الأسـبوعيـن الماضـيين , عنوانا وتعليقا وتحليلا ، مالم يـاخذه خبــر أو حـدث آخــــر .
الشـرق الأوسـط عمومــا ، قــد حـبس أنفاســه / وهو يعد الساعات واللحظات التي ستقوم امريكا بتنفيذ الضربة التى هددت بها ردا على الجريمة التي ارتكبت بحق الأطفال في غوطة دمشق وراح ضحيتها المئــات ما بين قتلى ومصابيـــن . أجلــت الضربة ولا أظنهــا ألغـيــت ، لعوامــل عــدة أهمهــا أن هنــاك سـيكــون رد فعل على الضربــــة من قبل النظــام السـوري وحليفـهـا حــزب الله ، والتي سـتضرب الكيان الصهيوني ، ولا تريد أن يحصل ذلك لما يعود عليها بالضرر المادي والمعنوي على الإسرائيلييـــن .
والنتيجـة أن اسرائيل كسبت ســلما ما كانت ربما لن تكســبه حربا في الضربة , بعد مفاوضات تدخل الروس فيها بأن تضع سـوريا ما لديها من ســلاح كيماوي ، تحت مراقبة ورعايــة دوليـــة ، وبهــذا ضمنت أنه لن يستعمـل ضـدهــا مســتقــبـــلا .
وإن تم رسـميا تنفيــذ ذلك ، من سـيضمــن أن لا تقـوم أمريكــا ، بشـــن غــارات وقصــف بالصـواريــخ على المواقــع السـوريــة المنتقــاة ، والخــلاص مــن النـظـــام السـوري ،الذي أصبــح ضعيفــا جــراء الضربــات العسكريــــة , ويتجــدد سـينـاريـــو ما حصــل في العـراق ومــع النظــام العراقــــي .
هـذا يثبــت لنــا بأن الغــرب وأمريكــا بالــذات ، دموع التماســيح التي ذرفوعهــا لم تكـــن عطفــا وحزنــا على الأطفــال الذين قتلوا بالسـلاح الكيماوي السوري ، وأنمـا خوفــا على الكيــان الصهيوني إن بقي في أيــديهــم ، وقــد حانــت الفرصـــة لهـــم أن يقصقصوا مخالب النظام منه الآن ، مستغلين الغضب العارم الذي شـارك به العالــم جميعـــا على منظــر الأطفال المييتــيـــن من الســلاح الكيمــاوي .
إنه من العار أن نبقـى دميـــة يتلهــى فيها الغرب وأمريكــا ، بحجـــة الديمقراطيـــة واحترام حقـوق الإنســان الذي يتغنــون بـــه ، والذي أصبح وسيلتهــم في التهكـــم علينـــا ، وأخــذ منــا من يطلب النجــدة والمعونـة منهــم كلمــا وقعنــا في مشـكلــة أو أزمــة ما بينـــنــا وبيــن إخوتنــا الجيــران لنـــا ليـأتــوا وتكون النتيجــة مزيـدا من القتــل والخــلاف .
أما آن للعرب أن ينظــروا حولهــم ليروا كيف وصلت الدول بوحدتها وتفانيهــا في الدفاع عن أوطانهــا وشـعوبهــا ، وهم ما زالوا يفهمون الديمقراطيـة بأنها مجرد الوصول الى الكرسي وكل يعمل على هواه ، وكل دولة تضمر الشر للأخــرى مما أوصلنــا الى ما نحــن فيـــــه .